عرض مشاركة واحدة
قديم 25/06/2007   #2
شب و شيخ الشباب Zahi
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ Zahi
Zahi is offline
 
نورنا ب:
Oct 2006
المطرح:
دمشق
مشاركات:
319

إرسال خطاب MSN إلى Zahi إرسال خطاب Yahoo إلى Zahi
افتراضي


نص الحوار:

أشكر بداية الأخ علي الحاج حسين على جهوده المتميزة في إثارة الحوار والسجال في الهم السوري وحول هذا الهم الذي ما فتئ يزداد مأساة يوما بعد يوم في ظل سلطة لم تعد تحمل أي وزن لهذا الوطن سوى ما يدره عليها من مرابح فقط ..وكأننا أمام حالة من الاستعصاء ..وهذه الأسئلة ليست بريئة وهنا قوتها ..

بعد اعتقال أول 1979 دام أشهرا واعتقال ثان 1987 دام أكثر من إثني عشر عاما ..كان ما بينهما ثمان سنوات يسيطر عليها الخوف من الاعتقال هاجسا أضافيا لما تخللها كثرة من الاستدعاءات الأمنية على فروع المخابرات..ثم تخفي لمدة أقل من سنتين ..لهذا ببساطة أقوم بنشاطي السياسي والحقوقي لأنني وعلى حد قول أحد الأصدقاء لم أعد أجيد غيره ..هكذا لنبدأ منذ البداية في صراحتنا المعهودة مع القارئ ومع أنفسنا ..هكذا نحن محترفون سياسيا وحقوقيا وكتابيا في ظل سلطة لا تعترف بأي احتراف في هذا الحقل بالذات لأنها تعتقد وتمارس الأمر على هذا الأساس : السياسة من حقها وحدها فقط ..



س1: ما هو أهم سبب شخصي - وفقط شخصي - يجعلك تنتقد أو تعارض النظام، وما هي حدود طموحاتك الشخصية والمنصب الذي تنشده وما هي حدود خلافك مع النظام وبماذا تتفق معه؟

أنا أعتقد أنه عندما تبدأ معارضتك وأنت في سن السابعة عشر لا تفكر وقتها في السبب الشخصي الذي يجعلك معارضا . أم عن طموحاتي الشخصية فأنا لا أصلح لكي أكون رجل إدارة سياسية لهذا أعرف أمكاناتي ولا أريد سوى العيش موظفا صغيرا في مكان هادئ وبراتب يحفظ للمرء كرامته فقط ..حدود خلافي مع النظام تحددها في أنه لم يترك لنا النظام هامشا نتفق معه فيه فقد ألغى كل الهوامش .. لأنه بات يستخدم كل الهوامش بطريقة تؤدي إلى فرط العقد السوري الهش أصلا ..

س2: لماذا تتكرر ولادة الحجاج فقط في بلداننا، لماذا لم يفلح الحاكم العربي أن يطور ويتطور، ولماذا لا تنبت شتلة الحجاج في الغرب ولم تنوجد نسخة رديئة عنه في بلاد الفرنجة التي نعيبها باستمرار؟

ماهذا السؤال الموارب وهل تبدلت عندنا السلطة كي نقارن هذه المقارنة فنحن منذ أربعة عقود وأكثر تحكمنا نفس السلطة وتستخدم نفس العلاقات والأساليب في ممارسة سلطتها .كما أنني لست ميالا إلى هذه المقارنات التي تضع الوضع المصري مثلا مع الوضع المغربي مع الوضع السوري في سلة واحدة أن هذا الأمر يزيد من العتمة التي تريد السلطة وبعض أقلامها فرضها علينا . فأنا لا أقارن مستوى الحريات في مصر أو في المغرب مع مستوى الحريات في سورية ! لهذا وضع الجميع في سلة واحدة أمر غير صحيح وغير صحي بالآن معا ..لهذا أعتقد أن هذا السؤال سؤالا مخاتلا ومضللا ..ولم يعد وقته الآن بل هو وقت للسؤال : لماذا تزداد هوامش الحرية وتتقونن في بلاد العرب الأخرى ماعدا ليبيا وتتضاءل ارتجاليا وممارساتيا في سورية حتى درجة تكاد تصبح معها معدومة..علينا أن نؤسس فهمنا لهذا الأمر وفق المنظور التاريخي النسبي لا أن نعمم شموليا كما يريد النظام نفسه من خلال هذا التعميم ليصبح : كله عند العرب صابون وهذا غير صحيح مطلقا . والبديل الديمقراطي هو دولة عصرية وليس سلطة شخصانية . أعطني مثالا واحدا في بلاد العرب تغيرت السلطة فيه تغيرا كليا وجاء مكانها حجاجا آخر كما تقول منذ أكثر من ثلاثة عقود أما إذا كنت تعتبر التوريث الملكي أو الجهموري هو تغيير فهذه مصيبة..ما يجري الآن أن معظم السلطات العربية تحاول أن تتكيف وفق معطيات تختلف من دولة إلى أخرى ماعدا السلطة في سورية وليبيا ..ولنأخذ مثالا مؤشر حرية الإعلام والأنترنت في السعودية بات أعلى من مؤشرها في سورية ..

