هل وظيفة المعارضة أصبحت النقد فقط
لاشك أن النقد يلعب دورا هاما و ايجابيا في بيان الأخطاء التي ترتكب من قبل هذا أو ذاك سواء من أفراد أو مجموعات أو أحزاب أو حكومات بهدف تصحيح تلك الاخطاء و تجاوز الاسباب التي أدت لتلك الاخطاء , و هذا ما يطلق عليه النقد البناء الذي تكون غايته نبيلة و ايجابية . و من خلال النقد الايجابي و الذاتي يندفع المرء أو الجهة المخطئة للعمل على تجاوز أخطائها دون أن تتأثر سلبا بنتائج ذلك النقد . لكن ما يؤسف له على صعيد المعارضة السورية سواء بالداخل أو في الخارج فالاغلبية العظمى منها أصبح معارضة هدفه فقط النقد , و ليس النقد البناء الذي تطرقنا اليه و انما النقد السلبي الذي يهدف الى التجريح و توزيع التهم و التخوين من خلال أنتقاده لهذه الجهة أو تلك , تاركا المجال لخياله يسرح بعيدا في توزيعها على من يشاء و بالقدر الذي يشاء دون أن يتعب نفسه قليلا لأيجاد الحل لتلك الاخطاء التي ينتقدها , و هذا ان دل على شئ فهو يدل على افلاس المنتقد لأن هدفه من انتقاداته مجرد الانتقاد , و ليس ايجاد الحلول و البدائل التي يراها مناسبة .
و هذا أنا شخصيا أطلق عليه النقد الهدام , أي الذي بدلا من يؤدي الى تجاوز الاخطاء و العمل الجاد و بالتعاون مع الجهة المنتقدة ذاتها , يؤدي الى تشرذم أكثر و تفاوت كبير بالرؤى لمستقبل المعارضة السورية التي حتى اليوم لم ترتقي لمستوى المسؤولية أتجاه الوطن و الشعب فلا زال الكثير منا نظرته لمستقبل سوريا بعد التغيير مجهولة , أو لم يضعها بنظر الاعتبار أصلا , بل وضع بدلا عنها مصيره هو أو مصير الجهة التي ينتمي اليها ما سيكون عليه بعد التغيير , أي بصورة أوضح يبحث عن الأنا و ليس عن الوطن و الشعب بمجمله , و هذه من العيوب الكبيرة التي لم يتم بحثها أو التوافق عليها بين تيارات المعارضة السورية , و التي ندعوا جاهدين جميع القوى السياسية الحية و الوطنية في المعارضة السورية للتحاور بشأنها و الوصول الى حلول منطقية بشأن مستقبل الوطن ككل , و مستقبل العلاقات بين هذه التيارات في المرحلة الحالية و المستقبلية .
ايمانا منا بمبدأ التحاور و الديمقراطية الحقيقية التي لا تهمش دور الآخر مهما كان أتجاهه و توجهاته السياسية , بالحوار يمكن الوصول لنقاط مشتركة كثيرة تهم مستقبل و مصير الجميع و عدا ذلك سنراوح مكاننا و يبقى كل منا ينظر(تنظير) على الآخرين و ما أكثر المنظرين اليوم من معارضينا و كتابنا و نقادنا , دون أن يكلف أحدهم نفسه عناء البحث عن الحلول التي تجمع هؤلاء المتفرقين ليجعل منهم قوة معارضة حقيقية لها وزنها الوطني و الاقليمي و الدولي , فبدون تظافر جهود الجميع لن نصل الى ما نصبوا اليه و من دون تقبلنا لبعضنا لن يحسب لنا حساب من قبل النظام , فهو من خلال تشرذمنا يقوى , و بذلك هو سعيد و عمره مديد , فهل المعارضة أيضا يسعدها ذلك و هي تعمل على اطالة عمر النظام مجانا و بدون مقابل, أم أن هناك من له مصلحة بهذا التشتت و اطالة عمر الديكتاتورية .
اننا في حركة الوفاق الوطني السوري نعلن لجميع الاخوة في المعارضة السورية بكل أطيافها و ألوانها في الداخل و الخارج أستعدادنا التام لفعل كل ما من شأنه لم شمل المعارضة السورية تحت خيمة واحدة و ندعوا الجميع للحوار و النقاش الجاد و البناء لايجاد مشتركات بيننا و التوصل لحلول مرضية لجميع الاطراف لتجاوز خلافاتنا التي تنعكس سلبا لا ايجابا على نشاط المعارضة , ما من شأنه التأثير السلبي على واقع و مستقبل المعارضة من ناحية و اطالة عمر الاستبداد في سوريا من ناحية ثانية. و هنا ندعوا أيضا أنه ليس لأحد حق أستخدام الفيتو على أحد و لا توجد خطوط حمراء على طاولة النقاش و الحوار , كل ما من شأنه التقريب من وجهات النظر , للوصول الى نقاط مشتركة ليس من حق أحد أن يستخدم فيتو أمريكي عليه أبدا , لأن لا أحد منا منتخب من قبل الشعب و مخول بموجب صلاحيات قانونية لاستخدام عبارات ليست من حقه و لا صلاحيات له بأستخدامها . هناك خط أحمر واحد فقط أعتقد أن الجميع متفقون عليه رغم أختلاف الجميع , و هو لا تعاون مع من قتل و أجرم بحق الشعب السوري ,و لا تفريط بوحدة الوطن و سلامته ووحدة شعبه .
فهل من مستجيب؟ هل من ارادة حقيقية للعمل البناء؟ من كانت لديه الارادة فنرحب به و مستعدين لكل ما ذكرناه في هذا الموضوع .
أحمد الجبوري
أمين عام حركة الوفاق الوطني السوري
لا صراع حضارات بل صراع كيانات سياسية فالثقافات
لا تتناحر وإنما تتفاعل.....والحضارات لا تتصادم وانما تتلاقح.
......understood seek first to understand then to be
|