لعل اهم ما يثار هنا هو تصوير التواجد او ما يسميه البعض المد الاسلامي في الغرب او في فرنسا تحديداً على انه صراعاً بين ديانتين على جغرافيا الغرب على اعتبار ان الغرب او فرنسا انما تشكل معقلاً للديانة المسيحية منذ قرون خلت
وان الدين الاسلامي انما هو ديناً موطنه هو جنوب وشرق المتوسط فقط وان تواجد الاسلام في فرنسا او توجه الاسلام نحو فرنسا انما يشكل صراعاً مع المسيحية في عقر دارها حيث يتصور البعض ان ما يحدث ما هو الا عبارة عن صارعاً بين كلا الديانتين على مناطق النفوذ والسيطرة
ويصور البعض الاخر ان الاسلام الان يهدف الى تعزيز دوره ومكانته في الغرب تحديداً وان ذلك انما يمثل تحدياً سافراً للتاريخ والجغرافيا على اعتبار ان الاسلام ممثلاً بالدول التي تنتمي للديانة الاسلامية انما كانت ولازلت تشكل ارضاً خصبة للاستعمار ونقل الثقافات والاديان و ان اختلفت صيغة الاستعمار من زمن لاخر وهنا لا يجوز للاسلام ان يلعب دور الفاعل بل يجب عليه ان يبقى في نفس الدور وان يكون ارضاً لقبول الثقافات ولا يجوز ان ينتقل للمربع الاخر فينتهج دور المبشر في اوروبا او الغرب عموماً
لكن ما اغفله الجميع ان كان عن خطأ او تعمد ان انتشار وتوجه الاسلام في فرنسا لم يكن بحال من الاحوال في صورة الصراع بين الاسلام والمسيحية اطلاقاً ليس لكوني مسلماً واريد ان اصيغ صورة جميلة براقة عن الاسلام بل لان الواقع عكس كل الصور التي ذكرتها سابقاً
الصورة الحقيقية او الواقعية لذلك الصراع هو وضعه في الاطارالحقيقي من حيث الاسباب والاطراف والنتائج
اذا كنا نريد التعرف على اطراف الصراع هنا فانه يجب علينا بدايةً ان نتعرف عن الخصوصية التي تشكلها فرنسا في الواقع الغربي
تعتبر فرنسا وريثة التورة الفرنسية والفلسفة الوضعية التي صاغها اوجست كونت بشكل يتلائم مع الاهداف التي صيغت لاجلها على اعتبار ان هدفها كان هو تشكيل ديناً انسانياً بديلاً
انطلاقاً من تلك الحقيقة نستطيع ان نحدد اطراف المعادلة هنا او اطراف الصراع ليكون الاسلام احد الاطراف و العلمانية هي الطرف الاخر
بل ان مواجهة اصولي العلمانية لانتشار الاسلام في فرنسا انما هم بذلك يعيدون تلك اللحظات التي واكبت الصراع الذي دار بين آبائهم وبين الكنيسة والذي انتهى بإنتصارهم على الكنيسة لتصبح فرنسا هي نقطة الارتكاز و قاعدة الانطلاق للايديولوجية العلمانية في اوروبا كلها
اكتفي هنا بتلك المشاركة و ساضيف مشاركة اخرى تتحدث عن الاسباب والنتائج حتى لا اطيل المشاركة هنا
اشكرك اخي كريم على الموضوع الجميل
اما انتا يا مسطول ما الك شكر لانك ما قصدت طرح الموضوع 
إن تراب العالم لا يغمض عيني جمجمة تبحث عن وطن!
19 / 6 / 2007
|