ان التدين وجود لايمكن تجاهله في النفس البشريه , وهو ضروره لتشعره بتواصله مع الكون وابديته من خلال روحه , والانتماء الديني حاجه نفسيه متاصله في كل انسان , وطريقته التي عرفها من الاباء والاجداد . وهي عامه وليست
حكرا على دين معين , ومحركها لاشعوري يستدعيه غريزه البقاء والخلود .
ومن هنا تتنامى المشاعر للتعصب والغلو , وحسب درجه وتعمق تلك الحاجات في النفس , وليس التدين والتعصب يعنيان الايمان , فقد يكون الدافع شئ ما في الاشعور الشخصي الذي يحمل صاحبه الى ذلك الاتجاه , اي احد اشكال ضروب
الامن البشري والتي تحفظ توازنه مع الحياه والاخرين .
فمثلا رجل الدين مهما كان انتمائه وهو يمثل قمه التدين والالتزام في نظر الجميع , قد لا يكون مؤمن في حقيقته وداخله ودافعه الاول - الاشعوري - هو الاحساس بالسكينه من حوله , فيصبح المعبد او الكنيسه او الجامع هو رحم الام الذي
يعطيه الحمايه والامان , وكذلك المحلقين حوله قبيلته وامانه الدائم والداعم ,
وحدهم الانبياء والحكماء من حمل لواء الدين بحريه داخليه بعيده عن كل تلك العقد . لذلك نجد ان بموتهم تتفرق الديانات الى مذاهب متناحره او متحاوره ومتبوعه بدافع قبلي على اساس الانتماء والاحتماء اكثر منه الايمان او على طريق الخالق
فالتعصب جهل بحقيقه الدين ونفس المتعصب ذاته اولا , فهو متحجر قابض على امنه يقاتل ويحاور دون تدخل للعقل او للشعور الواعي في غالب الاحيان ,او باستعمال العقل وامالته لخدمه هذا التعصب .
فالمؤمن حقا هو الواعي المنفتح الحليم الذي يقبل الاخر كاخ في الخلق لا في الدين والقبيله , ولا يحكم ولا يحاكم ,
والمشكله ليست الدين نفسه بل من يدعون التدين , في البشر لا في الرساله .
ولك مني كل التحيات
|