اقتباس:
كاتب النص الأصلي : Joe
الان نتحدث عن فكرة التطور الخاطئة لديك
التطور ليس صدفة. التطور يحصل نتيجة وجود أخطاء بالمادة الوراثية (تنتج عن عوامل بيئية في أغلب الأحيان مثل الإشعاعات و الحرارة) .. و هذه "صدفة".. و لكن الطبيعة تمارس ضغطا إنتقائيا على الكائنات الحية بحيث تقوم بإختيار الحيوانات الأفضل لكي تستمر بالحياة.. و الحيوانات الأضعف تموت. فعندنا يكون لدينا مجموعة كبيرة من الحيوانات, و يحصل لبعضها أخطاء في المادة الوراثية (أو طفرات) سنحصل على حيوانات تختلف بشكل طفيف ببعض الخصائص مثل الرؤية او شكل الأسنان أو تحمل الحرارة .. على هذا الأساس.. يتم الإنتقاء للأمام فقط. بحيث تنجو الحيوانات التي تفضلها الطبيعة و تموت الحيوانات الفاشلة. و الحيوانات الناجحة تزداد مع الوقت و ترسل جيناتها للمستقبل. أما الطفرات فكانت تحدث بكمية أكبر بكثير في الماضي السحيق بسبب عدم وجود طبقة الأوزون التي تحمي من الإشعاعات و بسبب عدم تطور آلية حماية جيدة للمادة الواراثية بعد. من الخطأ القياس على حالة عالمنا الحالي... الطبيعة في الماضي قبل نشوء الحياة و في أول أيامها كانت مختلفة كثيرا عن عالمنا الحالي.
فالكائنات تطورت عن كائنات أكثر بدائية بفعل التطور الذي يفسره بشكل ممتاز جدا نظرية الاصطفاء الطبيعي الذي بدأها داروين.. ثم تطورها (كثيرا) العلماء من بعده
التطور مجال علمي كامل و يصعب ان نشرح كل آلياته هنا.. الموضوع يحتاج منكم دراسة و فهم لأسس البيولوجيا و الكيمياء حتى يكون هناك إدراك و فهم لكل كلمة نقولها. هناك كتب كاملة يمكن كتابتها حول الموضوع.. و كل جملة ترد في هكذا كتاب ثمنها سنين طويلة من عمل طلاب الدكتوراة و غيرهم من العلماء
حتى تستوعب لماذا لا يمكن للحيوان ان يتطور للخلف. عليك ان تتخيل أرضا واسعا عليها قمم جبال و تلال موزعة. كل قمة جبل تعبر عن حيوان واحد. ستجد قمة أحد الجبال هو القرد و قمة جبل آخر هو الإنسان و قمة جبل ثالث هو الأميبا مثلا. لاحظ ان كل قمة جبل تمثل قمة ما توصل إليه هذا الحيوان من التطور و النجاح في الطبيعة... و لاحظ ان الإنسان لم يتطور عن القرد و لم يتطور عن الأميبا... فكل من هذا الكائنات تطور بمساره المختلف ليحتل قمة الجبل الخاصة به.. فالطبيعة بدأت بكائن بسيط موجود على السطح الأملس الأفقي لهذه الأرض الواسعة... و أخذت تضغط عليه بحيث بدأ هذا الكائن يتطور إلى كائنات مختلفة (بنفس الوقت)... و كل كائن يخرج عنه كائنات أخرى تأخذ مسارها المختلف
|
اريد ان اتحدث في نقطتين عزيزي Joe
اولاً الان النظرية انطلقت في تفسيرها للاختلافات بين الكائنات الحياة و وتفسيرها لانقراض انواع معينة من الكائنات من فكرة الانتخاب الطبيعي
وقد وصف احد اهم العلماء المدافعين عن تلك النظرية وهو جوليان هكسلي ويعتبر من اهم من تشدق بنظرية النشوء والتطور حيث وصف الحياة بانها حلبة صراع والبقاء فيها للاقوى وهذا تفسير لمبدا الانتخاب الطبيعي
الان يا عزيزي انطلاقاً من تلك الحلبة التي يحكمها قانون البقاء للاقوى من خلال متابعة مظاهر سلوكية للعديد من الكائنات الحية نجد ان فكرة الانتخاب الطبيعي وان الكائن يجب ان يقاتل للبقاء اعتقد انها فكرة غير منطقية مرجع ذلك اننا لو تمعنا في ملاحظة بعض الكائنات التي لم ترتقي في سلم التطور لتبلغ درجة الوعي والعقل سنجد ان هناك من قوانين التضحية ما يعتبر من اهم المظاهر السلوكية لدى تلك الكائنات
