بسم الله الرحمن الرحيم
الاخ الفاضل نكتاريوس
إن من معجزات القران الكريم أنه نفى نفيا قاطعا القول بصلب المسيح (عيسى عليه الصلاة والسلام )
حيث قال الله تعالى منذ 1425 سنة في آية واحدة من سورة النساء رقم (157) :
(( وقولهم انا قلتنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وإن الذين إختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم إلا اتباع الظن وما قتلوه يقيناً )
فالآية يا اخوان واضحة لا تحتاج لتوضيح ...
لكن الكتاب المقدس لديكم يروي أنه صلب وجاء ليكفر عن خطايا البشر دعونا نرى من هو على حق القرآن أم الكتاب المقدس .
لنرى ماذا يقول ( متى الإصحاح 12 من فقرة 38 - 40 ) يقول :
" 38-حينئذ أجاب قوم من الكتبة والفريسيين قائلين يا معلم نريد أن نرى منك آ ية . 39- فأجاب وقال لهم جيل شرير وفاسق يطلب آية ولا تعطى له إلا أية يونان النبي . 40- لانه كما كان يونان في بطن الحوت ثلاثة أيام و ثلاث ليال هكذا يكون ابن الإنسان في قلب الأرض ثلاثة أيام و ثلاث ليال . )
بالطبع هنا يسوع قد تنبأ في المستقبل أنه يكون مثل يونان ومشابه له وفي اليوم الثالث سوف يقوم . كم ساعة في اليوم ؟ بالطبع 24 ساعة . وفي ثلاثة أيام 72 ساعة . لنرى هل حقق يسوع هذه الآية ( المعجزة ) أم لا ؟
السؤال هنا متى صلب يسوع ؟ الجواب هو يوم الجمعة يقول ( متى : 27 / 45 – 50 ) :
" 45- ومن الساعة السادسة كانت ظلمة على كل الأرض إلى الساعة التاسعة 46- ونحو الساعة التاسعة صرخ يسوع بصوت عظيم قائلا ايلي ايلي لماذا شبقتني أي إلهي الهي لماذا تركتني 47- ……..... 50 – فصرخ يسوع أيضا بصوت عظيم واسلم الروح . " وأيضا ( مرقس 15 : 33 – 37 ) و ( لوقا 23 : 44 – 46 )
و ( يوحنا 19 : 14 – 16 ) . آي في الساعة 9 مساء أ سلم الروح . ومتى قام ؟ يوم الأحد . يقول ( متى 28 : 1 - 6 ) " 1- وبعد السبت عند فجر أول الأسبوع جاءت مريم المجدلية ومريم الأخرى لتنظرا القبر ...... 6- ليس هو ههنا لانه قام كمــــــا قال..) و ( يوحنا 20 : 1 ) و ( لوقا 24 : 1 ) و ( مرقس 16 : 1-2 ) " 1- وبعد ما مضى السبت ... وباكرا جدا في أول الأسبوع أتين إلى القبر اذ طلعت الشمس )
لنأخذ رواية مرقس لانها أطول مدة [ ا ذ طلعت الشمس ] لنفترض إن الشمس طلعت الساعة 8 صباحا . وبعملية حسابية : -
الجمعة ليلة السبت ليلة الأحد
من 9 مساء 9 مساء { 24 ساعة } 6 صباحا { 9 ساعات }
24 + 09 = 35 ساعة .
إذن عدد الأيام التي قضاها الميت في بطن الأرض يوم واحد وجزء من اليوم وعدد الليالي التي قضاها ليلتان وبذلك استحالة تحقيق هذه النبوءة ببقاء الميت في بطن الأرض ثلاثة أيام وثلاث ليال آي تقريباُ 72 ساعة .
ساضرب مثال : يا اخ نكتاريوس ..
سافرت في رحلة عمل لمدة ثلاثة أيام الى احد البلدان .. توجهت الى ( فندق هلتون ) .. يوم السبت الساعة الثانية عشر ظهرا .. حجزت غرفة .. بـ ( 300 دولار ) .. ويوم الاثنين الساعة الثانية عشر ظهر اردت تسليم الغرفة ... قال لك موظف الاسقبال .. المبلغ المطلوب هو ( 900 ) دولار ؟؟؟ .. سترفض قائلاً ... لم أبت الا ليـلـتــان بـ (600 دولار ليلة السبت وليلة الاحد )..
يا ترى من فيهم على صواب الاخ نكتاريوس أم موظف الاستقبال ..
من الممكن ان تقول ( جزء من اليوم ) يعتبر يوم واحد عند دفاعك عن الاية التي طلبها اليهود .. واما اذا قال لك موظف الاستقبال نحن كذلك نعتبر جزء من اليوم هي ليلة .. ماذا ستقول .. ستغضب عندها لانك ستسلم 300 دولار .. وتقول كلها ليلتان ليلة السبت والاحد .. فيذكر بالاية ..
وكذلك عندما قذف الربان يونان ( يونس عليه السصلاة والسلام ) كان حيا انظر [ سفر يونان 1 : 12 ] وعندما ابتلعه الحوت كان حيا فهو صلى في بطنه [ يونان 2 : 1 ] وأيضا عندما قذفه الحوت كان حيا [ يونان 2 : 10 ]
فيسوع كان ميتا فهو لا يشابه يونان وليس مثله ... والذي حفظ يونان في بطن الحوت 3 أيام بثلاثة لياليها [ يونان 1 : 11 ] فهو قادر على أن ينقذ يسوع من اليهود حتى لا يصلبوه ويقتلوه ...
هكذا قال القرآن الكريم وما قتلوه وما صلبوه ...وهكذا فان يونان كان حيا ويسوع أيضا حياً
ولقد قال يسوع { متى 12 : 40 - ...... لأنه كما كان يونان ...... هكذا يكون ابن الإنسان .... } فـهــو حــــــي ؟؟
فيسوع هنا وضع الوقت والوصف معا . فذكر حال يونان في بطن الحوت ومدته وقال سوف أكون مثله ولكن ليس في بطن الحوت أي أنه يخالفه فقط في المكان الذي سيكون فيه وهو في بطن الأرض .
