تجربة المعارضة السرية تلك كانت فاشلة تماماً، ليس لأن السلطات الأمنية استطاعت أن تقضي على كل الأحزاب والجماعات وتعتقل كل أعضائها تقريباً، بل هذا الجانب ليس له أهمية بالمعنى السياسي في تقييم التجارب الحزبية والسياسية. فحتى لو عجزت السلطات الأمنية عن القضاء على حزب ما فهذا لن يعني دليل نجاحه السياسي، وإن كان نجاحاً أمنياً. فمقياس النجاح هنا هو المقدرة على استقطاب الناس وكسب تأييدهم، وهذا لم تحققه المعارضة السورية يوماً. بل فشلت حتى بلفت انتباه الناس أو نيل تعاطفهم، ما خلا بعض الشفقة على أعضائها الذين <<ضيعوا شبابهم>> حسب رأي الأهل. وأسباب ذلك عديدة لكن أهمها برأيي هو استبعاد المعارضة اعتبار الرأي العام السوري حصراً هو الحَكم عليها وعلى أدائها، وأنه مصدر شرعيتها كما هو مطلوب (وهي تطالب) أن يكون مصدر شرعية من في السلطة. لهذا يفتقد قول الجميع وأفعالهم للحد الأدنى من المسؤولية تجاه الرأي العام، فلا يعتبر أحد أنه سيتغير في حاله شيء إن أخطأ أو أصاب إلا بالمقياس الأمني. لهذا نرى الجميع دوماً يتخوفون من مساءلة السلطة وليس من مساءلة الناس لهم، فهؤلاء لا أثر لهم على مكانتهم ووجودهم.
ياسادتي"
أنا أسف إذا أزعجتكم
أنا لست مضطراً لأعلن توبتي"
هذا أنا
هذا أنا
هذا أنا
|