عرض مشاركة واحدة
قديم 25/11/2006   #1
شب و شيخ الشباب وائل 76
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ وائل 76
وائل 76 is offline
 
نورنا ب:
Jul 2006
المطرح:
Gaza Palestine
مشاركات:
2,210

افتراضي بوس الواوا...................................... ...


بوس الواوا .. خلّي الواوا يصحّ ..
اسمعوا و عوا يا سادة .. هذا هو الكلام الذي يفتح الذهن و يملأ الدماغ ..
فكروا معي قليلاً ..
كم من ( الواوات ) نملك و كم من القبل نحتاج .. أتدرين كم ..؟؟؟؟
أواه سيدتي ...
عدي على أصابعك ما سوف يأتي ..

انحدار غير مسبوق في منظومة القيم العامة في مجتمعاتنا و تحول مدهش في فلسفتنا الاجتماعية نحو اقتصاد السوق الغبي الذي ليس له أي معيار أخلاقي أو قيمي أو غائي و لا قيمة فيه إلا لرأس المال وحده ..

بوس الواوا ..
ثقافة استهلاكيةٌ مترفة شديدة الهيجان تستولي على أدمغتنا موهمة إيانا أننا الأمة الوحيدة على وجه البسيطة التي يمكن لها أن تستهلك دون أن تنتج و تحصد دون أن تزرع و تترف دون أن تتعب ..

بوس الواوا ..
إعلان الموت النهائي و الفعلي لكل المشاريع التي قدمت – على الأقل – خلال قرن كامل من الزمن نوعاً من الأمل و الطموح و الرغبة في تشكيل ذواتنا بشكلٍ أفضل , و بدلاً من أن نحقق نوعاً من الوحدة الخجولة و عوضاً عن أن نحقق شيئاً – و لو صغيراً جداً – من البدائل و الخيارات المتاحة أمامنا لتوحيد ما نملك من مصادر و إمكانات , تنهار فجأةً و بشكلٍ مدمر عاصف بنى اجتماعية و تنظيمية كاملة و تنتفي انتماءات أسست عبر جهود مضنية و تتعرض إحدى أكبر دولنا العريقة لخطر التفتت و الانقسام ..

بوس الواوا ...
نحن ما زلنا نعاني ليس من فقدان المرجعيات بل من تعددها المفرط و قدسيتها الثابتة مما كبل الفعل البشري الطبيعي و حول الاختلافات الطبيعية بين الناس إلى خلافات قد تكون دموية في كثيرٍ من الأحيان و زاد من هشاشة الجسد الاجتماعي و فوضى المعايير مما أدخل مجتمعاتنا في حالة غريبة من الذهول و الارتباك و الإحباط المرير ...

بوس الواوا ...
نحن ما زلنا في مرحلة العموميات و ثقافة الشعارات و ابتلينا بالجدل العقيم لغايات تنظيرية بحتة دون وجود أي خطّة واضحة المعالم ليناء بنية مؤسساتية يستطيع المجتمع من خلالها أن يضع أهدافه و يخطّط لمستقبله و يواجه بها التحديات الضخمة المنتظرة و التي أصبحت أقرب إلينا مما كنا نحسب , إلى اللازمات التقليدية التي لا تتكلم شيئاً في النهاية إلا مجرد يافطات كبيرة و عبارات عامة لا تصمد أمام أول نقد أو تجربة حقيقية ..

بوس الواوا ...
لم نخرج بعد من عباءَة التاريخ و من عبادة اللغة التي أصبحت – بشكل غير معقول – مقدسة بذاتها و لذاتها مما أفقدها الكثير من حيويتها و مرونتها و قدرتها المذهلة على خلق آليات فكرية جديدة و أنماط إبداعية من التفكير المتجدد الذي – ربما – يستطيع أن يفكك الخطاب التقليدي و أن يقرأ التاريخ بشكلٍ أكثر فعالية و جدوى ..

بوس الواوا ...
افتقدنا الفن من حياتنا و أصبحت ساحة الإبداع الفني و الروحي و العاطفي ملكاً خاصاً تقريباً للمجون و العبث اللاأخلاقي و الهزل المرضي , و دون أي قابلية للتحكم تنجرف أعداد هائلة من شبابنا و شاباتنا نحو المزيد من الثقافة المراهقة و الصرعات الغريبة و السفاسف المزرية بلا أي مبالاة بالكارثة التي لا يكادون يشعرون بها إطلاقاً ..

