[الهوى سلطان]

انا مسافر يا امي ودعيني

نعم ودعيه يا ام عماد ودعي ابنك عماد فهو لن يعود ودعيه وما اصعبه من وداع ودعيه بعجزك بضعفك
بدموعك ودعيه .... ودعيه وعيونك منتفخة من كثر هطول الامطار منها ودعيه ... ودعيه والناس تنظر
اليك بغصة ومرارة لما اصابك ودعيه
عندما غنى ابو وديع هذه الاغنية حس بمرارت الغربة ونحن الان سوف نرحل بين هذه الاسطر
لنرى كم هي الغربة صعبة (( الغربة صعبة كتير يابا ))

عماد شاب في مقتبل العمر حاصل على شهداة الثانوية العامة بمعدل 93 كان يهوى من صغره ان
يدرس الطب كي يحقق امنية اباه المتوفي تقدم عماد بطلب للجامعات الاردنية لدراسة الطب لكن طلبه
رفض لان معدل الطب كما يدعون من فوق ال 96 % هو بحاجة فقط الي 3 علامات كي يحقق حلم ابيه
اصر ان يدرس الطب وما اجملها من عزيمة واصرار وحيد والدته هذا الشاب
اقنعوه اصدقائه بالسفر للدراسة في روسيا ومعروف ان روسيا تقبل المعدلات المتدنية في جميع التخصصات
وايضا لرخص الدرسة فيها لانها غير مكلفة كما في بلادنا العربية
حاول عماد جاهدا ان يقنع امه بالسفر لتحقيق رغبته وامه غير مقتنعة لكن بعد الضغوط عليها من قبله ومن
قبل الناس وافقت واستحلفته بالله ان يرجع وان لا يبقى في غربته هذه
سافر عماد الى روسيا بعد ان وعد امه بالرجعة كنا نسمع عن اخباره من والدته فهو بين الحين والاخر
يبعث لها مراسيل للتطمئن عليه مضت السنة الاولى ومضت السنة الثانية ومضت السنة الثالثة وعماد لم يرجع
لا ياتي منه الا المراسيل وقلب والدته كل يوم يزداد ذوابان عليه
انقطعت اخبار عماد ... ما الذي جرى ؟؟ .. امه بدات تقلق وبدات الشكوك تراودها
لم تعرف اليل من النهار حديثها ولسانها لا ينطق الا اسم عماد
بعد فترة ... جائنا الخبر ... جائنا عماد .. لكنه لم ياتي ومعه شهادته
قد جاء ومعه شهادة وفاته يا للمصيبة .....
لم يخبر احد امه وكيف نخبرها .. ما هي الطريقة التي نخبرها بها ...
انتظرنا ... انتظرنا ... حتى ياتي جثمان عماد وقلنا سوف يحلها الف حلّلال

اخيرا جاء جثمان عماد وبيده شهادة وفاته واخر المكاتيب التي خطتها يده
امه لم تتدارك المصيبة عندما كشفو عن وجه عماد وجدوه مبتسم سبحان الله
كي تخف المصيبة على والدته عندها بدات امه تزغرد وتزغرد وهي تبكي
قلنا لها زغردي ولدك شهيد وطالب العلم اذا توفي في طلب العلم اجره عند الله شهيد

ذهب عماد دون رجعة ... ذهبت امانيه معه ... امه الان عاجزة لم ترتدي منذ وفاة وحيدها الا الاسود

اعرف ان الكل حزين والكل مستااء
لكن ما اقسى الغربة

سؤالي يا اخواني
هل اصبح العلم فقط للناس الاثرياء ؟؟
هل اصبحت جامعتنا ادات تجارة بيد فئة معينة من الشعب ؟؟
اليس من قتل عماد هو رفضه من جامعات بلده ؟؟
كلنا يلاحظ انتشار الجامعات الخاصة في بلادنا لماذا ؟؟

والكثير الكثير غير عماد ذهب من اجل علامة او علامتين ليحقق حلمه لكنه ذهب دون رجعة

تحياتي لكم
هذه قصة واقعية نقلتها لكم بكل مصداقية