إن كل من [ متى - مرقس - لوقا - يوحنا - بولس ] يقول إن يسوع صلب ومات على الصليب والقرآن الكريم ينفي ذلك وأيضا يسوع في الكتاب المقدس ينفي أنه صلب ! كيف ؟ تأمل معي :
{ لوقا الإصحاح 24 : 36- وفيما هم يتكلمون بهذا وقف يسوع نفسه في وسطهم وقال لهم سلام لكم . 37- فجزعوا وخافوا وظنوا أنهم نظروا روحا . 38- فقال لهم ما بالكم مضطربين ولماذا تخطر أفكار في قلوبكم . 39- انظروا يدي ورجلي اني انا هو . جسوني وانظروا فان الروح ليس له لحم وعظام كما ترون لي . 40- (وحين قال هذا ) (((( أراهم يديه ورجليه )))) .}
ماذا كان يسوع يحاول أن يبرهن لهم ؟ أيحاول أن يبرهن بأنه قام من بين الأموات ؟ وبأنه روح ؟ لا . انه يقول [ اني أنا هو ] آي أنا شخصيا بدمي ولحمي وعظمي .. لأن الروح لا ترونها وأن الروح كما قال يسوع في الفقرة { 39- ... ليس لها لحم وعظام كما ترون لي . 40- وحين قال هذا أراهم يديه ورجليه }
فأنا لست روحا - لست شبحا - لست خيالا !
لو أن أحد منكم له صديقا وسمع أنه مات في بلـد من البلدان وبعد فترة من الزمن رأيته ودعوته على العشاء .. وتحـدث إليه .. لقد سمعت انك ميت ! فقال لك نعم هذا صحيح أنا ميتا ولكن الآن أنا روحا قمت من الأموات ! أتصدقه وهو جالسا أمامك يأكل ويشرب بلحمه وعظمه … هكذا تلاميذ يسوع سمعوا بواسطة الشائعات أنه مات على الصليب . يقول { مرقس 14 / 50- فتركه الجميع وهربوا } و { متى 26 / 56 - … تركه التلاميذ كلهم وهربوا }
لا أحد منهم كان هناك ليشهد ماذا جرى له يا اخ نكتاريوس ..
{ لوقا 24 / 41 – وبينما هم غير مصدقين من الفرح ومتعجبون قال لهم أعندكم هاهنا طعام 42- فناولوه جزءا من سمك مشوي وشيئا من شهد عسل 43- فأخذ وأكل قدامهم }
سألهم عن أي شيء يؤكل! ليثبت ماذا ؟ بأنه قام من الأموات ؟ لا . لو أراد ذلك لقال لهم إني قمت من الأموات كما تنبأت فلا داعي له أن يبرهن لهم [ إني انا هو .. ] بل لما رآهم خائفون { لوقا : 24 / 37 - فجزعوا وخافوا ... } برهن لهم ليطمئنهم ويهدئهم .. ثم طلب الأكل .. وأكل معهم ليثبت انه لم يمت ! والأموات عندما يقومون يصبحون كملائكة الله والملائكة لا تأكل ولا تشرب .
انظروا قول يسوع { مرقس : 12 / 25- لأنهم متى قاموا من الأموات لا يزوجون ولا يزوجون بل يكونون كملائكة الله في السماوات } و أيضا [ متى 22 : 30 ] و { لوقا 20 / 35 - 36 }
وبولس يقول في رسالته إلى كورنثوس الأولى 15 / 14 - 15 ماذا يقول { 14 - إن لم يكن المسيح قد قام فباطلة كرازتنا وباطل أيضا إيمانكم 15- ونوجد نحن أيضا شهود زور لله لأننا شهدنا من جهة الله انه أقام المسيح وهو لم يقمه إن كل الموتى لا يقومون }
فهو حي ! هذه شهادة يسوع بنفسه يقول إني حي . أفتكذبونه ..
إن كل من { متى - مرقس - لوقا - يوحنا - بولس ] كما اثبت لكم من التناقضات بانهم ليس بتلاميده وان شاء الله سوف اثبت لكم في المستقبل انهم ليسوا بتلاميذه ....
تأملوا ماذا يقول { مرقس 15 : 46 - فاشترى كتانا فأنزله وكفنه بالكتان ووضعه في قبر كان منحوتا في صخرة ودحرج حجرا على باب القبر} يخبرنا مرقس بأنهم وضعوا حجرا على باب القبر . وفي { متى 27 : 66- فمضوا وضبطوا القبر بالحراس وختموا الحجر }
آي أن متى يخبرنا بضبط القبر وختمه وحراسته . وبعد ذلك يقول { يوحنا 20 : 1- وفي أول الأسبوع جاءت مريم المجدلية إلى القبر باكرا والظلام باق فنظرت الحجر مرفوعا عن القبر }
ويقول { مرقس 16 : 1 - 4 " 1- وبعد ما مضى السبت اشترت مريم المجدلية ومريم أم يعقوب وسالومة حنوطا ليأتن ويدهنه ......... 4- فتطلعن ورأين أن الحجر قد دحرج لانه كان عظيمــا جدا . }
والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا ذهبت مريم المجدلية إلى القبر ؟ بالطبع لتدهنه . وهل يدلك كل من اليهود أو المسيحيون أو المسلمون بالدهن والأطياب جثث موتاهم بعد ثلاثة أيام ؟ بالطبع لا لماذا ؟ لان جسم الميت يبدأ بالتيبس والجفاف , لان خلاياه قد توقفت عن العمل وبعد 3 أيام سيبدأ بالتعفن والتحلل وعند وضع الدهن عليه ستبدأ بالمسح والضغط وعندها سيتفتت جسمه إلى أجزاء ... هذا غير أن للجثة رائحة .
يقول { يوحنا 11 : 32 - 39 " ........... 39 - قال يسوع ارفعوا الحجر. قالت له مرثا أخت الميت يا سيد قد انتن لأن له أربعة أيام " } هذه تجربة حقيقية شهدت بها مرثا أخت الميت . سوف اضرب لكم مثال حتى يتضح لكم الأمر . لاعب كرة القدم عندما يصيبه شد عضلي بسبب قلة التدريب يقوم طبيب الفريق بإخراج مرهم ثم يبدأ بضغطه وإخراج المادة التي بداخلها ثم يضعها على عضلة اللاعب المصاب ثم ماذا ؟ يقوم بتدليك العضلة بالضغط عليها ومسحها كليا .. فهي ذهبت إلى القبر لتدهن جسد يسوع أي سوف تمسحه , تدلكه , تدعكه .
