(43)
التقى المعلم بتلميذه الأثير وسأله كيف تقدمه على طريق الروح..
قال التلميذ أنه كان قد أصبح قادراً على تكريس كل دقيقة من وقته لله..
قال المعلم: كلّ ما يتبقى لك إذن هو أن تعفو عن أعدائك..
نظر إليه التلميذ مدهوشاً: لكن ذلك ليس ضرورياً، أنا لا أحمل ضغينة لأحد من أعدائي..
قال المعلم: ولعلك تعتقد أن الله يحمل ضغينة لك؟
قال التلميذ: لا يا سيدي..
قال المعلم: ومع ذلك فإنك تطلب عفوه. افعل الشيء ذاته مع أعدائك حتى وإن كنت لا تحمل ضغينة لأي منهم. إن من يعفو يغسل قلبه ويطهره..

قال لي في الطريق إلى سجنه:
عندما أَتحرّرُ أَعرفُ أنَّ مديحَ الوطنْ
كهجاء الوطنْ
مِهْنَةٌ مثل باقي المِهَنْ !
|