عرض مشاركة واحدة
قديم 25/05/2005   #55
fadi assi
مسجّل
-- اخ طازة --
 
الصورة الرمزية لـ fadi assi
fadi assi is offline
 
نورنا ب:
May 2005
مشاركات:
7

افتراضي


أرجو منك أخي المسلم إعادة قراءة ممعنة من إجابتي (ملاحظاً تعسر فهم المعنى الحقيقي للنص بدون التعرف على المفاهيم اليهودية , ومعرفة أن اليهودي لا يكتب كتابة تقريرية) .. حيث وضحت كيف طلب الله من هوشع , وكيف أنها بمفهومنا الحالي بنوع ما ليست طلباً من الله بل هي إعادة قراءة حياته الماضية معطياً إليها المعنى (من خلال كلمة الله لاسرائيل) الذي يبرز خلاله أن الله موجود معنا دائماً في كل حالات حياتنا , فألم هوشع لن يبقى بلا معنى بعد أن أحس كم الله يحب شعبه وكيف الحب يعيد إليه الشريك (اسرائيل لله وجومر لهوشع) وحيث يؤمن الإسرائيلي أن الله هو من يقوده في اختيار زوجته (تكوين 24: 42-52 ) وكيف أن كتابة هوشع وغيره من أسفار الكتاب المقدس ليست كتابة تقريرية بل أدبية بأنواع خاصة ومفاهيم مرتبطة بثقافته آنذاك ...
أما عن أولاد الزنى فربما (وليس دقيقاً هذا الكلام يحتاج الموضوع مني دراسة أكبر حول موضوع الزنى عند اليهود) نسبة إلى الأم الزانية وليس علاقة الزنى ..؟/ كما ورد في أحد الآراء حول ذلك في دائرة المعارف الكتابية كانت جومر زوجة أمينة لهوشع فى السنوات الأولى من الزواج ، وأن عبارة " امرأة زنى " - وهى ليست التعبير المألوف للدلالة على امرأة زانية - إنما تشير إلى طبيعتها الخاطئة المنحرفة التى سمح الرب بانكشافها لتكون صورة لإسرائيل فى عبادتها للأوثان) /
و الحديث عن الزنى وأبناء الزنى وتفصيله المنطقي الحرفي كما هو التساؤل حوله , فأظن أن هناك اختلاف في النظرة إليه بين تلك الحقبة وبين نظرتنا الحالية سواء المسيحية أو الإسلامية .. والزنى حتى بالكتاب المقدس مر بمراحل اختلفت النظرة إليه وكانت تسمو حيناً بعد حين (حتى أنها تختلف كثيراً بين زنى الرجل وزنى المرأة ) وذلك يحتاج إلى دراسة علمية أوسع( مثلاً ورد كمقتطع من معجم اللاهوت الكتابي يتكلم عن الجنس بالعهد القديم "ليس البغاء مشجوباً بصفة خاصة (تكوين 38: 15-23) وإن كانت الحكمة تظهر تقدماً محسوساً بالنسبة للنصوص السابقة فتحذر من الأخطار المتمثلة في الدعارة (أمثال 23: 27)"
وكذلك لا نجد صفة الزنى لهوشع في هذا النص نهائياً(الصفة للأم وأولادها) .
واليهودي لا يفهم من هوشع دعوة الله للزنى ولم يتوقف حتى عند موضوع زواج هوشع فما يفهمه اليهودي غير ما نفكر به الآن وهذه هي القصة الجوهرية )