س3: لماذا يتكرر فشل المعارضة السورية منذ أربعين سنة وتزداد تشرذما ووهنا ولم تربح الشارع السوري لجانبها وخسرت كل الجولات ضد النظام، هل تم تدجين الشعب السوري لدرجة أنه لا يستطيع رد الحيف عن نفسه أم أن السوريات غير قادرات على انجاب أفضل مما هو راهن في المعارضة والنظام؟ وهل يمكن أن يكون الشعب مخطئا والنظام على حق، ولماذا تبدو معظم أطياف المعارضة كطفل مشاكس لا يسمح له الجري في ملعب النظام ولا في الشارع الشعبي؟

لو أخذنا يا صديقي حجم الممانعة التي كانت ولازالت تقف في وجه هذه المعارضة لوجدنا أن ماقامت به المعارضة ولازالت تقوم به أمرا يعبر عن حركية إيجابية ولو أنها ليست كافية . وعلينا أن نميز بين مرحلتين في سورية الأولى هي ماقبل سقوط السوفييت والثانية هي ما بعد سقوط السوفييت ..في المرحلة الأولى المعارضة السورية دفعت ثمنا باهظا وكانت حريصة كل الحرص على المواجهة المباشرة مع السلطة هذه التجربة في الواقع والتي استمرت أكثر من عقدين من الزمن ولازال قسم من المعتقلين موجود منذ تلك الفترة .. هذه التجربة لم تقم المعارضة بقراءتها وإعادة نقدها لتلك الفترة .ولم تأخذ مطلقا في الحسبان في أي عالم بتنا نحن الآن وحتى في سياق الحرب الباردة ؟ ببساطة يمكنا القول الآن وبدرجة من الثقة : أن هذه المعارضة ليس لديها سندا دوليا ولا أقليميا كان المخلوع صدام حسين سندا لقسم من هذه المعارضة في فترة ما وفشلت هذه المعارضة ووفق سياق هذا السند أن تسقط النظام . وفشلها هذا رغم عمقها الشعبي أدى إلى ما أسميه إعادة هيكلة المجتمع السوري نهائيا ضمن الأطر السلطوية أمنيا وطوارئيا ولا قانونيا أيضا بشكل عام . بعد تلك الأحداث التي لم يجري تقييمها بشكل جيد حتى اللحظة ونقدها لم يعد للمعارضة أي سند في الحقيقة .وهي تواجه مصيرها بنفسها ..وهذا يعود إلى جملة أسباب ولكن أهمها أن هنالك قسم من هذه المعارضة له نفس خطاب السلطة من الخارج وتقييمه لهذا الخارج لازال يتم سواء عن نية حسنة أو سيئة وفق أدوات أيديولوجية قديمة لا تحاكي حجم التغييرات في العالم المعاصر وفي المنطقة عموما . ولازال لديها تصنيف خائن ووطني .تماما كتصنيف السلطة لمعارضتها ..وكثير منهم يفرحون عندما يخرج مسؤول سلطوي ويتحدث عن معارضة وطنية لا تستقوي بالخارج ! بينما هو يحاول ليل نهار الاستقواء بالخارج من أجل بقاء هذه السلطة . والجيمع يعرف جيدا أنه بدون العامل الخارجي لا تغيير في سورية وهذا يعود إلى عدة أسباب يطول شرحها ..والشعب ليس مخطئا وليس مصيبا الشعب عاش خمسة عقود تقريبا في ظل القمع لم يعد قادرا أن يعرف ما هو معنى الحرية والديمقراطية ودولة القانون وحقوق الإنسان . لا حظ حتى رغم كل هذا لازلت تجد أصواتا قوية داخل هذه المعارضة هي في العمق ضد ما يعرف بالنموذج الغربي للديمقراطية وباتوا الآن يربطونه بالسياسة الأمريكية في المنطقة !لكي تكون الأولوية هي لمواجهة المشروع الأمريكي . وهم يدركون تماما أن ماتم في غالبية البلدان العربية من إصلاحات سياسية تم بفعل الضغوط الغربية والأمريكية وحاجة هذه السلطات للتكيف .ولا ينظرون سوى للتجربة العراقية التي مارس فيها الأمريكان أيضا ما لايمكن الدفاع عنه في تحطيمهم لبنية الدولة القائمة رغم هشاشتها . ولكن رغم كل هذا نرى أن المطلب الديمقراطي السوري يتقدم بخطى بطيئة لم يعد النظام قادرا على منعها .

