الحيرة في الموقف
لا يجوز لمن اختار العمل في الحقل السياسي ضمن جماعة أو تنظيم أو حزب أن يتذرع بالحالة الأمنية ليقف حائراً أمام الجمهور طارحاً عليه الأسئلة والتساؤلات بدل أن يقدم له المواقف والإجابات. ولا يكفي هذا الجمهور ليختار هذه الجهة أو تلك لمجرد أنها تعترض على أداء السلطة أو على مواقفها دون أن تقدم آراءها ومواقفها بشكل تفصيلي واضح وجريء من كل جديد في الحياة العامة والسياسية في البلاد بغض النظر إن توافقت مع السلطة أو خالفتها. وعلى هذه الجهة، كالمعارضة السورية، لكي تكسب احترام الجمهور وتأييدهم أن تتعامل مع الأحداث بمسؤولية كما لو أنها تمتلك القرار بشأنها. فبغير ذلك سيصعب علينا فهم مواقفها، أو للدقة انتفاء مواقفها. إذ نراها بدلا من أن تقدّم لنا الإجابات على خيارات الواقع وأسئلته نجدها تواجهنا بالحيرة مكتفية بالشكوى. فهي تصمت أمام تحولات السلطة الأخيرة في المجال الاقتصادي، وتختفي حين تبادر السلطة للتفاوض مع الإسرائيليين، وتطل لتخبرنا بعجز السلطة عن الإصلاح وبجور الأميركان، وتشتكي أن الشعب السوري خارج المعادلة وأنها أضعف من أن تطرح نفسيها بديلاً، فلا يبقى أمام السوريين تجاه هذه الصورة إلا التضرع لأبواب السماء أو لأبواب السفارات الغربية.
نهاية
ياسادتي"
أنا أسف إذا أزعجتكم
أنا لست مضطراً لأعلن توبتي"
هذا أنا
هذا أنا
هذا أنا
|