الموضوع: ----عيد عبدو----
عرض مشاركة واحدة
قديم 07/12/2006   #1
شب و شيخ الشباب King Life
مسجّل
-- اخ طازة --
 
الصورة الرمزية لـ King Life
King Life is offline
 
نورنا ب:
Dec 2006
المطرح:
حلب
مشاركات:
8

افتراضي ----عيد عبدو----


عيد عبدو


منذ أكثر من أسبوع وأنا أتحسب لهذا اليوم , يوم العيد ,وأفكر ملياً وملياً , كيف سأستطيع أن ألبي الحاجيات بأجر هذا الشهر , حلمت بالمصباح السحري , حلمت ببابا نويل لكي يأتني ويجلب لي المال الكافي , ولكن حتى بابا نويل لم يعد سوى للأغنياء , حلمت وسرحت وأطلقت العنان لخيالي , لكن الواقع كان دائم الشد لأذني , ليقول لي بنبرة المؤنب " اصح لأمرك" كما تفعل زوجتي بي , التي لا تكل ولا تمل من إسماعي لسمفونيتها ذات اللحن المرير .
" عبدو..بات العيد قريباً جداً ,أنس بحاجة إلى بنطال جديد وحذاء جديد فلم نشتر له شيئاً منذ العيد السابق , وأماني تريد فستاناً يليق بها كفتاة فقد كرهت ثيابها المستعارة , وهي دائمة البكاء من أجل ذلك , ومحمد بعد دخوله للمدرسة وهو دائم الحديث عن العيد , ويريدك أن تحضر له أجمل الثياب بالإضافة إلى الموز الذي وعدته به ,أنت تعرف الصغار وكيف يتحدثون في المدرسة , وكيف يمثلون آباءهم أمام أصدقائهم , أرجوك حاول تلبية رغباته , وإنني أحمد الله أن سامي لا يفهم معنى العيد , لكن ثيابه قد بليت وهو الآخر بحاجة إلى شيء جديد , ولو شيء من الثياب الداخلية لكي أكسي بها لحمه واحميه بعض الشيء من أيام الشتاء التي لا ترحم .
عبدو , لا تنس نفسك يا حبيبي , فأنت الآخر بحاجة إلى بنطال وحذاء جديدين ألم يهترأ حذاء زفافنا؟؟! والله إنها لفترة طويلة , حبيبي لا تبخل على نفسك ....آه , وأنا أيضاً أحتاج إلى بعض الحاجيات , الحمدلله على كل حال ليس بعد الصبر إلا الفرج , المهم هو أنت والأولاد...."
المهم هو أنا والأولاد!!!أنا.....و ماذا أستطيع أن أفعل أنا ؟؟؟ تفكيري خلال هذا الأسبوع يعادل تفكير فلاسفة العالم وعلمائه مجتمعين , فمعادلتي هذه لا يستطيع حلها سوى الله , حاجيات بأكثر من خمسة عشر ألف ليرة وراتب لا يتجوز الثمانية آلاف......
وأخيراً و بعد جهد جهيد أخذت راتبي كاملاً دون نقصان , بالإضافة إلى العيدية , وهذا لم يحصل في تاريخ المعمل , ولكن التفاني في العمل قد أسهم في عطف أبو طلال صاحب المعمل على بؤسي , والحمدلله , ولكن السبع آلاف لا تفعل شيئاً في هذه الأيام , فهي لاتكفي ثمناً لبنزين سيارات أبو طلال لمدة أسبوع , لكن الحاجة أم الاختراع , فبعد عمليات حسابية معقدة تبين لي أنني بحاجة إلى أثني عشر ألفاً , لذلك كان علي أن أتدبر باقي المبلغ , والسؤال هو كيف ؟؟ .
ذهبت إلى أخي جهاد , لكي أستدين منه, فأحواله أفضل بكثير من أحوالي , وبعد دخولي لمحله , وبعد ترحيبه الممتاز بدأ برش عبارات الشكوى في وجهي , " والله يا عبدو السوق بارد , وكما لو أن ريحاً قطبية تلفحه , يا رجل , العيد بعد غد , وحتى الآن لم أستطع شراء شيء للأولاد , لكن رب العالمين هو المعين ......" .
خرجت من محله دون أن أطلب ليرة واحدة , خرجت مكسور النفس , كارهاً للعيد , راثياً لوضع الفقراء المبتلين في الأرض , فأخي الكريم , بحاجة إلى الصدقة أكثر مني, واستقباله وأسلوبه قد أوضحا لي ذلك . لكنني بحاجة إلى ألفي ليرة على الأقل , إلى أين أذهب , هل أذهب إلى أبي الفقير الذي لا شيء سوى الفقر الذي أورثني إياه !!!
إلى أين سأذهب ,من أين سأحصل على المال , وأخيراً وجدت الحل الأمثل , لا يوجد سواك يا أبا محمد , ولكن هل سيفعل بي كما فعل أخي؟؟!! لا أعتقد , فأبو محمد صديق عزيز لي , والحمدلله أنه صاحب نخوة ,وربما سيشعر بحالتي هذه , بما أنه من محدثي النعم ممايعني أنه قد ذاق في فترة من الفترات ماأعانيه .
ذهبت إلى أبي محمد , وياليتني لم أذهب , فلم يكن أكرم من أخي في استقباله , كان اعتقادي خاطئاً للأسف , فالمال يغير النفوس كما يغير كل شيء في هذه الحياة .

أصبحَ عندي الآنَ بندقيّه
إلى فلسطينَ خذوني معكم
يا أيّها الرجال..
أريدُ أن أعيشَ أو أموتَ كالرجال
أريدُ.. أن أنبتَ في ترابها
زيتونةً، أو حقلَ برتقال..
أو زهرةً شذيّه
قولوا.. لمن يسألُ عن قضيّتي
بارودتي.. صارت هي القضيّه..
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03470 seconds with 10 queries