*مخطط تهويد القدس حتى العام 2020
ولعل من اخطر مخططات واجراءات شارون و الاحتلال الرامية الى تهويد وابتلاع القدسهو ذلك المخطط الذي يستهدف تهويد المدينة المقدسة حتى العام 2020 ...
فكما جاء في اسبوعية "يروشاليم" العبرية - وهي مصدر عبري مطلع وموثوق الى حد كبير - فان "دولة الاحتلال - في عهد شارون - اعدت جملة من المشاريع التهويدية للمدينة المقدسة كانت تعتبر حتى الان مجرد احلام".
فهذه المخططات والمشاريع الاسرائيلية المتعلقة على حد زعمهم ب "تطوير القدس حتى العام 2020" انما تأتي في سياق استراتيجية اسرائيلية بعيدة المدى تهدف الى تهويد المدينة المقدسة تهويداً استراتيجياً شاملاً كي تصبح القدس بكاملها بمساحاتها (المتضخمة يوماً عن يوم وعلى حساب اراضي الضفة الغربية) "مدينة يهودية موحدة عاصمة اسرائيل الى الابد"، وكي لا يستطيع العرب والمسلمون المطالبة باستعادتها "مدينة عربية اسلامية".. فحينئذ تكون حقائق الامر الواقع اليهودي التهويدي كثيرة ومتكرسة ومتصلة ومتجذرة ومحمية بالقوة العسكرية العظمى ولا يمكن بالتالي اقتلاعها الى ابد الابدين، والادارة السياسة الامريكية قد "اعترفت بحقائق الامر الواقع الاستيطانية التهويدية، ليس فقط في القدس وانما ايضاً في فلسطين كلها ومن ضمنها الضفة الغربية".
ولكن.. حتى تكون القدس يهودية بالكامل، فان اجندة استراتيجية الاحتلال تشتمل على المزيد والمزيد من خطط ومشاريع واجراءات التهويد.. التي تعني تطبيقاً على الارض المقدسية:
- تهويد الجغرافيا باقامة المزيد والمزيد من المستعمرات حول اسوار القدس حتى مشارف اريحا ورام الله وبيت لحم، والمزيد والمزيد من الاحياء الاستيطانية في البلدية القديمة للقدس.
- التهويد الديموغرافي - السكاني - الذي يعني تطبيقاً ايضاً الاقتلاع والترحيل لاهل القدس، واقامة جدران ديموغرافية يهودية متصلة داخل اسوار البلدة العتيقة وخارجها.
- اقامة المزيد والمزيد من الاحزمة والاطواق الاستيطانية داخل مشروع القدس الكبرى (التي تقدر مساحتها حسب المصادر الفلسطينية والاسرائيلية بنحو ربع مساحة الضفة الغربية - والارقام متحركة دائماً).
- ولعل الاخطر.. وهو الخطر الداهم المتمثل بمخططات ونوايا هدم الاقصى من اجل بناء الهيكل الثالث المزعوم مكانه.
في سياق واطار هذه العناوين الاساسية نضيف بالضرورة اليها وعلى نحو خاص القرارات الحكومية الاسرائيلية الاخيرة عام 2005 بضم مستعمرة "معالية ادوميم" الى القدس اولاً، ثم اقامة جدار حول المستعمرة بمساحتها المترامية التي تصل الى مشارف اريحا بغية تكريس عملية الضم والتهويد.
اعلن شارون يوم الاثنين 16/5/2005: "لن يمنعنا الامريكيون من اقامة الجدار"، وتقول المصادر الفلسطينية "ان الجدار يهدف الى فرض واقع ميداني يقطع التواصل بين شمال الضفة وجنوبها، ويعزل المقدسيين" ويحول دون جعل القدس عاصمة للدولة الفلسطينية.
نربط ربطاً جدلياً واستراتيجياً وسياسياً ما بين تلك المخططات والمشاريع الاحتلالية التهويدية الالحاقية الاغتصابية الجارية على قدم وساق وبلا توقف على ارض المدينة المقدسة اولاً، ثم على امتداد مدينة خليل الرحمن ثانياً، ثم على امتداد الضفة الغربية الثالثة.. وما بين الاوضاع العربية والدولية.
