اقتباس:
كاتب النص الأصلي : fares
حاول الأب أن يثور.. أن يلعن.. أن يصلي أو أن يكفر.. ولكن كل ما استطاعه هو دمعة سقطت من عينه، وقد سقطت معها آماله وأحلامه..........
|
فهو لم يرتب حياته كي تسير على هذا النحو ..
و لم يشأ ابدا ان يدخل يوما في صراع مع الالهه .. فـ الالهه تعرف ما تصنع اما هو فيصنع ما يعرف فقط ..
جلس كـ حطام على الكرسي امام مكتب الطبيب و اسند رأسه الى المكتب و راح يحاول الاستيقاظ من الالم ..
لكنه ابدا لم يستطع عزف تلك الانشوده ..
رفع رأسه ليسأل الطبيب ..
هل لديك اطفال ؟ فـ اجاب الطبيب حائرا بين المشاعر و الطب..
"اعلم جيدا حساسيه موقفك و لكن ! ان موقعي كـ طبيب يحتم علي اطلاعك على هذا الاحتمال .."
لم يرد سماع اي من الـ الاشياء الاخرى ..
حمل معطفه و هام بالخروج ممن الغرفه اسند رأسه الى الباب بتعب فسمع احدى الممرضات تقول له: " علها تنتظرك "
دخل اليها و هو يبارك قدرته على الابتسام ..
لكنها لم تكن تنتظره .. بل كانت تغط في الم عميق ,,
راقب لبضعه دقايق تعابير وجهها ..
"انه يأكل جسدها بمراره " حدثه صوت من الخلف ..
" لكنها كل ما املك في هذا العالم " اجاب بـ مراره اخرى ..
عاد ذلك الصوت بعد ساعه .. " اما زلت هنا"
"انت لا تعرفين معنى الانهزام امام الله ".. اجابها و خرج ليحرق واحده اخرى من سجائره ..
ثم عاد الى غرفه " بشرى" فقبلها من جبينها و خرج متجها الى متجر الالعاب ..
استبدل اخر ما كان يخض في جيبه بـ "صياد السمك" الذي لطالما انتظر حلول الشفاء كي يلعب و بشرى على ايقاعها ..
و ها هي اليوم تتماثل للشفاء ..
ثم عاد الى المشفى و طلب من تلك الممرضه عند الباب ان تزرعها قرب سريرها علّها تشتم رائحتها و تعلم انها تماثلت للشفاء ..
ثم هام بالدخول الى غرفه الطبيب لكن ذاك الصوت اتاه في الوقت المناسب و كما دائما من الـ خلف ..
" خرج بـ امر مستعجل "
"ازرعي هذه الورقه على مكتبه ليقتفها عندما يعود " طلب الى ذلك الصوت ..
ناولها الورقه بيد مرتجفه و اصابع بارده ..
ثم خرج و لم يره بعدها احد يعبر ممار ذلك المبنى المثقل بـ ابنته..