حتى اقرب الصورة لما اصبوا اليه الان لو كان هناك قطيعا من الحمير الوحشي زيبرا وتعرض لهجوم من اسد مثلا هل تعرف كيف يتصرف الحمار الوحشي هنا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ببساطة شديدة يقوم احد افراد القطيع بمشاغلة الاسد ويبتعد عن القطيع كي يتمكن القطيع من الفرار ويكون مصير ذلك الحمار الوحشي هو الموت انقاذاً للقطيع
اذا كان الانتخاب الطبيعي هو المبدأ الذي يحكم زوال كائنات وبقاء كائنات اخرى كيف لنا ان نفسر تلك المظاهر السلوكية ؟؟
نقطة اخرى هنا لو كان مصير الكائنات التي انقرضت هو بسبب عدم تكيفها و تحملها للاختلافات الطبيعية التي صاحبت التطور على وجه الارض كيف لنا ان نقتنع بان الديناصور القوي البنية لم يتسطيع تحمل الاختلافات الطبيعية في حين ان كائنات اخرى استطاعت ان تتكيف وتتحمل تلك الظروف ؟؟؟؟؟
الان النقطة الثانية النظرية فسرت التطور المادي للانسان او الكائنات الحية واغفلت الجزء الاخر والمهم ايضا بنفس درجة اهمية الجزء المادي اقصد هنا الجانب المعنوي او الروحي اذا كانت المادة والصدفة هي التي خلقت الانسان ساسلم جدلاً بصحة القول ولكن من الناحية المادية ولكن من الناحية الاخرى من الاستحالة ان نقتنع بأن الجانب الروحي كان وليد المادة ايضاً وان هذا الرقي الروحي والمعنوي من الممكن ان يكون وليد الصدفة
عزيزي Joe العلم استطاع ان يحل الكثير من مشاكل الجسم المادية ولكنه يقف عاجز امام البناء الروحي والمعنوي للانسان لانه ببساطة ليس مادة يمكن النظر اليها بل هو مجموعة من المشاعر الانسانية التي تتمازج بنسب مختلفة لتظهر في مواقف متباينة وباشكال متباينة هنا العلم لم يستطيع ان يفسر جل تلك المشاعر ومرجعها والسبب فيها بل والتحكم بها
بقي جزء بسيط هنا لا اعرف ان كنت ساستطيع ان اوصل المعنى ام لا ولكني ساحاول وارجو ان تتمعن في كلامي جيداً
عزيزي نحن متفقين ضمناً ان الانسان عبارة عن جزئين الاول مادي والثاني روحي الان انت تتحدث انه لا يمكن للانسان ان يسلك الطريق العكسي للتطور وان يعود لمراحله البدائية ومرجع ذلك ان ان الخواص التي اكتسبها الانسان عبر رحلة تطوره لا يجوز بحال من الاحوال ان يفقدها لانه سيفقد حياته معها بسبب ان قانون الطبيعة والتطور يجافي هذا الاحتمال
هذا الكلام كان بخصوص الناحية المادية للانسان
الان انا ساقيس الامر على نفس المثال الذي طرحته وسأفترض ان الانسان من جانبه الروحي يقف على قمة الهرم لكن هذا الانسان يستطيع بإرادته ان يدنو لاسفل الهرم وان يعيد صياغة جانبه الروحي بشكل يقارب او قد يتعدى ما كان عليه في بدايات التطور
اذا كانت اردة الانسان تستطيع ان تجعل منه في ادنى مراحل التطور البشري وان يعود بجانبه المعنوي الى بدايات ظهور الانسان اقصد هنا ان يفتقر لكل تلك القيم التي يحملها الانسان اليوم فما الذي سمح للانسان ان يعود بجانبه المعنوي للخلف ولا يمكن ان يعود بجانبه المادي للخلف
ارجو ان اكون استطعت او اوصل الفكرة
تحياتي لك
إن تراب العالم لا يغمض عيني جمجمة تبحث عن وطن!
19 / 6 / 2007
|