لا شك بأن الظرف الذي مرت به المعارضة السورية يفرض علينا احترام الكثيرين من رموزها لصمودهم لحد الآن في سعيهم لتحقيق حلمهم بوطن يتسع للجميع، رغم الإنهاك الذي سببه لهم السجن وحرمانهم من أغلب حقوقهم وملاحقتهم والتضييق على مصادر رزقهم حتى هذه اللحظة. لكن هذا الاحترام للأفراد استناداً لتضحياتهم ومشقاتهم لا يجوز سحبه على المجموعات السياسية الراهنة، وإلا لكان شفقة وليس قبولاً أو تقديراً. فالبطش الذي تعرضت له المعارضة السياسية ليس مكسباً لها كما تحاول أن تسوّقه بل هو خسارة سياسية صريحة.
