عندما تصرخ، و ما من يُجيب
عندما نختبر النوح، كثيراً ما نشعر وكأننا غارقين فى الأعماق.. فى بعض الأحيان نشعر وكأن ألم الفقد قد ابتلعنا.. أجسادنا تؤلمنا، وعقولنا لا تستطيع التركيز.. نشعر وكأن قلوبنا سوف تتمزق.. وصراخنا لطلب المعونة فى مثل هذه الأوقات يأتى يائساً وخانقاً.. إننا نريد أن نؤمن أن الله يستمع إلينا.. نريد أن نؤمن أن الله ينتبه إلى ألمنا ولكننا لا نستطيع التأكد من ذلك..
من أصعب الاختبارات التى نختبرها خلال فترات النوح، الشعور بأن صرخاتنا تصادف آذاناً صمّاء.. كما يقول كاتب المزمور، "من الأعماق صرخت إليك يا رب، يا رب اسمع صوتى لتكن أذناك مصغيتين إلى صوت تضرعاتى.. مز130: 1-2".. نجد أنفسنا نتوسل إلى الله لينتبه إلينا.. الله الذى كنا نشعر بحضوره واستماعه عندما كانت آلامنا أقل، يبدو الآن بعيداً وغير مهتم.. وهذا فى هذا أكثر وقت نحتاج إليه فيه.. عندما نكون فى أشد أوقات الألم، يصعب علينا اختبار حضوره ومحبة الله..
هذا الشعور بابتعاد الله قد يكون مرعباً، لكنه أيضاً يمكن أن يكون نقطة البداية لنمو إيماننا بصورة أعمق وأكثر معنى.. الإيمان الذى وصل لشجاعة الموجهة الأمنية لاختبار الإحساس بغياب الله هو إيمان سوف ينمو ويتغير.. الإيمان الذى يجتاز موسم النوح، هو الإيمان الذى سوف يختبر حقائق الحياة الروحية الأعمق..
من خلال اختبارت مثل هذه نتعلم أن نتخلى عن الروحانية السطحية التبسيطية.. نستطيع أن نتعلم أن نصلى بأمانة وصدق..
صلاة:
يا رب.. هل ترانى؟!!
هل تسمعنى ؟
استمع يا رب!
انتبه إلىّ!!
أنا أطلب مساعدتك..
لقد غمرنى الحزن
ارحمنى..
اسمع تضرعاتى
آمين