فهي تعلم أن عيسى لم يمت فهي أبصرت ملامح الحياة في الجسد الرخو عندما أنزلوه من الصليب . إنها كانت على وشك أن تكون المرأة الوحيدة جنبا إلى جنب يوسف الذي من الرامة { مرقس 15 : 45- ولما عرف من قائد المئة وهب الجسد ليوسف . 46- فاشترى كتانا فأنزله وكفنه بالكتان ووضعه في قبر كان منحوتا في صخرة ودحرج حجرا على باب القبر. 47- وكانت مريم المجدلية ومريم أم يوسي تنظران اين وضع . }
و { متى 27 / 59 - ...... 61- وكانت هناك مريم المجدلية ومريم الأخرى جالستين تجاه القبر } فهو حي ! ولما ذهبت إلى القبر ماذا رأت ؟ رأت الحجر مرفوعا عن باب القبر ورأت الأكفان موضوعة لوحدها . .
{ يوحنا 20 : 1- وفي أول الأسبوع جاءت مريم المجدلية إلى القبر باكرا والظلام باق فنظرت الحجر مرفوعا عن القبر . 2- …. 6- ثم جاء سمعان بطرس يتبعه ودخل القبر ونظر الأكفان موضوعة . 7- والمنديل الذي كان على رأسه ليس موضوعا مع الأكفان بل ملفوفا في موضع وحده . } و [ مرقس 16 : 1 – 4 ] و [ لوقا 24 : 1 – 12] فمن الذي حل أقمطة الأكفان المربوط بها الميت ؟
تأملوا معي { متى 27 : 59 - ……… 62- وفي (( الغد )) الذي بعد الاستعداد اجتمع رؤساء الكهنة والفريسييون إلى بيلاطس …… 66- فمضوا وضبطوا القبر بالحراس وختموا الحجر . }
إن اليهود وقعوا في (( زلتان )) سوف أتكلم عن الزلة الثانية (( وأترك الأولى )) فيما بعد . هنا في هذا النص اليهود ذهبوا إلى بيلاطس (((( في اليوم التالي )))) بعد فوات الوقت أي أن هناك فرصة على أن يأتيا تلميذا يسوع السريان ليأخذاه …من هم ؟ [ يوسف الذي من الرامة ونيقوديموس ] وكانا الرجلان الوحيدان اللذان تسلما جسد يسوع من بيلاطس . [ مرقس 15 : 15 : 45 – 46 ]
وأيضا { يوحنا 19 : 38- ثم إن يوسف الذي من الرامة وهو تلميذ يسوع ولكن خفية لسبب الخوف من اليهود سأل بيلاطس أن يأخذ جسد يسوع . بإذن بيلاطس فجاء واخذ جسد يسوع . 39- وجاء أيضا نيقوديموس الذي أتى أولا إلى يسوع ليلا وهو حامل مزيج مر وعود نحو مئة منا . 40- فأخذا جسد يسوع ولفاه بأكفان مع الأطياب كما لليهود عادة أن يكفنوا . 41- …… }
كم ساعة تستغرق لغسل الميت ودهنه وتكفينه ؟ قد يستغرق بالتقريب ساعة .. وقد رأى يوسف الذي من الرامة علامات الحياة في جسد يسوع وهو يغسله فصمت وأخفى الأمر في نفسه .. !
{يوحنا 20 : 1 – 7 " 1- فنظرت الحجر مرفوعا عن القبر ….. 6- …. ونظر الأكفان موضوعة . 7- والمنديل الذي كان على رأسه … }
إن دحرجة الحجر وحل أقمطة الأكفان المربوط بها الميت إنما هي حاجة جسد أفاق من الإغماء وليس جسدا قام من الأموات ! بمعنى أوضح لو كان يسوع قد مات وقام من الأموات فلا داعي لحل الأربطة ولا داعي لرفع الحجر عن باب القبر ليخرج إلا إذا كان حيا . لان { مرقس / يقول في الإصحاح 12 : 25 – لأنهم متى قاموا من الأموات لا يزوجون ولا يزوجون بل يكونون كملائكة في السماوات }
ولوقا يقول على لسان يسوع { 24 : 39 – .. .. فأن الروح ليس له لحم وعظام كما ترون لي . 40 – وحين قال هذا (( أراهم )) يديه ورجليه.} فهو ليس روحا بل هو بجسده.يا اخت نرمين.,. يا الزعلان ويا اخوان .. تآملوا كلام يسوع وهو يكلم توما
تأملوا معي كلام التلاميذ مع توما ... وكلام يسوع مع توما ..
التلاميد مع توما :
يقول { يوحنا 20 : 24 – 27 "24- أما ( توما ) واحد من الإثنى عشر الذي يقال له التوأم فلم يكن معهم حين جاء يسوع . 25- فقال له التلاميذ الآخرون ( قد رأينا الرب ) . فقال لهم (( إن لم أبصر )) (( في يديه )) (( أثر )) (( المسامير )) (( وأضع إصبعي )) (( في اثر المسامير )) (( وأضع يدي )) (( في جنبه )) لا أؤمن ... } (( لماذا لا يؤمن ؟ )) لأنه قد رفض صراحة كل دليل بأن يسوع حي , ينبض قلبه بالحياة .. فهو يريد أن يتحقق ...
يسوع مع توما :
{ يوحنا 20 : 27 - ثم قال لتوما هات إصبعك إلى هنا وأبصر يدي وهات يدك وضعها في جنبي ولا تكن غير مؤمن بل مؤمنا } فهو ليس روحا. فهو يسوع بلحمه وعظمه ...
ولما تحقق توما أنه هو بجسمه آمن { يوحنا 20 : 28 - أجاب توما وقال ربي والهي. }
هل تحقق توما عند صلته بيسوع المسيح هو ربه وإلهه ؟ وهل مر والتلاميذ الآخرون على وجوههم سجدا أمامه ؟ لا . فنحن قد نقول هذه الكلمات [ ربي والهي ] يوميا وفي أي وقت .. هذا للاندهاش والتعجب والاستغراب ! لنفترض أن هناك مسابقة وجائزتها ( مائة ألف دولار) وكان من بين المتسابقين شخص أسمه أحمد وقد جاءت له مكالمة من البرنامج المختص في التلفزيون وقال له مبروك , لقد فزت بالمائة ألف دولار. هذا إن لم يمت سيقول من شدة الفرح يا الهي أو يا ربي أو يا الله .! فهل الذي كلمه في الهاتف هو إلهه وربه ؟ لا . إنها كلمة التعجب . فالذي أجبر توما على هذا هو الاندهاش فصرخ قائلا [ ربي وإلهي ] لماذا صرخ ؟ لانه تأكد بأن الذي واقف أمامه هو يسوع بجسده وليس روحا وكيف تأكد ؟ عندما قال له يسوع في ( هات إصبعك إلى هنا وأبصر يدي وهات يدك وضعها في جنبي ولا تكن غير مؤمن بل مؤمنا } . ولماذا قال له عيسى هذا ؟ لأن يسوع سمع توما يقول للتلاميذ..
