عرض مشاركة واحدة
قديم 05/05/2007   #1
شب و شيخ الشباب وائل 76
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ وائل 76
وائل 76 is offline
 
نورنا ب:
Jul 2006
المطرح:
Gaza Palestine
مشاركات:
2,210

افتراضي الفرق بين الحمار الوحشي والحمار التقليدي في سطور


في أحد المواضيع طُرح سؤال مفاده هل الكرامة أم مقدرات الشعب أولى بالمحافظة عليها ؟

في حالة أن تعرض شعب ما لغزو أو عمليات عسكرية كما حدث في لبنان الصيف الماضي و كما يحدث في العراق و فلسطين كل يوم . هل السبيل هو الموت دون الركوع .. أم أن الحفاظ على بنانا التحتية و مقدراتنا كشعوب أولى من الحفاظ على كرامتنا .. قرأت مقال جميل يدور حول نفس الفكرة فإقتبست منه جزءً يتعلق بحديثنا حول الكرامة أم البنا التحتية !!!!

____________________________




وقد كنت أعلمه الحروف الأبجدية عندما اكتشفت أنه يعلمني ما هو أعظم, فقد كان الكتاب يحمل رسمان, رسم للحمار الوحشي ورسم للحمار التقليدي, فسألني ولدي قائلا:- ما الفرق بين الحمار الوحشي والحمار التقليدي يا أبي؟, فما كان مني إلا أن أجبت الجواب التقليدي, وكأن الإمتعاظ بدا على وجه الفتى وقال لي:- لا, ليس هكذا يكون الفرق يا أبي, إنما الفرق كالتالي, كلا الحمارين حمار, ولكن الحمار الوحشي هو حمار تميز بالعنفوان ورفض الذل والمهانة, ودوما لم يستطع أحد إجباره وحمله على أن يكون خادم الإنسان, فهو يرفض أن يجر العربات وأن يحمل الحمولة, ولكنه لا يجد مناص من الموت تحت أنياب الذئاب, أو الموت جوعا وعطشا أو حتى غرقا أثناء رحلة سفر طويلة, أو حتى في أحسن الأحوال يكون قابعا خلف قضبان السجن في حديقة الحيوان بتهمة الجمال أو الحيونة, وفي النهاية هو حمار خسر حياته بسبب تعنته وطيشه, وتفعيل كرامته بالمكان والزمان غير المناسبين, وحتى في الظروف وبين الأشخاص غير الملائمين, فالبيئة التي يعيش فيها هي بيئة من الأقوى وليس من الأكرم, أما الحمار التقليدي, فهو حمار قبل الذل والمهانة, فتراه يحمل ويجر ويلهث, ودون أن يعجب مالكه, فتراه يعانق السوط كل لحظة, ورغم تعبه فلا حمد ولا شكورا, وصاحب أمره له الحق في منع الطعام عنه أو وهبه له, وله الحق في اختيار نوع طعامه, وشرابه وحتى سكنه, وهو يقبل ذلك, خوفا من العالم الخارجي الذي لم يطلع عليه وإلا وهو محملا بالبضاعة وصاحبه يحرسه منهم, وخوفا من أن يفقد طعامه ومركزه لدى صاحب أمره فيستغنى عنه والحمير هذه الأيام كثير, والطعام والعمل قليل, فهو بالنهاية حمار خسر الكرامة مقابل العيش حتى لو كان عيشة ذل, نظرت للفتى مستغربا فظن أني لما أفهم فاستطرد قائلا:- مثلا العراق عربد ورفض أن يسلم ما لديه من بترول وكرامة وسيادة, فدمرت البلاد وقُتل العباد, وغُللت القيود والأوتاد, وحرق الحصاد, وفي النهاية دخل المستعمر البلاد, وسيطر على النفط والمراد, أما ليبيا فقد سلمت العدة والعتاد, وأعلنت التوبة والعودة للرشد والرشاد, وسلمت ما لديها بيدها وبالمراد, فنالت العيش بدون مدافع ولا مرتزقة ولا علوج ولا أوغاد, وفي النهاية تعددت الأسباب والموت واحد.





عبد الله عبد الرحيم
صحفي فلسطيني









إن تراب العالم لا يغمض عيني جمجمة تبحث عن وطن!

19 / 6 / 2007
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.02698 seconds with 10 queries