س4: أسس حزب الأخوان ميثاق لندن وصاغوا برنامجا حضاريا لسوريا المستقبل، وأخيرا جبهة خلاص مع نائب الرئيس الأسبق المحامي عبد الحليم خدام. وينادون بالدولة المؤسساتية وهجروا الدعوة لخلافة تقليدية، ويتحالفون مع خصوم الأمس والأكراد، هل نجحوا أم أنهم فقط أضافوا رقما جديدا في جوقة الأسماء الفاشلة من أحزاب وحركات ومنظمات سورية منذ أكثر من أربعين سنة، وهل يعول على حزب ديني حمل لواء التغيير الديمقراطي وإقامة دولة علمانية؟

بغض النظر عن تحالف الأخوان مع السيد عبد الحليم خدام فإننا أمام حالة يجب النظر إليها على أنها تيار اجتماعي قائم في سورية ولا يمكن لك أن تتعامل معه إلا بثلاث طرق إما أن تحرقهم كما يحاول النظام وكتبته أن يقوموا به . أو تجاورهم وهذا الأمر مستحيل في وطن واحد , أو أن تحاورهم وتتفاعل معهم وتصل معهم إلى نتيجة بسيطة : الديمقراطية . ومن يستمر في تبني سياسة العنف يتحول إلى خارج عن القانون كما حدث الآن مع حركة حماس ليعطونا الآخرون طريقة رابعة للتعامل مع هذا التيار .ثم هنالك قضية الكل يعلمها في سورية أن هذا التيار ليس كحال التيار الفلسطيني والمصري بل هو تيار لا يمكن له أن يشكل أكثرية داخل الجسم الاجتماعي السوري وأعتقد أن هذه المسألة بات الأخوان المسلمين يدركونها بشكل جيد . ولكن دعنا نقول التالي : في بلد فيه أكثر من خمس وثلاثون بالمائة من سكانه ليسوا مسلمين سنة فإن تنظيما كالأخوان المسلمين لابد في هذه الحال أن يأخذ وجها طائفيا ..لأنه حكر على أبناء طائفة واحدة وأعتقد هذا الأمر هو مثار نقاش لديهم أيضا . لهذا النفخ في خطورة هذا التيار السوري هو من قبيل صب الحب في طاحونة السلطة . وأعتقد في هذه المناسبة أن أوضح أن ماقامت به جبهة الخلاص قد أعطى دفعا للعمل المعارض السوري ولكنه غير كاف أبدا هذا من جهة ومن جهة أخرى لم تستطع الجبهة حتى هذه اللحظة من إنتاج فريق عمل مؤسسي ولا أن تبني دعما ماديا للعمل المعارض . وهذا الأمر ما تحتاجه سورية في هذه المرحلة وإذا بقيت الجبهة على نفس الخطاب ونفس أساليب العمل أعتقد أنها في وضع ليس جيدا . رغم أنني أميل إلى أن ماهو مطلوب من السيد خدام أكثر مما قدمه في الحقيقة . فبدون عمل مؤسساتي على صعيد بنى الجبهة وإعلامها ستكون نسخة عن المعارضة التقليدية وهياكلها التقليدية أيضا . الشعب السوري لم يعد بحاجة إلى بيانات بل إلى ضمانات ومعرفة حقيقية بقوى مادية على الأرض سواء من خلال فضائية تلفزيونية أو من خلال حضور قوي للمعارضة على المستوى الدولي . هذا من زاوية الجبهة أما من زاوية الأخوان المسلمين داخل الجبهة وداخل المعارضة فإنهم في الحقيقة لازالت نتائج عملهم تنبأ بأنهم لم يساهموا وفق قدراتهم بل لازالوا يتعاملون بطريقة حذرة وهذا رأيي بالطبع . وتثيرني هنا مفارقة لطيفة لا بد من ذكرها : ومتروكة للقارئ أن يستنتج منها ما يشاء ! أن قناة الجزيرة في كل مناسبة تقوم بمقابلات مع رموز الأخوان المسلمين ولكنها ترفض اللقاء مع حلفاءهم في الجبهة سواء السيد خدام أم السيد صلاح بدرالدين ! ومع ذلك ليس هنالك طرقا أخرى غير الحوار واللقاء مع جماعة الأخوان المسلمين فهم قوى سورية مثلهم مثل أية قوة سياسية سورية . ودون أن يعني هذا غياب الفعل النقدي عن هذه اللقاءات . أنا شخصيا أصدق أن لدى الأخوان تيارا عريضا بات يؤمن حقيقة بالديمقراطية .

( هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون )
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.04241 seconds with 10 queries