{ يوحنا 20 : 25 – .. إن لم ابصر في يديه أثر المسامير وأضع إصبعي في أثر المسامير وأضع يدي في جنبه لا أؤمن }
فهو يريد أن يرى بعينه ويلمس بيديه حتى يتأكد انه هو وليس روحا . فهو طلب التأكد بواسطة البصر واللمس , لأن البصر أحيانا يخدع . فلما تأكد .. انظروا يا اخواني من القائل :
{ يوحنا 20 : 29 - قال له (( يسوع )) لأنك (((( رأيتني يا توما أمنت )))) . (( طوبى للذين آمنوا ولم يروا 99 }
فيسوع يقول في { متى 12 : 40 - لأنه كما كان يونان .... هكذا يكون ابن الإنسان ... }
يونان حي و يسوع أيضا حي. وقول { بولس في رسالته الأولى إلى أهل تسالونيكي الإصحاح 5 : 21 - امتحنوا كل شيْ . تمسكوا بالحسن } أي لا تؤخذ الأمور كقضايا مسلمة .
لنرجع إلى { يوحنا 20 : 16 - قال لها يسوع يا امرأة لماذا تبكين . من تطلبين . ((( فظنت تلك أنه البستاني ))) .. 16- قال لها يسوع يا مريم . فالتفتت تلك وقالت له ربوني الذي تفسيره يا معلم . 17 - قال لها يسوع (( لا تلمسيني )) ... }
هنا سؤالين ؟؟ ..
والآن لماذا حسبته أنه البستاني ؟ لأنه كان متنكرا في زي البستاني والدليل هو عندما كلمها لم تعرفه وعندما قال لها يا مريم عرفته من نغمة صوته كما كان يناديها من قبل . من الذي أعطاه هذا الزي ؟ الذي دحرج الحجر . ولماذا كان متنكرا ؟ لأنه كان يخاف من اليهود . ولماذا يخاف من اليهود ؟ لأنه لم يمت . فهو ليس روحا ! لو كان روحا لما تنكر بهذا الزي .
{ عبرانيين 9 : 27 - وكما وضع للناس أن يموتوا مرة بعد ذلك الدينونه }
وكما انه لم يكن يخرج لأعدائه وكان خروجه فقط لتلاميذه وأحباءه . (( مع إن اليهود هم الذين طلبوا منه الآية )) {متى 12 : 38 - حينئذ أجاب قوم من الكتبة والفريسيين قائلين يا معلم نريد أن نرى منك آية.}
لم يخرج لهم . لماذا ؟ لأنه لم يمت فهو حي . المفروض أن يكون خروج المسيح على مرأى ومسمع من أعدائه قبل أصدقائه حتى تتحقق المعجزة بشهادة الشهود . خاصة وأن المسيح مارس معجزاته كلها أمام الناس سواء المؤمنين أو المكذبين له.
انظروا قصة ( دانيال 6 : 13 - 24 ) في العهد القديم . هنا حدثت المعجزة ... وعاينوا دانيال قائما بينهم حيا .. وشهد لذلك أعداء دانيال وأصدقاءه على السواء . . .
ويقول لوقا في انجيله عن قصة المرأة الخاطئة : ( 7 : 36 – 47 ) " .... واذا امرأة في المدينة كانت خاطئة ... جاءت بقارورة طيب ووقفت عند قدميه من ورائه باكية وابتدأت تبل قدميه بالدموع وكانت تمسحهما بشعر رأسها وتقبل قدميه وتدهنهما بالطيب .... ثم التفت إلى المرأة وقال لسمعان : أتنظر هذه المرأة ؟ .... فقد غسلت رجلي بالدموع ومسحتها بشعر رأسها .. وأما هي .... لم تكف عن تقبيل رجلي ... )
فهذه خاطئة .. وكما قال السيد المسيح (( لم تكف عن تقبيل رجلي )) ... فما بالكم ( بمريم ) ؟؟ .. فعندما علمت ان الذي يكلمها هو المسيح ... ومن شدتة فرحها .. ماذا فعلت حتى قال لها السيد المسيح (((((((( لا تلمسيني )))))))))) .. ؟؟ بالطبع توجهت اليه .. لتعبر عن فرحتها فعلم المسيح انها ستمسك بيديه وقدميه لتقبلها فقال لها .. (لا تلمسني ) خشية ان تثير عليه ألم المسامير .. ...
ملاحظة : - أنا أخبرتكم ( بأن القرآن الكريم ينفي نفيا قاطعا ) أن المسيح قد صلب أو مات معنى ذلك إن اليهود لم يتمكنوا بالإمساك به ... ومن خلال الأدلة التي ذكرتها آنفا بأن المسيح حي ... ( ذكرت أن يوسف قد تسلم جسد يسوع عندما ( أنزلوه من الصليب ليغسله ) ... أليس هذا تناقضا ..
كيف والقرآن ينفي انه صلب : (( وقولهم انا قلتنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وإن الذين إختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم إلا اتباع الظن وما قتلوه يقيناً )
هذا ما سأثبته لكم مستقبلا على أن ما جاء به القرآن الكريم هو الصحيح ( إن اليهود لم يتمكنوا بالإمساك به) وأن الذي تحدثت عنه الأناجيل ليس هو المسيح . ولكن شبيه له .... وسوف أبين لك الفرق بين ما وصفه القرآن عن حياة المسيح وما وصفه يوحنا .. وما وصفه متى
لنرجع إلى موضوع الصلب يفترض إن يسوع مصلوبا على الصليب لثلاثة ساعات فقط { متى 27 : 45 - ومن الساعة السادسة كانت ظلمة على كل الأرض إلى الساعة التاسعة 46- وفي الساعة التاسعة صرخ يسوع بصوت عظيم 000 50- فصرخ يسوع أيضا بصوت عظيم واسلم الروح 0 } و [ مرقس 15 : 33 - 37 ] و [ لوقا 23 : 44 - 46 ] (( وطبقا للأسلوب المألوف لا يمكن لأي إنسان أن يموت بالصليب في مثل هذا الوقت الوجيز )) 00
والدليل هو دهشة بيلاطس عندما علم بأن يسوع مات { مرقس 15 : 44- فتعجب بيلاطس أنه مات كذا سريعا فدعا قائد المئة وسأله هل له زمان قد مات 0 45- ولما عرف من قائد المئة وهب الجسد ليوسف } ..
