أخوتي الأعزاء: بالعصا والضرب، بالعنف والسجون، بالكذب والنفاق لا تبنى الأوطان، ولا توجد كرامة ولا حرية مع الجبن والخوف والسلبية، ولا يوجد وطن مع الظلم، إن ظلم إنسان واحد على يد السلطة الحاكمة هي جريمة مسؤول عنها كل فرد وبشكل شخصي. الوطن بيت وأسرة، وفي الأسرة لا مكان للظلم ولا للحقد ولا للانتقام. وداخل الوطن لا يجوز أن يمارس العنف من أي جهة جاء، ولا لأي سبب كان. ولا يجب أن تسود الفوضى والتخريب والعبث والتسيب والإهمال والفساد والرشوة والاختلاس، الوطن أمانة ومن يسيء إلى هذه الأمانة يجب أن يقصى عن السلطة، من اعتدى على مواطنيه بالضرب والإهانة لا يحق له أن يدعي الوطنية، من امتدت يده إلى المال العام وملأ جيوبه بالمال الحرام، وراكم الأرصدة في مشاريع الداخل وبنوك الخارج، لا مكان له في السلطة، ولا حماية ولا حصانة يجب أن تقدم إليه، ورجل الدولة الذي يبتز المواطنين ويرهبهم ومن ثم يمارس جرم التعذيب عليهم في السجون والمعتقلات، لا يصح ائتمانه على أمن الوطن، ولا القاضي المختلس والمرتشي على إحقاق الحق وإقامة العدالة، الحق بين والباطل بين، ومصادر الشرعية لا تقبل التزوير، وطريق الإصلاح أيضاً بين، والذي يبدأ بعودة الحقوق لأصحابها، ورفع المظالم وبشكل خاص إطلاق سراح جميع المعتقلين، ثم إغلاق ملف الاعتقال والنفي، ودفع التعويضات. كما يتوجب تقديم كل مسؤول تسول له نفسه الإساءة للمواطنين ويسيء استخدام منصبه للعدالة علناً لكي يكون عبرة لغيره، عندها تبدأ مسيرة الإصلاح وتتم مصالحة حقيقية بين أفراد الأسرة الواحدة .
أخوتي: في الوطن لا يوجد ابن ست وابن جارية .. وليس هناك من ولد من أجل أن يحكم ويبقى حاكماً، ومن ولد من أجل أن يحكم ويبقى محكوماً، فسورية قد اختارت النظام الجمهوري بشكل نهائي لا عودة عنه، وهذا يعني تداول كل سلطة تبعاً لنتائج الاقتراع التعددي والنزيه .
ورغم اختلافنا الكبير معهم، ورغم ممارساتهم المستنكرة ضدنا، ورغم فسادهم واستبدادهم، وتنكرهم لكل مبادئ الحكم الشرعي، وحتى لدستورهم ولقانونهم هم الذي وضعوه بأيديهم، نحن نعتبر رجال السلطة أبناء وطننا، أهلهم أهلنا وأبناؤهم أبناؤنا وأخطاؤهم يمكن إصلاحها أو تعويضها، ولن نقبل بأي انتقام أو تصرف حاقد ضد احد .فالوطن يستحق منا أن نتسامح مع بعضنا من أجل مصلحته العليا، وأن نكبر فوق جراحنا.
ياسادتي"
أنا أسف إذا أزعجتكم
أنا لست مضطراً لأعلن توبتي"
هذا أنا
هذا أنا
هذا أنا
|