عرض مشاركة واحدة
قديم 25/11/2006   #34
شب و شيخ الشباب Joe
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ Joe
Joe is offline
 
نورنا ب:
Apr 2004
المطرح:
في قلوب العذارى
مشاركات:
1,763

افتراضي


شكرا عزيزي وائل على حوارك الجميل و سأحاول ان اعطيك رأيي بالمواضيع التي طرحتها

اقتباس:
كاتب النص الأصلي : وائل 76 عرض المشاركة
اذا كان الانتخاب الطبيعي هو المبدأ الذي يحكم زوال كائنات وبقاء كائنات اخرى كيف لنا ان نفسر تلك المظاهر السلوكية ؟؟
عزيزي المثال الذي طرحته أعلاه هو مثال حي على التطور و ليس العكس
عندما نتحدث عن تطور المادة الجينية لجنس معين من الأحياء, فنحن نتحدث عن تطور المادة الجينية ليس لفرد معين, بل للجماعة. المادة الجينية تتطور لما فيه من مصلحة الجماعة كلها و ليس الفرد الواحد. لهذا السبب بالضبط نرى مظاهر التعاون الاجتماعي بين الكائنات, و التي قد تكون أحيانا كثيرة ضد مصلحة الفرد, و لكنها حتما لمصلحة الجماعة. مثال على هذا الشاب الذي قد يضحي بنفسه لمساعدة إمرأة عجوز. الشاب قادر على الإنجاب و الاستمرار و المرأة العجوز غير قادرة.. من هذا المنطلق ان خسارة الشاب افجع من خسارة المرأة.. و لكن عملية التعاضد الاجتماعي التي تعرفها الحيوانات العليا... تساعد على تماسك المجموعة و تعاونها. فهذه المرة ضحى الشاب بحياته... و لكن المرات القادمة قد يكون الأمر مختلف
لو ان كل فرد من أفراد قطيع حمير الوحش تصرف لوحده, ستكون غالبا خسارتهم أكبر.

هذه فكرة مهمة جدا بنظرية التطور... الطفرات التي تحصل للمادة الوراثية ضد مصلحة الفرد... و لكنها لمصلحة الجماعة
فأنا كفرد أعيش حياتي لن أستفيد ان حصلت طفرة وراثية عندي.. لا بل قد أحصل على سرطانات خبيثة بسببها. و لكن الجماعة ككل تستفيد بوجود كمية معينة من الطفرات تحرص على وجود التنوع الجيني.. و عندما يحصل الضغط من الطبيعة, يتم الاستفادة من هذا التنوع و الانتقاء بين الحيوانات


اقتباس:
كاتب النص الأصلي : وائل 76 عرض المشاركة
نقطة اخرى هنا لو كان مصير الكائنات التي انقرضت هو بسبب عدم تكيفها و تحملها للاختلافات الطبيعية التي صاحبت التطور على وجه الارض كيف لنا ان نقتنع بان الديناصور القوي البنية لم يتسطيع تحمل الاختلافات الطبيعية في حين ان كائنات اخرى استطاعت ان تتكيف وتتحمل تلك الظروف ؟؟؟؟؟
من الخطأ الاعتقاد ان البنية الجسدية الضخمة مقياس للقدر على التكيف! لا يوجد أي علاقة بين الفكرتين. كل شيء يعود بالنهاية للظروف حتما, و لكن الحيوانات الصغيرة لها أفضلية كبيرة جدا على الحيوانات الكبيرة في حال النزاع الجسدي .. خاصة اذا كانت الصغيرة اكثر بالعدد
هذا بسبب ظاهرة معروفة هي ظاهرة التحمض في العضلات بسبب قلة وصول الأوكسيجين للعضلة لحرق الجلوكوز بالطريقة الأساسية... فيتم حرق الجلوكوز بطريقة اخرى تؤدي لتشكل حموضة في العضلة
هذه الظاهرة تبدو جلية جدا في الحيوانات الضخمة ذات الكمية الكبيرة من اللحم بحيث ان كمية الدم لا تكفي للوصول لكل الخلايا. كما نعلم... ان حجم الكرة مثلا تزاد اسرع من ازداد سطح الكرة مع زيادة القطر... بنفس المبدأ... نسبة العضل/الدم اكبر عند الديناصور الضخم من الديناصور الصغير

لهذا, نجد التمساح يهجم هجمة سريعة و قوية جدا تدوم بضعة ثواني... ثم يجمد فجأة مثل كأنه يقوم بإعادة شحن نفسه. هذا بالضبط ما كان يحصل للديناصورات الضخمة في حال صراعها مع حيوانات اصغر و لكن اكثر عددا... تخيل صراعك انت مع سرب من النمل او النحل!!! من سينتصر؟ قد تدوس على النمل.. و لكن بالنهاية النمل لن يتعب و انت ستتعب.. بعيد الشر طبعا