ما سبب انذهال وحيرة بيلاطس ؟ ولماذا اندهش ؟ فهو يعلم بالتجربة انه بالقياس لا أحد يمكن أن يموت في ظرف ثلاث ساعات على الصليب0 والدليل هو رفقاء يسوع في الصلب مصلوبان على صلبانهما على التوالي كانا أحياء { يوحنا 19 : 31- ثم اذ كان استعداد فلكي لا تبقى الأجساد على الصليب في السبت لأن يوم ذلك السبت كان عظيما سأل اليهود بيلاطس أن تكسر سيقانهم ويرفعوا 0 32- فأتى العسكر وكسروا ساقي الأول والآخر المصلوب معه0 33- وأما يسوع فلما جاءوا إليه لم يكسروا ساقيه لأنهم رأوه قد مات 0 }
وهكذا يكون يسوع في نفس الفترة من الزمن حيا ! لأجل هذا يقول { مرقس 15 : 44- فتعجب بيلاطس أنه مات كذا سريعا 0000 }
وبصيغة أخرى سوف أوضح لك سبب تعجب بيلاطس لتتضح لك الصورة أكثر سوف أضرب لكم مثلا ... فإن الشيء إذا ضربت له الأمثلة وصورت له الصور بلغ من الوضوح والجلاء إلى غاية لا يخفى معها على من له فهم صحيح وعقل رجيح ، فضلا عمن لم يكن له في العلم نصيب ....
: إذا كان هناك شخص حكم عليه بالإعدام رميا بالرصاص 00 وأطلقت عليه الطلقات النارية في جسده ؛ ومات 0 فلا شيء يثير الدهشة ! لأنك تتوقع انه سوف يموت 00 وإذا سيق إنسان إلى حبل المشنقة وعلق في حبل المشنقة ومات فلا شيء يثير الدهشة ؛ لأنك تتوقع انه سوف يموت 0 ولكن أن يضلا أحياء فهذا الذي يثير الدهشة ! ((( فان بيلاطس كان يتوقع بأن يسوع ينبغي أن يكون حيا على الصليب وليس ميتا ومن ثم فالإنذهال والدهشة في هذه الحالة طبيعية فقط ))) ..
وليس لديه سبب خصوصي للتحقيق والتثبيت والبرهان عما إذا كان يسوع حيا أم ميتا 0 لماذا ؟ ألم تحذره امرأته كما اخبرنا { متى 27 : 19- وإذ كان جالسا على كرسي الولاية أرسلت إليه امرأته قائلة إياك وذلك البار 0 لأني تألمت اليوم كثيرا في حلم من أجله 0 }
ألم يجد بيلاطس إن يسوع غير مذنب وان اليهود أسلموه حسدا 00
{ يوحنا 18 : 38- قال له بيلاطس ما هو الحق ولما قال هذا خرج أيضا إلى اليهود وقال لهم انا لست أجد في علة واحدة 0} ,
{ متى 27 : 18 - لانه علم أنهم أسلموه حسدا 19- 000000 24 - فلما رأى بيلاطس انه لا ينفع شيئا بل بالحري يحدث شغب اخذ ماء وغسل يديه قدام الجمع قائلا اني بريء من دم هذا البار0 ابصروا انتم 0 } و
{ مرقس 15 : 10 - 14 } و { لوقا 23 : 13 - 22 | 14- وقال لهم0 قد قدمتم إلى هذا الإنسان 000 وها أنا قد فحصت قدامكم ولم أجد في هذا الإنسان علة مما تشتكون به عليه 00000 22 - فقال لهم ثالثة فأي شر عمل هذا اني لم أجد فيه علة للموت 0 بأنا أوءد به وأطلقه 0 }
فهو بريء من جميع التهم0 وسوف اذكر على سبيل المثال أحد التهم وهي كما يخبرنا :
{ لوقا 23 : 1- فقام كل مهورهم وجاءوا به إلى بيلاطس 2- وابتدءوا يشتكون عليه قائلين إننا وجدنا هذا يفسد الأمة ((( ويمنع أن تعطى جزية لقيصر )) قائلا انه هو مسيح ملك 0 }
فكانت هذه التهمة باطلة على الإطلاق على عكس ما زعموا ؛ لقد أجاب يسوع في موضوع الجزية { متى 22 : 17 - 0000 21- 00 فقال لهم أعطوا إذا ما لقيصر لقيصر وما لله لله 0 }
و { متى 17 : 24- ولما جاءوا إلى كفر ناحوم تقدم الذين يأخذون الدرهمين إلى بطرس وقالوا أما يوفي معلمكم الدرهمين 25- قال بلى 0 فلما دخل البيت سبقه يسوع قائل ماذا تضن يا سمعان 0 ممن يأخذ ملوك الأرض الجباية أو الجزية امن بنيهم أم من الأجانب 26- قال له بطرس من الاجانب0 قال له يسوع فإذا البنون أحرار 27- ولكن لئلا نعثرهم اذهب إلى البحر وألق صنارة والسمكة التي تطلع أولا خذها ومتى فتحت فاها تجد أستارا فخذه (( وأعطهم عني وعنك ))0 }
وبالمناسبة يا اخ نكتاريوس أن المسيح نفسه كان يعتبر من رعايا الإمبراطورية وكانت عليه ضريبة يقدمها للرومان ككل المواطنين . كان المفروض أن يدفع الجزية عن نفسه وعن تلاميذه { متى 17 - .. تقدم الذين يأخذون الدرهمين إلى بطرس وقالوا أما يوفي معلمكم الدرهمين 25- قال بلى 000 27- 0000 تجد استارا فخذه وأعطهم عني وعنك 0 } ..