و هذا الموضوع ليس موضوعاً جديداً ولقد تطرق إليه الكثيرين , ولن أذكر تحليل نهائي بل سأقدم بعض الآراء حول الموضوع دون الحكم عليها , ولحسم الموضوع يجب أن أبحث وأحلل وأدرس أكثر (وأظن أن الموضوع ليس ذو أهمية لأنه يرتبط بقالب النص وليس بمضمونه) , ومن بين هذه الآراء:
1- إن جومر لم تكن زانية قبل الزواج بهوشع ولكن الله عندما كلم هوشع كان بمعنى أنه كان يعرف مسبقاً أنها ستخونه .
2- الرأى المجازى : وقد نادى به كثيرون من المفسرين من اليهود ومن المسيحيين ، الذين يرون أن كل الأقوال المتعلقة بزواج هوشع وحياته العائلية ، مثل أمر الرب له بأن يأخذ لنفسه : امرأة زنى وأولاد زنى " ( 1 : 2 ) ، يجب أخذها على محمل مجازى ، إذ يرون أن إله إسرائيل لا يمكن أن يطلب من هوشع أن يتزوج امرأة فاسدة ، حيث أنه لم يكن مسموحا للكاهن أو للنبى - فى إسرائيل - أن يتزوج بزانية ، لذلك اعتبر المفسرون من اليهود - فى العصور الوسطى - أن الموضوع كله كان رمزيا ، ولم يحدث تاريخياً . ويستخدم ذلك لالقاء درس عن الأمانة .
3- الرأى الحرفى : وبناء على هذا الرأى يجب أخذ الإصحاحين الأول والثالث معاً بمنطوقهما الحرفي ، وأنهما يشيران إلى نفس المرأة ، وهى " جومر بنت دبلايم " التى ولدت له ولدين وبنتا . ولكن بمرور الأيام ثبت أنها امرأة خائنة ، فتركت زوجها . ثم بعد ذلك أمره الرب أن يستعيدها من عشيقها ، فاشتراها بخمسة عشرة شاقل فضة وبحومرولئك شعير ( هو 3 : 1 و 2 )
4- وقد وضع بعض المفسرين المتأخرين ، فرقا بين الإصحاح الأول والإصحاح الثالث ،
- باعتبار أن الثالث وصف دقيق من هوشع نفسه لأمر زواجه . أما الإصحاح الأول فعبارة عن ذكريات عامة عن أيامه الأولى كنبى .
- وهناك مفسرون آخرون يأخذون الإصحاحين على محملهما الحرفى .
- وهناك أيضاً من ينظرون إلى الإصحاح الأول كحادث تاريخى ، أما الإصحاح الثالث فتفسير مجازى من هوشع نفسه لأمر زواجه .
* كما أن جومر نفسها وتاريخها السابق قبل زواجها من هوشع كان موضوع تفسيرات مختلفة ، أهمها تفسيران :
1 - كانت جومر زوجة أمينة لهوشع فى السنوات الأولى من الزواج ، وأن عبارة " امرأة زنى " - وهى ليست التعبير المألوف للدلالة على امرأة زانية - إنما تشير إلى طبيعتها الخاطئة المنحرفة التى سمح الرب بانكشافها لتكون صورة لإسرائيل فى عبادتها للأوثان .
2 - إن جومر كانت فعلا زانية معروفة ، أمر الرب هوشع أن يتزوجها لتكون صورة لزنى إسرائيل عن الرب بعبادة الأوثان رغم محبة الرب الثابتة لها . وهذا ليس تعليماً أو دعوة للزنى بل وضع خاص أمر به الله لهدف محدد فـ "طرقه ليست طرقنا , وأفكاره تعلو أفكارنا, كما تعلو السموات على الأرض" (أشعيا 55: 7-9)
* ويظن البعض أن المرأة " حبيبة صاحب " ( 3 : 1 ) هى امرأة أخرى غير جومر ، ولكن حيث أنها ترمز إلى الأمة الإسرائيلية وليس لامة أخرى ، فهى واحدة فى الحالتين . أما لماذا كان على هوشع أن يشتريها فأمر غير واضح.

*ورد في معجم اللاهوت الكتابي (وما يتضمنه هنا ليس تحليلاً للموضوع بل نظرة عامة ) "تزوج هوشع من امرأة أحبها وأنجبت له أولاداً , ولكنها تركته لتمارس البغاء في إحدى المعابد . ولكن النبي استردها وأرجعها إلى البيت , وبواسطة زمن تقشف واختبار أهّبها لاسترجاع مكانتها في البيت (هوشع1 إلى3). وهذا هو في الغالب معنى هذه القصة الأليمة . في هذا الاختبار الزوجي , يكشف النبي سر العلاقة الكائنة بين حب الله الذي يتحد بشعب معين وبين خيانة العهد من جانب اسرائيل فيتخذ العهد صفة عقد الزواج .."

أسعى فيما أكتب ليس الدفاع عن معتقد بل وضع الموضوع حيز الدراسة العلمية ( ولا يعني ذلك الحرفية في فهم النصوص بل العكس وضع النص في زمنه وثقافته بصورة علمية لفهم المعنى الحقيقي المقصود )
أخيراً عذراً عن البطء في الرد لعدم تيسّر ذلك بأشغال وسفر, وليس من باب التجاهل .

السندباد
 
 
Page generated in 0.03697 seconds with 10 queries