فكرة اخرى... الحجم الكبير يعني عرضة اكثر للعوامل القاسية بينما يستطيع الحيوان الصغير ان يختبئ في جحر. و ايضا حاجة اكبر للغذاء و الماء
لهذا نلاحظ كثيرا في الأحافير ان الحيوانات تتجه نحو حجم أصغر و ليس العكس. ألم تسمع مثلا عن اكتشاف عظام لجمل عملاق في صحراء تدمر؟

اقتباس:
كاتب النص الأصلي : وائل 76 عرض المشاركة
الان النقطة الثانية النظرية فسرت التطور المادي للانسان او الكائنات الحية واغفلت الجزء الاخر والمهم ايضا بنفس درجة اهمية الجزء المادي اقصد هنا الجانب المعنوي او الروحي
في البداية أتمنى ألا تكون هذه بمثابة صدمة... و لكن بالنسبة لي كمتبع للمنهج العلمي, فلا وجود لشيء اسمه روح. نطلق على ظاهرة العقل و المشاعر الانسانية اسم الوعي. و بالنسبة لنا, و هذا هو المنظور المقبول في المجتمع العلمي, أننا مصنوعون من مادة واحدة فقط. و ليس كما قال ديكارت, أن الإنسان مصنوع من جسد و روح.. و هما مختلفان في المادة
و لكن كما قلت, العلماء لم يحصلوا على اجوبة بخصوص الضغوط الطبيعية التي من الممكن انها أدت لنشوء الوعي... و لا نعلم بعد الأساس البيولوجي للوعي. لأسباب منها صعوبة دراسته لأنه ضمن دماغ الانسان و لايمكن التجريب على الإنسان... و عدم وجود اهتمام حقيقي لدى العلماء لدراسته بشكل جدي (أكثر من بعض الأطباء و علماء النفس... و هؤلاء لا علاقة لهم بالأبحاث العلمية) .. صح هناك ثغرات كثيرة و اشياء لا نعرفها عن اساس الوعي و سبب وجوده
و لكن الفكرة الحالية المقبولة اننا مادة و مادة فقط (و هذا ما أتشبث به بشكل شرس).. و كل الموضوع عبارة عن تفاعلات في الخلايا العصبية


اقتباس:
كاتب النص الأصلي : وائل 76 عرض المشاركة
عزيزي نحن متفقين ضمناً ان الانسان عبارة عن جزئين الاول مادي والثاني روحي

اذا كانت اردة الانسان تستطيع ان تجعل منه في ادنى مراحل التطور البشري وان يعود بجانبه المعنوي الى بدايات ظهور الانسان اقصد هنا ان يفتقر لكل تلك القيم التي يحملها الانسان اليوم فما الذي سمح للانسان ان يعود بجانبه المعنوي للخلف ولا يمكن ان يعود بجانبه المادي للخلف
معناتا طلع معنا انو غير متفقين
عندما نقول تراجع "للوعي" .. أو "للروح" اذا أحببنا ان نستخدم هذا التعبير لسهولة الربط بينه و بين المشاعر الانسانية... فإننا لا نقصد ان تشعر مثلا بمشاعر خسيسة مثلا الكراهية و حب القتل.. إلخ
بل هناك حالات مرضية تنجب عن اصابات بالدماغ... تؤدي مثلا لعدم القدرة على رؤية الأشكال. يعني لن تستطيع ان تعرف اذا كانت هذا كرة او مكعب.... او اذا وضع امامك ثقب على شكل خط أفقي... لن تعرف اذا كان أفقي ام عامودي... و لكن اذا طلب منك ان تدخل ورقة في هذا الثقب... فستقوم بإدخالها بالطريقة الصحيحة.. بدون أن تدرك لماذا
هذه حالات مرضية صحيحة.. و ما أكثرها

هذه الحالات المرضية هي ما نعتبره نقص في الوعي.. او في الجانب النفسي... و تحدث بسبب عطب في مكان محدد من الدماغ... و كل ما كانت الإصابة أعمق (على ما أظن)... تكون الخاصية المفقودة أكثر أهمية و اساسية

الكائنات القديمة مثلا كان لديها نوع متخلف من الإدراك.. ليس بمعنى انها شريرة... و لكنها ترى الألوان مثلا.. و لكن لا تفهم معناها... ترى النور و تتجه له... و لكن لا تفهم لماذا
عندما تطورت الرؤية عند اول كائن... كل ما كان يحصل هو ان الحيوان يرى بعض النور... ثم يرى ظل في حال اقترب منه حيوان اخر... فيبتعد عنه مثلا... اذا ابتعد عنه بنجاح... بينغو!... اذا ما كان بيشوف... راحت عليه

انا فطست من الكتابة... اعتذر للإطالة الشديدة... تحياتي لك

ذكرى مرور عام على وفاة الأديب العالمي سيبيري ماسكوليه 1932 - 2008
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.04644 seconds with 10 queries