لقد دفع المسيح الجزية عن نفسه للرومان اذ كان عبدا تحت الجزية الرومانية 0 فكيف يقال بعد ذلك انه اله أو ابن اله ! فهو بريء من كل تهمة وجهها إليه اليهود 0 ويقول بيلاطس في { يوحنا 18: 38- قال له بيلاطس ما هو الحق ولما قال هذا خرج أيضا إلى اليهود وقال لهم أنا لست أجد فيه علة واحدة .}
لنرجع إلى { يوحنا 19 : 33- وأما يسوع فلما جاءوا إليه لم يكسروا ساقيه لأنهم رأوه قد مات } " رأوه " إنها كلمة بسيطة للغاية ومع ذلك فربما يسأل ما الذي رأوه ؟ أيمكن أن يكون تحقيق لكلمات يسوع القائلة:
{ متى 13 : 14- فقد تمت فيهم نبوة أشعياء القائلة تسمعون سمعا ولا تفهمون . ومبصرين تبصرون ولا ينظرون . }
عندما قال يوحنا " رأوه " بأنه يعني بأنهم توهموا لأنهم لم تستعمل وسائل الفحص المعاصرة في عصرنا نحن . الفحص الطبي بالسماعات الطبية وجس النبض للتحقيق من الموت ... نحن نرى حوادث كثيرة \ غريق - تصادم سيارات ... نرى الموت على وجوههم هذا بمجرد النظر وبعد الفحص يتبين لنا انهم أحياء عكس ما رأيناه . وقد قرأنا في الجرائد وسمعنا بالمذياع إن من الناس من صرفت له شهادة وفاة وبعد سويعات نراه يستفيق ... وهؤلاء فحصوا من قبل مستشفيات وبأجهزة طبية حديثة ومع ذلك فانهم أحياء وأما يسوع بمجرد أنهم " رأوه " بالعين حكموا عليه أنه قد مات .
{ يوحنا 19 : 33 - .... لأنهم رأوه قد مات } في هذه الفقرة لم تتكرر كلمة " رأوه " إلا مرة واحدة .
والسؤال هنا من هم الذين رأوه ؟ أهم تلاميذه وأحباءه ؟ لا . بل اليهود أعدائه الذين أسلموه إلى بيلاطس واتهموه بتهم باطلة ... تأمل لوقا 24 : 39- انظروا يدي ورجلي اني أنا هو. جسوني وانظروا فان الروح ليس له لحم وعظام كما ترون لي. 40- وحين قال هذا أراهم يديه ورجليه. } إن كلمة [ انظروا ] تعني النظر بواسطة العين وقد تكررت مرتان في هذه الفقرة وقال أيضا [ جسوني ] أي بواسطة اللمس ثم قال { كما ترون لي ] أيضا بواسطة العين ثم قال [ وحين قال هذا أراهم .. ] أيضا بواسطة العين . ثم يقول [ يوحنا 20 : 27 - ثم قال لتوما هات إصبعك إلى هنا وأبصر يدي وهات يدك وضعها في جنبي ولا تكن غير مؤمن بل مؤمنا . } قال [ هات إصبعك ] بواسطة اللمس وقال [ وأبصر يدي ] بواسطة النظر بالعين و [هات يدك وضعها في جنبي ] بواسطة اللمس . لقد تكرر النظر بالعين خمسة مرات واللمس ثلاث مرات . من الذي قال هذه الكلمات ؟ هو المسيح نفسه ( عيسى ) الذي يؤمن به المسيحيون ومع ذلك فهم لا يصدقون كلامه بل يصدقون كلام أعدائه وهم اليهود بمجرد [ أنهم رأوه قد مات ] حكموا عليه بالموت : مرة واحدة "رأوه "
والعجيب – من هو الصادق في كلامه أهو عيسى أم اليهود الذين بصقوا عليه .. كما اخبرنا إنجيل { مرقس 15 : 19- وكانوا يضربونه على رأسه بقصبة ويبصقون عليه .. 20- وبعدما استهزءوا به ..}
فالتلاميذ الأوائل الذين رأوا يسوع ولمسوه وأكلوا معه يشهدون أنهم قد رأوا الرب يسوع لا الله . ولا الشبح بل يسوع نفسه اللحم والدم حي .
{ 20 : 24- …. 25- فقال له التلاميذ الآخرون قد رأينا الرب ….. 29- قال له يسوع لأنك رايتني يا توما أمنت . طوبى للذين أمنوا ولم يروا . } واليهود والمسيحيون يشهدون أن المسيح قد مات بكلمة واحدة مــــن اليهود { يوحنا 19 : 33- وأما يسوع … رأوه قد مات } ... فهو حي ! والدليل هو :-
لم يكسروا ساقيه . وهذا إنجاز للنبوة التي تقول { مزمور 34 : 17- …. 20- يحفظ جميع عظامه واحد منها لا ينكسر } والسيقان إذا لم تكسر فلها فائدة فهو حي . أما الميت فان كسرت أو بقيت لا تفده بشيء .
أرأيتم . ((( فالزلة الأولى ))) التي وقع فيها اليهود هي السماح بسرعة إنزال يسوع من الصليب دون أن تكسر ساقاه على افتراض باطل أنه مات . وأخيرا السماح للتلاميذ في الخفاء بتسليمهم الجسد المجروح دون ختم القبر . فيسوع حي .
والآن استمعوا إلى بولس التلميذ الذي أقام نفسه مدعيا ظهور يسوع له شخصيا وأنه انتخبه رسولا للأمم وهو التلميذ رقم 13 . ولقد كان بولس ( شاول ) يهوديا واشتهر بعنفه في خصومته بل بعدائه الشديد لأتباع المسيح ولم يكن له حظ من رؤية المسيح ولو مرة واحدة في حياته .
يقول سفر { أعمال الرسل 7 : 58- .... والشهود خلعوا ثيابهم عند رجلي شاب يقال له ( شاول ) فكانوا يرجمون استفانوس وهو يدعو .. 60- ثم جثا على ركبتيه وصرخ بصوت عظيم : يا رب لا تقم لهم هذه الخطية . { 8 : 1- وكان شاول راضيا بقتله 2- ...... 3- وأما شاول فكان يسطوا على الكنيسة وهو يدخل البيوت ويجر رجالا ونساء ويسلمهم إلى السجن. }
ثم أعلن بولس فجأة تحوله إلى المسيحية .... إن تاريخ الديانات يشهد لكثير كانوا من ألد أعدائها وأعداء النبي والرسول الذي جاء يدعو لها ثم يتحولون إليها ويصيرون من خير دعاتها . لكن القاعدة الهامة والخطيرة التي شذ فيها بولس هي أنه لم يلتزم بالتعاليم الموجودة في العقيدة الجديدة التي تحول إليها وهي المسيحية .
لكنه اختص بتعليم انفرد به وطفق يبشر به , واستطاع بوسائله الخاصة ومهاراته أن ينحي كل التلاميذ جانبا ويتصدر الدعوة إلى المسيحية بعد أن اكتسح الآخرين.
