أما الدين كمنظومة معرفية – قيمية، وكمنبع للقيم والأخلاق وكضابط طوعي للسلوك المراقب من قبل الضمير فهو شيء رائع وضروري , وهو حاجة اجتماعية ملحة وأساسية، لكن هذا ليس مبرراً لإعطاء رجال الدين سلطة مادية على الآخرين، ومن ثم حرمان الشعب من حقه في تقرير مصيره دون شروط أو وصاية. ولا يوجد إنسان بلا انتماء أو بلا هوية، أو بدون عقيدة أو قيم، لكن هذا الانتماء وهذه الهوية وهذه العقيدة يجب أن لا تكون عنصرية تحرم الآخرين من ذات الحق.
كما أن الدولة ليست شخصاً بشرياً لتدخل في علاقات أخوة أو عداء تاريخي مع الدول الأخرى، الدولة كائن سياسي يرتبط مع الكائنات الأخرى بعلاقات سياسية تنطلق وتنتهي بالمصالح المتبادلة، فلا يوجد عدو تاريخي ثابت للدولة، كما لا يوجد حليف دائم، وعندما تتغير الإدارة تتغير السياسات ومعها سلوك الدولة، وفي عالم السياسية الدولية هناك براغماتية سائدة، تتحرك فيها الخصومات والتحالفات حسب المكان والزمان والحالة. وقد يكون عدو الأمس صديق اليوم، والعدو الاقتصادي صديق أمني وهكذا. وللتعامل مع المتغيرات الدولية المدفوعة بالعولمة الرأسمالية، يجب أن نخرج مفهوم السياسة من عقلية العشيرة والفخذ والبطن والمصاهرة، إلى عقلية الدولة ذات المصالح. وهذا ضروري للتخلص من الشعارات الجامدة التي صارت معيقة ولا معنى لها، فلا الخارج خارج صرف ولا الداخل داخل صرف، والعالم يتغير ويسير بسرعة نحو الاندماج
ياسادتي"
أنا أسف إذا أزعجتكم
أنا لست مضطراً لأعلن توبتي"
هذا أنا
هذا أنا
هذا أنا
|