(45)
يجيء يوم الجمعة فتعود إلى البيت، تحمل معك الصحف التي لم تتمكن من قراءتها على مدى الأسبوع. تدير جهاز التلفزيون دون صوت. تضع شريطاً في آلة التسجيل. تستخدم جهاز "الريموت كونترول" لتقفز من قناة إلى أخرى وأنت تقلب الصفحات وتستمع إلى الموسيقى.
لا جديد في الصحف، برامج التلفزيون مملة، والكاسيت استمعت إليه قبل ذلك عشرات المرات. زوجتك ترعى شؤون الأطفال.
تضحي بأزهى سنوات العمر دون أن تفهم –حقيقةً- سبب لذلك..
تلتمس أنت عذراً بينك وبين نفسك لتقول: "هكذا الحياة"!
لا.. الحياة ليست هكذا! حاول أن تتذكر أين ضيعت حماستك. خذ زوجتك وأطفالك وابحثوا عنها ثانيةً قبل أن يضيع العمر.
الحب لم يمنع أحداً من متابعة حلمه...

قال لي في الطريق إلى سجنه:
عندما أَتحرّرُ أَعرفُ أنَّ مديحَ الوطنْ
كهجاء الوطنْ
مِهْنَةٌ مثل باقي المِهَنْ !
|