[أبو السييم العظيم]

أقيم البارحة في يوم 15 أيار في قلعة دمشق حفلة موسيقية ضمن فعاليات مهرجان فرح سوريا - كانت الحفلة بشكل عام رائعة و افتتح برنامج الحفل الأداء المميز لفرقة الجاز السورية بقيادة المايسترو ناريك عبجيان و كان أداؤها جميلا و متناغما بشكل ملفت و أكثر ما كان يحمس المستمعين مقاطع السولو التي أداها العازفون المحترفون كل على حدة ، فقد كان الأداء على الدرامز مثيرا و محمسا من الفنان المبدع طارق فحام الذي كان الجمهور يقاطع عزفه بالتصفيق مرات عدة من روعة الأداء و أيضا تميز الفنان كنان أدناوي على ألة العود الشرقية البحتة و تناغمها المميز مع الآلات النفخية و بأسلوب الجاز السريع ، مع التميز من عازفين الألات النفخية من ترومبيت و باصون و عازف البيانو و كانت آخر مقطوعة قدمتها هذه الفرقة هي أغنية شام يا ذا السيف من أداء صوت أنثوي مميز و تداخل فريد من الفنان فراس شهرستان على القانون .
بعدها اعتلى المسرح أفراد الفرقة السيمفونية الوطنية السورية بقيادة المايسترو ميساك باغبودريان الذي قاد الفرقة في ثلاثة مقطوعات من أجمل ما عزف وهي مقطوعة من متتالية لجورج بيزيه و تلاها المقطوعة الرائعة السريعة لـ غريغ و بعدها بولكا رائعة لـ شتراوس و في البداية تناقل الجمهور أوراق مطبوعة عليها كلمات أغاني وطنية تغنى بها كل الشعب العربي عامة و السوري خاصة في فترات سابقة من الزمان (مثل في سبيل المجد و الأوطان ، بلاد العرب أوطاني ، راياتك بالعالي يا سوريا ، و النشيد العربي السوري ) و لم نعي ما الغرض منها لنتفاجأ في النهاية بأن المايسترو ميساك باغبودريان يقود الفرقة الوطنية بالإضافة إلى فرقة الجاز السورية و كورال المعهد العالي للموسيقا بدمشق و يلتفت للحضور ليطلب منهم المشاركة في أغانينا الوطنية التي أنشدها الكورال و طلب من الجمهور مشاركتهم الأداء و كان أداء رائع من الفرقة و الكورال مع مشاركة الجماهير في معظم الأحيان .

بالنهاية أتمنى أن تبقى دمشق دائما بحيويتها و عراقتها أينما ذهبنا على أرصفتها القديمة حمل إلينا أثيرها عبير الياسمين المتراقص على نغمات الموسيقى .