صحيح أن الحزب القومي حَضر في الجبهة خلال العامين الماضيين بصفة مراقب، لكن ذلك كان فيه شيء من حفظ ماء الوجه للقوميين، فلماذا لم يحافظ المحايري على هذه الصيغة؟
ما الذي تغير اليوم؟ سياسة الحزب الواحد والقائد لا تزال قائمة، غياب الديمقراطية لا يزال قائماً... كل شيء على حاله.
كان أجدر بالأستاذ عصام، بعد كل هذا الزمن الطويل، الانتظار قليلاً لتتجلى صورة التغيرات المرتقبة، أو أقله لحين صدور قانون أحزاب لا يكون فيه الحزب القومي تابعاً لحزب قائد. يبدوا أن الشيء الوحيد الذي تغير هو أن السيد عصام كان يخشى سابقاً من خسارة الحزب القومي في الشام لقواعده الشعبية، لكنه اليوم لم يعد خائفاً من هكذا أمر مقابل مكاسب يحققها له ولمكتبه السياسي الخاص به. أو أنه يريد استباق الأمور وأخذ الشرعية باسم (الحزب السوري القومي الاجتماعي) ليقطع الطريق على كل من يريد العمل النضالي تحت فها المُسمى.
إن ما يقوله الأستاذ عصام عن اضطلاع الجيش الشامي بدور إنقاذي في لبنان أدى إلى تحالف استراتيجي وثيق بين الحزب القومي وبين الحكومة الشامية، كلام سليم لا غبار عليه، والجميع يعرف تضحيات القوميين في لبنان جنباً إلى جنب مع الجيش الشامي، وهذا التحالف الاستراتيجي من أهم المكتسبات القومية الوطنية في لبنان، لكن شتان بين التحالف الاستراتيجي وبين وبين أن تصبح تابعاً لا حول له ولا قوة، في ظل ميثاق جبهة يفرض عليك ما تريده وما لا تريده.
والأهم من ذلك أنه يجب على السيد عصام أن لا يبرر موقفه بالقول (ثمة مشروع صهيوني أمريكي يتهددنا ويهدد المنطقة، يهددنا بالذات بوصفنا العقبة...) جميعنا يعرف القوميين ويعرف موقفهم من المشاريع الصهيونية وتضحياتهم في مواجهة المخططات الصهيونية سواء كانوا في الجبهة أم لم يكونوا، فعندما استشهد مئات القوميين في معركة بيت لحم بقيادة الشهيد القومي سعيد العاص بتاريخ 7 تشرين الثاني 1936 وفي نابلس بقيادة الشهيد القومي حسين البنا بتاريخ 23 أيلول 1936 وعندما استشهد الضباط القوميين ومنهم الملازمان القوميان فتحي الأتاسي وعبد القادر الحاج يعقوب في معركة مشمار هايردن في حرب 1948 لم يكن حينها يوجد لا جبهة وطنية ولا حتى حزب بعث.وتضحيات القوميين بمواجهة الغزو اليهودي للبنان كانت لأنهم قوميين وليس لأنهم متحالفين مع حزب البعث.
ياسادتي"
أنا أسف إذا أزعجتكم
أنا لست مضطراً لأعلن توبتي"
هذا أنا
هذا أنا
هذا أنا
|