فالحقيقة الكبيرة الناصعة اليوم: ان الاقصى في خطر حقيقي، والمدينة المقدسة تحت وطأة مخططات ومشاريع واجراءات التهويد حتى العام 2020..
الاستخلاص الكبير....
ولعل الاستخلاص الكبير من جملة الاستخلاصات المستشفة من كل ما سبق عرضه ان هذا الذي جرى و يجري على ارض غزة والضفة انما هو تكثيف مركز جدا لكافة مفردات قاموس الارهاب الصهيوني.. وربما يكون الآتي من الحملات الارهابية الابادية الصهيونية بعد شارون - ولكن المستمد من رحم تراثه - اوسع واشمل وابشع واخطر على الوجود الفلسطيني هناك في فلسطين..
ان ما جرى ويجري هناك يحكي لنا قصة النكبة/الكارثة والبطولة الفلسطينية التي تجلت وما تزال امام العالم بالبث الحي والمباشر..
ولكن ...
هذا الذي اقترف في عهد شارون وما يزال يقترف ايضا على ايدي آلة الحرب الصهيونية انما يسقط الاوراق عن كل العورات العربية والدولية..
فما الذي يفعله المجتمع الدولي بمنظمته الاممية ومجلسه الامني ولجانه وجمعياته المختلفة ازاء جرائم الحرب الصهيونية..؟!
وما الذي تفعله الدول الاوروبية الديموقراطية الحرة حاملة شعارات حقوق الانسان سوى الشجب والبيان..؟!
ولكن.. الاصل والاهم والاخطر لماذا غاب و يغيب الحضور والدور والفعل العربي الحقيقي عن كل ما يجري في فلسطين..؟!
لماذا اكتفى ويكتفي العرب بالفرجة والتباكي من بعيد على ذبح اطفال ونساء وشيوخ فلسطين وعلى اغتيال الوطن الفلسطيني.
هل يكفي ان تناقش القمم العربية جرائم الاحتلال في فلسطين لتتمخض الامور في المحصلة عن بيان ادانة وشجب واستنكار لا يردع طائرة او دبابة او جرافة اسرائيلية عن القتل والهدم هناك؟
ان ردود الفعل العربية على النكبة/ المجزرة الفلسطينية المفتوحة بائسة وخجولة ومخجلة..
تحتاج فلسطين الى تحرك دولي حقيقي يرتقي الى مستوى القرارات الدولية المتعلقة بفلسطين.
كما تحتاج فلسطين قبل ذلك الى تحرك الجسم العربي لحماية اهل فلسطين وتحتاج الى فعل عربي حقيقي وعاجل جدا جدا وليس الى مناقشات وبيانات شجب واستنكار تذهب مع الرياح بينما يواصل بلدوزر الارهاب والقتل والدمار الصهيوني جرائمة بلا رادع حقيقي وببالغ الاحتقار والاستخفاف بالعرب والعالم..
ام ان الاحوال العربية ستبقى في المرحلة الآتية بعد شارون ايضا كما كثفها (احمد مطر) في قصيدته :
"اذن عربنا سيشعرون بالخجل ...
واختتمها بـ:
ابصق على وجهي اذا هذا حصل.."
يمتلك العرب كما كبيرا ومحترما من القرارات الدولية لصالح فلسطين ويمتلكون كل مقومات الموقف الموحد والقوي والمؤثر لو اراد اصحاب القرار ذلك..
ويمتلكون كما كبيرا من الاسلحة والاوراق الرادعة لو اراد اصحاب القرار تفعيلها....اليس كذلك ....؟!!!
ثم اليس من الاولى والاجدر ان يرتقي العرب الى مستوى الاحداث والى مستوى القرارات التركية مثلا؟
او ليس من الاشرف ان يظهر العرب شيئا من الجدية والمسؤولية والعين الحمراء؟
تحتاج فلسطين من امتها ودولها وقياداتها العربية الى قرارات بأنياب حقيقية رادعة وليس الى بيانات اعلامية استهلاكية مخجلة..
مقال يستحق القراءة
المقال منقول
|