ولنرى الآن ماذا يقول سفر أعمال الرسل عن قصة تحول بولس إلى المسيحية { 9 : 1- أما شاول فكان لم يزل ينفث تهددا وقتلا على تلاميذ الرب . فتقدم إلى رئيس الكهنة 2- وطلب منه رسائل إلى دمشق إلى الجماعات حتى إذا وجد أناسا من الطريق رجالا أو نساء يسوقهم موثقين إلى أورشليم * وفي ذهابه حدث انه اقترب إلى دمشق فبغتة ابرق حوله نور من السماء . 4- فسقط على الأرض وسمع صوتا قائلا له شاول شاول لماذا تضطهدني 5- فقال من أنت يا سيد . فقال الرب انا يسوع الذي أنت تضطهده . صعب عليك أن ترفس مناخس * 6- فقال وهو مرتعد ومتحير يا رب ماذا تريد أن افعل . فقال له الرب قم وادخل المدينة فيقال لك ماذا ينبغي أن تفعل * 7- وأما الرجال المسافرون معه فوقفوا صامتين يسمعون الصوت ولا ينظرون أحدا * فنهض شاول عن الأرض وكان وهو مفتوح العينين لا يبصر أحدا . فاقتادوه بيده وادخلوه إلى دمشق * 9- وكان ثلاثة أيام لا يبصر فلم يأكل ولم يشرب }..
لكن الله سبحانه وتعالى دائما يبين الحق رحمة بالناس ولهذا نجد الإصحاح 22 من سفر أعمال الرسل يحكي قصة تحول بولس إلى المسيحية على لسانه شخصيا .
فيقول { أعمال 22 : 6- فحدث لي وأنا ذاهب ومتقرب إلى دمشق انه نحو نصف النهار بغتة أبرق حولي من السماء نور عظيم . 7- فسقطت على الأرض وسمعت صوتا قائلا لي شاول شاول لماذا تضطهدني * 8- فأجبت من أنت يا سيد . فقال لي انا يسوع الناصري الذي أنت تضطهده * 9- والذين كانوا معي نظروا النور وارتعبوا ولكنهم لم يسمعوا صوت الذي كلمني . }
من ذلك يتبين أن " المسافرين : سمعوا الصوت ولم ينظروا النور حسب قول الإصحاح ( 9 ) بينما ذكر الإصحاح ( 22 ) عكس ذلك تماما فقال : نظروا النور ولم يسمعوا الصوت ..
هذه بداية دخول بولس إلى المسيحية وهي قصة مشكوك فيها تماما . لقد دخل بولس المسيحية وفق رواية خطؤها واضح تماما . ثم انطلق بتعليمه الخاص الذي أعلن فيه الاستغناء عن كل تعليم تلقاه تلاميذ المسيح من معلمهم بدعوى انه تلقى تعليمه من المسيح مباشرة في تلك الرؤيا المزعومة .
فهو يقول { غلاطية 1 : 15- ولكن لما سر الله الذي افرزني من بطن أمي ودعاني بنعمته 16- أن يعلن ابنه في لأبشر به بين الأمم للوقت لم استشر لحما ودما 17- ولا صعدت إلى أورشليم إلى الرسل الذين قبلي بل انطلقت إلى العربية ثم رجعت أيضا إلى دمشق 18- (( ثم بعد ثلاث سنين )) صعدت إلى أورشليم لأتعرف ببطرس فمكثت عنده خمسة عشر يوما 19 ولكنني لم أر غيره من الرسل إلا يعقوب أخا الرب 20- والذي اكتب به إليكم هو ذا قدام الله إني لست اكذب فيه }
وهكذا بدأ بولس الدعوة إلى المسيحية وفق مفهومه الخاص لمدة ثلاث سنوات ((( " قبل " ))) أن يتعرف بتلاميذ المسيح الذين أسسوا الكنيسة الأم في أورشليم والذين كانوا المرجع في كل ما يتعلق بالمسيحية والدعوة إليها .
ثم يقول بولس { غلاطية 2 : 1- ثم بعد أربعة عشر سنة صعدت أيضا إلى أورشليم مع برنابا آخذا معي تيطس أيضا . 2- وإنما صعدت بموجب إعلان وعرضت عليهم الإنجيل الذي أكرز به بين الأمم ولكن بالانفراد على المعتبرين لئلا أكون أسعى أو قد سعيت باطلا . 3- ...... 6- فان هؤلاء المعتبرين لم يشيروا على بشيء 7- بل بالعكس اذ رأوا أني أؤتمنت على إنجيل الغرلة كما بطرس على إنجيل الختان 8- بان الذي عمل في بطرس الرسالة الختان عمل في أيضا للأمم }
من ذلك يتضح : -
1 - إن قصة دخول بولس في المسيحية مشكوك فيها ولا يمكن الاعتماد عليها لما فيها من تناقضات صارخة .
2- لم يعرف بولس عن المسيحية سوى الصلب وسفك الدم وأن هذا شيء أختص به . وأما غير ذلك من تعاليم المسيح فقد أهمله تماما فهو يقول :
{ غلاطية 1 : 11- واعرفكم أيها الاخوة الإنجيل الذي بشرت به أنه ليس بحسب إنسان 12- لأني لم اقبله من عند إنسان ولا علمته . بل بإعلان يسوع المسيح . }
و { 1 كورنثوس 2 : 2- لأني لم اعزم أن اعرف شيئا بينكم إلا يسوع المسيح وإياه مصلوبا . } ..
(( إن بولس يعترف في رسائله بأنه لم يتحرز عن استخدام كل الوسائل لكسب أكبر عدد من الاتباع ))
فهو يقول:
{ 1 كورنثوس 9 : 19- فإني اذ كنت حرا من الجميع استعبدت نفسي للجميع (( لأربح الأكثرين )) 20- ((( فصرت لليهود كيهودي لأربح اليهود ))) . ((( وللذين تحت الناموس كأني تحت الناموس لأربح الذين تحت الناموس ))) 21- ((( وللذين (((( بلا ))))) ناموس (((( كأني بلا ناموس )))) . مع أني لست بلا ناموس لله بل تحت ناموس للمسيح . (( لأربح الذين بلا ناموس )) 22- صرت للضعفاء كضعيف لأربح الضعفاء . صرت للكل كل شيء لأخلص علل على كل حال قوما 23- وهذا أنا أفعله لأجل الإنجيل لأكون شريكا فيه . }
وهكذا نجد بولس قد عرض المسيحية على أصحاب العقائد المختلفة بالصورة التي ترضي كلا منهم وترتب على ذلك أنهم دخلوا الديانة الجديدة بعقائدهم وأفكارهم القديمة وكان لهذا _ ولا يزال _ أثره الخطير في المسيحية .
ولقد عرفنا من قبل برنابا هو الذي قدم بولس إلى التلاميذ لكن الذي حدث بعد ذلك أن ( أزاح ) بولس برنابا من تصدر الدعوة إلى المسيحية .
