عرض مشاركة واحدة
قديم 24/11/2006   #17
شب و شيخ الشباب مش هيك بيكون الحكي
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ مش هيك بيكون الحكي
مش هيك بيكون الحكي is offline
 
نورنا ب:
Oct 2006
المطرح:
بين القلب وبين العين
مشاركات:
117

افتراضي


همزة الفصل
بين
الأنا و النحن





مقدمة

في زمن أصبحنا فيه حفاة عراة، وفي أوان تغيّرت فيه جميع المفاهيم. شرع النّاس بارتداء ثياب تغطي عريّهم ، ثياب مزركشة معتنى بانتقائها كيما تعبّر عن الصّورة التي يتمنى الشّخص أن يراه بها الآخرون. وبقي الجميع متمسّكاً بهذه المفاهيم المتغيّرة عاملاً بها محترماً لها حافلاً لأجلها ومحتمياً بوهجها.
في هذا العصر تجد أن – الكلّ لا يمثّله الواحد و الواحد يمثّل الكلّ – النّقيضان المتعاديان لكلّ أمر اتّحدا في بقعة واحدة. وأصبح من الصّعوبة بمكان رؤية أدنى فارق بينهما.
من هذه البدائة البديهيّة ننطلق في الكلام المقبل لتوضيح الفرق بين الأنا و النحن.


في اللغة العربيّة


أنا : ضمير المتكلّم.
نحن : ضمير المتكلّمين.

• ضميران من ضمائر الرّفع..........؟
• يعربان في موقع الفاعل..............؟
• .....................أو في بداية الكلام؟

يُفرّق بينهما أن أنا تستعمل للمفرد المتكلّم ونحن تستعمل لجمع المتكلّمين والكلّ يعرف تماماً الفرق اللغويّ بينهما والفرق المعنويّ.









في اللغة الكلاميّة


استعملنا جميعنا "أنا ونحن" في كلامنا لموقع واحد وكبديل كامل بينهما ضاربين بعرض الحائط أيّ فارق بينهما، فبينما أنا تفيد التّفرّد فإنّ نحن تفيد التّعدّد.


















في لغاتٍ أخرى


لأجل اللغط الموجود في استعمال الأنا و النحن يجب علينا أن نفرّق بينهما بأنّه لا يجوز لشخص ما كائناً من كان أن يستعمل نحن وذلك باعتبار أنّه فرد يمثّل ذاته و ذاته فقط. الحالة المجازة لذلك استحصاله على تفويض من آخرين للتّحدث باسمهم ، عندها يستعمل نحن فقط فيما يرتبط بمجموع الأشخاص ، لا أن يستغلّ نحن لتدعيم آرائه الشّخصيّة.
اجتماعيا نجد شيوع الاستبدال ظنّاً من البعض أنّه عندما يستعمل أحدنا نحن فإنه يزيد لمكانته قدراً.
والله سبحانه وتعالى قال: "أنا الله لا إله إلا أنا"
وهو أكبر من كلّ كبير لم يقل نحن. فما بالنا نحن البشر نتعالى ونتكبّر...................................... ...!



نظريّة الأنا و النحن


بعد تبيان الفرق الواضح والجلي بين أنا ونحن. نجد أنّ المجتمع المتغيّر من حولنا يفرض علينا استراتيجيّات وتكتيكات متجدّدة.
في شرح نظريّة الأنا و النحن يجب تبيان مدلول استخدام أنا- نحن في هذه النّظريّة ، فحيث يُقصد بـ أنا الواحد سواء كان فرداً أم أفراداً فإنّه يُقصد بـ نحن الكلّ المتعدّد.


وُجد الأنا في البداية منفرداً وبتجمّعه – وفقاّ لعديد من القضايا المختلفة - مع غيره من الأنا تحوّل إلى نحن. وبوجود أكثر من نحن أصبح النحن أنا كأحدٍ منها. وهنا نرى طريقة تحوّل الأنا إلى نحن و النحن إلى أنا بشكل عام .

أمّا الشّكل الخاص فيبقى هذا التّحول موجوداً ، إنّما بغير غايات وغير أهداف ؛حيث تعود أصل هذه الغايات إلى غاية الأنا المنفردة التي تقرّر ماهية الأنا و النحن.

كان قيس أنا ، بزواجه ومجيء أولاده أصبح نحن وبعد فاصل من الزّمن أصبح أحفاد قيس جميعهم نحن في الوقت الذي كانوا فيه أنا داخل القبيلة التي كانت هي الأخرى أنا داخل المجتمع الذي هو بدوره أنا داخل المجتمعات.

وبشكل طبيعيّ تبدو هذه التّشكيلة منطقيّة لكنّها تتحوّل ذهاباً وعكساً ووقوفاً واستمراراً لحدٍ نصل معه إلى عدم قدرتنا على معرفة الأنا من النحن.

فالأنا فرد في النحن و النحن قوامه أفراد.

و الأنا إذا رفض الانخراط في النحن فإنه يعادي كلّ أنا موجود في النحن.
وهنا نرى أهميّة التّفرقة بين الأنا و النحن. حيث تبقى هذه التّفرقة وإن كانت نظريّة بحتة إلا أنّها تدلّنا على تفاسير حميدة لعدد كبير من التّبدّلات التي وصلنا إليها في عالمنا هذا ابتداء من القدم وحتّى الآن.

.............................................. فلا يغر بطيب العيش إنسان
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.04021 seconds with 10 queries