عرض مشاركة واحدة
قديم 23/06/2007   #2
شب و شيخ الشباب Fares
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ Fares
Fares is offline
 
نورنا ب:
Oct 2003
المطرح:
ألمانيا
مشاركات:
1,346

إرسال خطاب MSN إلى Fares
افتراضي


الجزء الأول من القصة حسب ما روت لنا The Morning :

رن جرس المدرسه معلنا حاله تناثر الطلاب ..
خرج الجميع و لم يبقى احد في المدرسه سوى من كان يهمهم فراغ الاماكن .. دخلت " ام علي " الى الصف الثالث الشعبه الاولى و في يدها سطل تتمايل في داخله خصل ممسحه رماديه يبدو انها كانت بيضاء قبل ان تلاعب غبار الاماكن ..
وضعت السطل قرب الطاوله التي تتوسط الغرفه و هامت بفتح النافذه المطله على الساحه .. فسمعت صوت اهتزاز خائف .. انحنت بهامتها المثقله و اذ به "مصطفى" .. نظرت الى الساعه المعلقه على الحائط الايمن و اذ بها تشير الى الثالثه ! ..
"خلص الدوام من ساعتين ولك ابني ليش لساتك هون " حاولت ملاطفه خوفه ..
فابتسم ابتسامه عريضه و قال : " لقيتو , لقيتو !" نظرت الى يديه التان كانتا تمسكان بقلم رصاص ملون و كأنه " قشّه النـّجاه" .. ابتسمت و قالت : " قوم ابني قوم هلئ اهلك بكونو قالبين الدنيا عليك "
"لقيتو , لقيتو ,, ليكو لقيتو !" عاد ليصيح ! ..
لملمت " ام علي " ما تبعثر من اوراقه و كتبه و اخذت به الى غرفه الاداره .. و عندما وصلا هناك استقبلها الاستاذ "يوسف" بابتـسامه شبـه عالمه بـما اتت لاجله .. و قال .. المدير طلع عــ اجتماع المدرسين في الطابق الثاني , هلئ بناديه لبين ما تدوري عن رقم ابو مصطفى في الخزانه السوداء الرف الثاني .. مصنف اسود مكتوب عليه "اولياء امور طلاب الصف الثالث" ..
اما مصطفى فهو ما زال يصرخ فرحا و يقول "لقيتو , لقيتو " ..
جلس على الكرسي قرب النافذه ريثما قامت ام علي باخراج رقم والده و وضعته على طاوله المدير ..
ثم بدأت تقرأ ملامح "مصطفى " كان ذو ابتسامه بريئه و ملامح سمراء جذابه , كما كان يحمل على خده الايسر "شامه صغيره " تتوسطه بايمان !
اتصل المدير بابو مصطفى مرات و مرات لكن احدا لم يجب ..
فارسل ام علي و معها مصطفى الى دارهم الواقع في حي من الاحياء المتمركزه على ابعاد المدينه ..
استخدمت ام علي كلتا يديها للدق على ذلك الباب الخشبي المسود لكن احدا لم يجاوب و لم يكن هناك صدى لتلك الضربات الخائفه على " مصطفى" الذي كان ما يزال يمسك بالقلم بلكتا يديه و يبتسم على ايقاع اهتزازه كل حين و حين ..
نظرت ام علي حولها فلم تجد سوى الوان الخضار تفترش زاويه قريبه فامسكت بيد مصطفى و قادته معها الى دكان " ابو صبحي" الذي اكد لها انه لا يعلم شيئا عن ابو مصطفى و لا عن ام مصطفى .. لكنه عرض استضافته لديه ريثما يعود اهله ..
فزع مصطفى بدايه لكنه سرعان ما التهىى باكل تفاحه حمراء هشه ناوله اياها ابو صبحي عندما رفض البقاء عنده في المحل ..
بعد قتل حوالي ساعه و نصف من الوقت .. يأتي شرطي زا ملامح متلبكه ليسأله عن عائله ابو مصطفى ..
اشار ابو صبحي باصبعه المرتجف الى مصطفى و قال .. ابنه مصطفى !
ابتلع الشرطي كل ما كان يجول في خاطره من كلمات و تنهد تنهيده واسعه .. ثم قال ..
" ابو مصطفى و مدامتو عطوك عمرون اليوم الصبح الساعه سبعه و نص , بحادث سياره عطريق دوما و ما قدرو بالمشفى يعملو شي "
و جالت لحظه اسى و كلٌ يبحث في عقله عن مستقبل هذا الصبي !
و ينظران الى مصطفى الذي يأكل تفاحته الحمراء مبتسما و كانها ابتسامه القدر ..


قال لي في الطريق إلى سجنه:
عندما أَتحرّرُ أَعرفُ أنَّ مديحَ الوطنْ
كهجاء الوطنْ
مِهْنَةٌ مثل باقي المِهَنْ !
 
 
Page generated in 0.02446 seconds with 10 queries