يقول سفر { أعمال الرسل 15 : 39-((( فحصل بينهما مشاجرة حتى فارق أحدهما الآخر ))) . وبرنابا أخذ مرقس وسافر في البحر إلى قبرس . }
ولم يلبث بولس أن (( تشاجر مع بطرس رئيس التلاميذ )) - ونحاه أيضا .
فهو يقول { غلاطية 2 : 11- ولكن لما أتى بطرس إلى إنطاكية قاومته مواجهة لأنه كان ملوما . }
ومن المؤكد أن بولس لم يعلم قدر بطرس الذي أعطاه المسيح التفويض أن يحل ويربط كما يشاء والذي عينه راعيا لتلاميذه
{ متى 16 : 16- فأجاب سمعان بطرس وقال أنت هو المسيح ابن الله الحي 17- فأجاب يسوع وقال له طوبى لك يا سمعان بن يونا ... 18- وأنا أقول لك أيضا أنت بطرس وعلى هذه الصخرة أبني كنيستي وأبواب الجحيم لن تقوى عليها 19- وأعطيك مفاتيح ملكوت السماوات فكل ما تربطه على الأرض يكون مربوطا في السماوات وكل ما تحله على الأرض يكون محلولا في السماوات . } ..
ولا داعي للحديث عن رسائل القديس بولس فهي رسائل شخصية بحتة يقول في بعضها { 1 كورنثوس 7 : 25-وأما العذارى فليس عندي أمر من الرب فيهن ولكنني أعطي رأيا كمن رحمه الرب أن يكون أمينا }
أو يقول { 1 كورنثوس 7 : 40- ولكنها أكثر غبطة إن لبثت هكذا بحسب رأيي . وأظن اني انا أيضا عندي روح الله }
أنه لا يصدق نفسه إن كان عنده روح الله أم لا . عندما يصدر كلام كهذا من رجل مثل بولس فانه يعطينا تشككا رهيبا فيما جاء في العهد الجديد .
أ و يقول في { 1 كورنثوس 7 : 6- ولكن أقول هذا على سبيل الأذن لا على سبيل الأمر .}
( وهكذا من مثل هذه الأمور الظنية التي لا تصلح اطلاقا لبناء عقيدة . )
كذلك تنتهي رسائله بالحديث عن السلام وبث القبلات المقدسة للرجال والنساء على السواء مثل قوله :
{ رومية 16 : 12- سلموا على تريفينا وبريقفوسا التاعبتين في الرب ... 13- سلموا على روفس ... 14- سلموا على اسينكريتس .... 15- سلموا .... 16- سلموا بعضكم على بعض بقبلة مقدسة * كنائس المسيح تسلم عليكم } ....
والآن بعد أن أعطيتكم نبذة بسيطة عن بولس .. ارجع وأقول إن للمسيح [ 12 ] تلميذا . وان التلاميذ اجتمعوا قبل يوم الخمسين وصلوا وألقوا قرعة لانتخاب التلميذ الثاني عشر عوضا عن يهوذا الخائن { أعمال 1 : 26- ثم القوا قرعتهم فوقعت القرعة على متياس فحسب مع الأحد عشر رسولا . }
وبولس يبرهن ويقول { 1 كورنثوس 15 : 1- ..... 4-وانه دفن وانه قام في اليوم الثالث حسب الكتب 5- (( وأنه ظهر لصفا )) {{{{ ثم }}}} <<< للاثــنى عشر >>> . }
أي "الاثنى عشر " ؟ وأن حرف العطف ( ثم ) تستثني وتستبعد بطرس . مثال على ذلك \ هذا الأب قتل ابنه ( ثم ) قتل نفسه ... فالابن مات أولا ثم بعده الأب ... الأب + الابن = 2
أي أن الاثنى عشر + صفا ( الذي قال عنه يسوع { يوحنا 1 : 42- فجاء به إلى يسوع . فنظر إليه يسوع وقال أنت سمعان بن يونا . أنت تدعى صفا الذي تفسيره بطرس .} = ( 13 تلميذا ) .
ويسوع له 12 تلميذا ومن بينهم بطرس . فانك لن تقدر أن تحصل على الاثنى عشر تلميذا المختارين مجتمعين ليروا يسوع وذلك ((( بسبب يهوذا الخائن الذي أنتحر بأن شنق نفسه )))
{ متى 27 : 3- حينئذ لما رأى يهوذا الذي أسلمه أنه قد دين ندم ورد .... 5- فطرح الفضة في الهيكل وانصرف. ثم مضى وخنق نفسه . }
اقترف يهوذا الاسخريوطي جريمة الانتحار من أمد طويل قبل مزاعم " القيامة " انظر إلى قول الله سبحانه وتعالى في سورة النساء آية رقم 82 ( أفلا يتدبرون القرءان ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا ) .
اخواني الكرام إن الإسلام دين مفتوح النوافذ على النور والخير ... وان حقائقه واضحة , ومعقولة , وصريحة , وهادية , وإنسانية , وعالمية, وخالدة ... ولهذا , فان الإسلام , وان الدعاة المسلمين ليرحبون بكل حوار هادئ هادف .. يدعى إليه , أو يقوم بينهم وبين من عداهم من أهل سائر الملل والنحل ... ! إن الدعاة المسلمين يعتبرونها فرصة سانحة لعرض دعوتهم على القلوب والعقول والضمائر... وهم يعتقدون اعتقادا صادقا , أن دعوتهم حينما تصادف أذان واعية . وقلوبا مخلصة , وعقولا فاهمة .. فإنها ستجد القبول والإيمان والاذعان ! وهذا ما حدث ويحدث في هذا الزمان , وفي كل زمان ! لقاءات فكرية هنا وهناك , في الشرق والغرب , في الماضي والحاضر .. ! تبدأ في جو من الغموض والشكوك والتوجس يحيط برؤوس الذين لا يعرفون الإسلام ولا يفقهونه .. ثم تنتهي بإيمان وتقدير وإعجاب بعد أن يزول الضباب , وتمحي الجهالات , وظهر الحق لكل ذي عينين ..! إننا ندعو بني الإنسان حيث كانوا من أرض الله أن يقيموا جسورا للتفاهم .. بينهم وبين العقيدة الإسلامية الصحيحة .. وعلى كل صاحب ملة ونحلة ألا يخاف ولا يجبن , فانه في نهاية (اللقاءات العلمية ) لن يصح إلا الصحيح ....
وللحديث بقية ....
أخوكم : الاثرم
|