أخيراً، فإنني لا أجد في نشر الأخبار المذكورة عن إلغاء الموافقة الأمنية بتلك الطريقة الغامضة، إلا تشبيها بما كان يلجأ إليه بعض الأهل في سن الطفولة حينما يخوفون أطفالهم بالغول لتسكيتهم وإرعابهم. وأتساءل هل يريد أولوا الأمر تسكيت الشعب بعرض خاص لبعض أطراف الغول، ولماذا لاتنشر حقيقة الموافقات الأمنية كلها ، كي يعرف بواسطتها المواطن ما له وما عليه من موافقات ، في سياق قانون مدون، لايخضع له المواطن وحده بل الدولة نفسها أيضاً؟
بذلك، يمكن أن تبدأ مسيرة إنهاء أسطورة الدولة الأمنية وغولها ، كما يمكن للمواطن السوري أن يرفع رأسه ذات يوم قادم، ممتلئاً بشعور المواطنة الحرة الكريمة، تحت سقف دولة الحق والقانون الكاملة السيادة. فيشعر بالزهو بمواطنته، كونه يشبه ذلك المواطن الذي قال عنه ياسين الحافظ ذات مرة: إنه ديك لا دجاجة.
ياسادتي"
أنا أسف إذا أزعجتكم
أنا لست مضطراً لأعلن توبتي"
هذا أنا
هذا أنا
هذا أنا
|