[وائل 76]

أخي فادي .. القضية أكبر من التقزيم بهذا الشكل ..

بعيداً عن الخوض و الإستغراق في التفاصيل ، القضية تتلخص في ما يلي ، شعب فلسطيني عانى الأمرين في ظل الإحتلال عبر 60 عام من الويلات و الكوارث ، إنطلقت ثورته المعاصرة على أيدي ثلة من الشرفاء و حملو وجع القضية في كل المحافل رغم محاولات الزج بتلك القضية في زوايا ضيقة و جعلها ورقة للعب بها و تحقيق المصالح لبعض الانظمة العربية !!

جائت حقبة السبعينيات و الثمنينيات ليُغتال كل تلك القيادة التاريخية بدأً من أبو يوسف النجار في بيروت و ليس إنتهاءً عند ابو الهول و أبي إياد في تونس !!! فكان ذلك إعلاناً ضمنياً عن بدء المؤامرة التي إنتهت بتوقيع اتفاقية أوسلو القذرة .. و ما تبعها من تكوين أجهزة أمنية عميلة تتلقى أوامرها من شخوص مرتبطة بالمخابرات الصهيونية !! و ما تبع ذلك من فساد مالي و إداري .. فبعد أن كان الشعب الفلسطيني ينتظر سنعفورة الشرق الأوسط التي وعد بها و قبل بإتفاقية أوسلو لاجلها و قبل بتغير ميثاق " منظمة التحرير الفلسطينية " إستيقظ على واقع مؤلم يتلخص بفساد مالي و إداري ، زج للمقامين و قياداتهم في السجون ! ، واقع إقتصادي أقل ما يوصف به أن البطالة وصلت في بعض المراحل لقرابة 85% و في أحسن الأحوال لــ 30 % .. لا أريد أن أغوص بالتفاصيل أكثر من ذلك ..

كل هذا عزز مكانة حماس في أنفس و أفئدة المواطن الفلسطيني بعيداً عن كون حماس تتخذ الدين الاسلامي أيديولوجيا لها ..

جائت الإنتخابات الأخيرة و لم تكن سلطة أسلوا تملك خيارات العبث في نتائجها مطلقاً ! فإكتسحت حماس مقاعد البرلمان بشكل ديمقراطي و شفاف .. الآن هذه أول تجربة ديمقراطية في العالم العربي .. و ستنعكس و بكل جلاء على المنطقة بل على العالم العربي و بشكل أكيد !!! هذا هو القاسم المشترك الذي جمع اسرائيل و امريكا و الانطمة العربية العميلة في بوتقة واحدة ضد حماس !!!

لا الإتفاقات ولا التهدئة ولا شيئ في الكون كله يمكن له أن يُغير ماغ تحمله تلك الرؤوس القذرة " لحديي " هذا الزمان ..

بدأت بالحصار و التجويع ظناً منهم أن الحصار سيدفع الشعب للخروج على حكومته .. ففشل هذا الخيار فإنبروا لتنفيذ مخططات أخرى وضعت و أسس لها في واشنطن و تحدثت عنها كوندليزا رايس بوضوح في أكثر من مقابلة تلفزيونية حين وصفتها بــ " الفوضى الخلاقة " ..
إنها الفوضى الخلاقة التي ستخلط الأوراق و تعيد صياغة الوعي الفلسطيني من جديد .. هي محاولة قذرة لقلب المفاهيم و تصوير الأمر على أنه صراع مصالح و مناصب !! و حماس بين ناريين أحدهما أن تعض على جراحها و تركز قوتها بإتجاه محاربة العدو و صياغة واقع فلسطيني أفضل .. و الآ’خر أن تقضي على رؤوس الفتنة و الفساد بأي شكل ... خياران فقط و أحلاهما بطعم العلقم ...

هذه هي القضية بإختصار أخي فادي ..

أشكرك لطرح الموضوع و عذراً للإطالة