بوس الواوا ...
احتلال أجنبيّ صريح تماماً و واضح للغاية لا يختفي وراء الكلمات المنمقة أو التعابير المنافقة و هو – بكل صلف و غرور - لم يكتف باغتصاب الأرض و مصادرة الثروة فقط بل غيب أيضاً كل ما يمكن أن يشكل أرضية ممكنة لحوار عقلاني هادئ ضمن الدائرة الإنسانية العامة التي تجمعنا مع الآخر و حشر الاعتدال في موقعٍ ضيقٍ معزول لا يُحسد عليه ..

بوس الواوا ...
نخبة معزولة من المثقّفين أو أدعياء الثقافة لا يرون عيباً إلا في أمتهم و لا نقيصةً إلا في عقيدتهم و لا خيراً إلا خارج حدودهم , يقولون ما لا يُسمع و يهرفون بما لا يُفهم , استصعبوا حل العقَد المتشابكة من حولهم فاكتفوا بقطع الحبل , فوتوا على أنفسهم آلاف الفرص ليقتربوا قليلاً من الناس العاديين الذين انفضوا من حولهم بمرارة و إحباط فأغلقوا على أنفسهم أبوابهم مستمتعين بالصدى يتردد في المحافل الخاوية ..

بوس الواوا ..
مشغولون نحن بالآخرة .. مشغولون جداً و غارقون حتى آذاننا في مناظرات حامية فيمن سيذهب إلى الجنة و من سيخلد في الجحيم .. و دون أن نلقي بالاً إلى عدل الله و رحمته و مغفرته و فضله و دون أن ننتبه إلى أن عمارة الأرض هي مهمتنا الأنبل و الأروع و الأكثر تحدياً و شرفاً , نسترخي كالدجاج الهاجع بعد أن نضع الناس في مراتب النار و نثق أننا وحدنا – دون شك – سننعم بالجنة و النعيم , و نبدأ تواً بالنظر إلى هؤلاء التعساء منكودي الحظ نظرة دونية و عدائية و متشفية ..

هل هي خطيرة إلى هذا الحد .. تلك الجروح ؟..
نعم .. دون شك .. لكن ..

نحن على الأقل ما زلنا متشبثون أننا عرب و مسلمون و لم نضع في زحمة كل تلك الكوارث بوصلتنا الحقيقية و رغم كل هذا الدوار الذي يجتاح العالَم ما زلنا نتحامل على أقدامنا الكليلة و نحاول الوقوف ..

نحن على الأقل ما زلنا أمة طيبة تحفل بالخير و تؤمن بالله و تحترم الضمير و رغم عجزنا و ضعفنا و استكانتنا ما زلنا نتراحم و نتعاطف و ننصاع للحق حين يبدو أمامنا ناصعاً دون شوائب ..

نعم .. ثمة محاولات جدية للخروج من هذا المأزق الحضاري و علينا أن نعي أن التغيير حين يكون سريعاً قد يكون كارثياً أحياناً و أن التجديد الحقيقي الفعال و المجدي هو حين يكون تدريجياً و يتجذر في نفوس الناس و قلوبهم بعمق , و الناس العاديون وحدهم هم من يصنع التاريخ و هم وحدهم أيضاً من يغيره ..

و ربما نحن نحتاج لأجيال ريثما يتحقق كل ذلك ..

قبلوا واواتكم يا ناس .. قبلوها بصدقٍ و شغف .. فهي واواتكم أنتم .. منها تألمون و من نزف أجسادكم و نبض أعصابكم تجزعون ..

على الدوام ثمة فسحة من أمل .. دعونا لا ننسى ذلك على الأقل ..
دعونا نثق بالله كما ينبغي .. و بأنفسنا كما يجب .. و بقدراتنا كما ينبغي لها أن تكون ..

و ....
( لا يغيّر الله ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم ) ..
( كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون ) ..
صدق الله العظيم ..




منقول

إن تراب العالم لا يغمض عيني جمجمة تبحث عن وطن!

19 / 6 / 2007
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03527 seconds with 10 queries