الثابت الرابع: ضرورة توفير كل أسباب التداخل بين أبناء الشعب
أما الثابت الرابع فهو نتيجة لازمة لما سبقه: فالتداخل بين فئآت هذا الشعب بالطرق العفوية ذات الصبغة الفردية لم يعد كافياً فلابد من العمل المنظم الجماعي لتحقيق التداخل بأنواعه المختلفة بحيث يتبناه الجميع، وتوضع له البرامج المدروسة ويشيع الوعي عليه بأنه يصبح ضرورة لابّد منها، وكذلك العمل على تيسير سبل معرفة بعضهم ببعض، وإقامة شبكات العلاقات بكل مستوياتها بينهم، فذلك سوف يوجد العراقيّ الذي فيه من كل ألوان الطيف، ومن كل العناصر المكوّنة للمجتمع نصيب، ولابد من توظيف وسائل وقنوات التربية والتعليم والإعلام والمواصلات لتوفير هذه الغاية وتحقيق التداخل المطلوب ونبذ العزلة بين الفصائل المكونة لهذا الشعب الذي طال ليله[11].
الثابت الخامس: الوحدة الوطنية:
أن ما يجرى – في الوقت الحاضر من اهتمام كل فيصل بالقضايا التي تخص من ينتمي إليهم طائفياً، أو قومياً أمر لا يبشر بأن العراقيين قد استوعبوا دروس التجارب المرة المتقدمة. والممارسات السياسية الحالية لم تستطع أن تنظر للعراق في كليته، ولا للعراقيين على انهم شعب واحد، والشيعي عندما ينطلق من منطلق معين، ومثله أخوه السني والتركماني والكردي، فإن ذلك يؤدي إلى تكريس الفرقة والتمزق. فيما لم يتعود المثقفون العراقيون والمنشغلون بالعمل العام على الخروج على تقاليد "الطائفية السياسية" والعنصرية السياسية فقد تتضاعف الخسائر التي ترتبت على سياسات العقود الماضية المرفوضة التي جلبت الكوارث على الجميع، وأدت إلى إعادة البلاد إلى الاحتلال من جديد. ولذلك فلابد من اجتماع الكلمة على "وحدة وطنية" صلبة. والإسراع بإعادة تحديد "الهوية العراقية" بدقة بحيث يغلق الطريق أمام دعاة الفرقة والتمزق وتكريسها بالطائفية والعنصرية والحزبية العشائرية، وما إليها من عوامل التمزق.
وهذه التوجهات لابد أن تتضافر الجهود على إيجادها في الأجيال العراقية الطالعة كل مؤسسات المجتمع، وسائر مؤسسات بناء الرأي وإنتاج الأفكار بما في ذلك دور العبادة، والبرامج الثقافية للأحزاب السياسية، وذلك لبناء حس وطني مشترك ينفر عقلياً ونفسياً من كل تصرف مفرق أو معل للأنتماءآت الصغرى الفرعية الخاصة على الانتماء المشترك.
..غنــــي قلــــــيلا يـــا عصـــافير فأنــي... كلمـــا فكــــرت في أمــــــر بكـــيت ..
|