[jazz_music]

7- فاجنر1831-1883

و لد (فيلهلم ريتشارد فاجنر) بمدينة ليبزج بألمانيا في 22 مايو1831,و توفي بعد ذلك بسبعبن
عاما بمدينة البندقية بايطاليا في 13فبراير 1883,بعد حياة شديدة الخصوبة غمرت البشرية بتراث
موسيقي ادبي فلسفي متكامل,فضلا عن الاساطير و الفلسفة الجرمانية التي تطابقت مع فكره,
كما كانت موسيقاه تعكس عناصر القوة و العاطفة و التطرف و التعصب للقومية الألمانية التي كانت
لديه.
ثار الجدل حول نسب فاجنر الى والده الشرعي (كارل فريدريش)و كان فاجنر نفسه مقتنعا بأنه
ابن (لودفيج جيير)الذي رباه و رعاه و احبه, اما والده الشرعي فقد مات بعد ولادته بشهور
قليلة و رحلت امه لتعيش بجوار جيير الذي تزوجته في فبراير 1815,وان ولادة فاجنر كانت
ابان غزو نابليون لمقاطعة (سكسونيا)في ظروف مقاومة الشعب الألماني للغزو,وانتقلت امه
به من مدينة الى اخرى ,فعاش طفولته بين المعارك الوطنية و الترحال و الهروب,و اختار لنفسه
ان يحيى طوال حياته في خطر ,فعاش حياته بين المعارك الوطنية التي اشترك ايجابيا في تحريك
ثوارها و شحنهم بفكره الجرماني القومي المتعصب.
و لقد القى الفيلسوف الكبير نيتشه الضوء على هذا الجانب من تاريخ فاجنر بما لديه من وثائق,
فقد كان نيتشه صديقا مقربا لفاجنر لا بل و تلميذا يقدس فكره و فلسفته و موسيقاه....ثم انقلب
عدوا و ناقدا له بعد ان نشبت بينهما الخلافات-((_بمعزل عن عبقرية نيتشه,من الجدير بأن اذكر
ان نيتشه كان من اكبر المتعصبين للقومية الألمانية حيث ان الكثير من مبادىء نيتشه تبناها <هتلر>
فيما بعد _))-.
كان لايزال فاجنر في ال8 من عمره عندما اصبح مصدر ازعاج لأهله و اقربائه و لم ينجح اي احد
بالسيطرة عليه و قبل ان يبلغ العشرين كان يتردد على صالات المقامرة ....فلقد قامر مرة
على راتب امه كاملا و لكن لحسن الحظ كسب المقامرة .....
التحق و هو في طفولته بالمعهد الموسيقي ب(ليبزج) حيت تلقى تعليمه الموسيقى على اكمل وجه ,و
عندما بلغ ال17 من عمر كان قد بدأ في كتابة الموسيقى و بعد ذلك بعامين كتب سيمفونيته الوحيد
التي لم يكتب لها الخلود,و رغم دراسته الموسيقية المتواضعة فأنه تمكن من تعليم نفسه بعمق
و ثراء فقد درس البيانو و النظريات.
و في هذه المرحلة من حياته كتب اوبرا(الجنيات)(die fenn)و بعدها بعام واحد كتب اوبرا
(الحب المحرم)(liebes verbot)التي وقع بعدها في حب ((مينابلانر))و تزوجها في 24نوفمبر1834.
و في السنوات الأولى من زواجه كتب اربعة اعمال اوبرالية اخرى هي:
(رينزي)(rienzi)عام 1842,و (الهولاندي الطائر)(der fliegendehollander)و (تانهوريزر)
(tannhauser)عام 1845 و (لوهنجرين)(lohengrin)عام 1850.
كان فاجنر لا يعبأ بعذاب الآخرين حتى زوجته ,وكان يطلب المال بوجه سافرى مؤمنا بأن من حقه
على الآخرين ان ينال ما يريد من اموالهم مقابل ما يمنح للعام من الحان عظيمة!!
سافر الى باريس و التقى ب(فرانزليست) لكنه عاد الى المانيا بعد ان ضاقت به سبل العيش...
احب(ماتيلدا فيزندونك) و علل خيانته بأنها تتفوق على زوجته في قدرتها الفكرية,غير عابىء
بمشاعر مينا التي تفانت في خدمته و عانت في سبيل الحياة معه مرارة العيش و ذل الاهانة.
و في عام 1848 و بعد ان كان قد انتهى من كتابه اوبرا (لوهنجرين) القى بنفسه في اتون الثورة
و تنقل بين اوكار الثوار كاتبا و ناقدا و مشتركا في الدعوة لقلب نظام الحكم حتى صدر الامر بالقبض
عليه فأقام فترة متخفيا عند صديقه (فرانز ليست)بمدينة فايمر بألمانيا ثم اضتر للهرب الى سويسرا .
لقد تم وصف فاجنر وفقا لبينات السلطات عندما طلبت شرطة ساكسونيا القبض عليه في العام 1849
بأنه((متوسط الطول,بني الشعر,يلبس نظارة,له جبين عريض,حواجبه بنية اللون و
عيناه تخلط بين الزرقة و الرمادية,انفه و فمه متناسقان و ذقنه مستدير و هو دائما في عجلة
من امره .....))).
عاش فاجنر 12سنة في المنفى متنقلا بين البلاد باحثا عن طموحاته و ملذاته و رغباته دون مرعاة
للآخرين,و كان يقول (انا اختلف عن باقي الرجال,و الحياة يجب ان تمنحني ما اريد )).
و هب فاجنر حياته للموسيقى المسرحية في اطار ما سماه (الدراما الموسيقية) بدلا من تسميته
الاوبرا التي شذ عن قواعدها و تقاليدها التي كانت سائدة حتى ايامه, والف في هذه الفترة اوبرا
(تريستيان وايزولده)(tristan und isolde)عام 1865و (الشعراءالمغنين)(die meister singer)
عام 1868 و (بارسيفال)(parsifal)عام 1882.
ان لغز شخصية فاحنر يصعب تفسيره ..لأنه ظهر طوا حياته ممثلا لدور رسنه هو لنفسه....و لم يلق عليه
سوى القليل من الضوء...
و في 22مايو1872وكان عيد ميلاده ال59وتم وضع حجر الاساس لمسرح بايرويت في احتفال مهيب ...عزفت فيه
سيمفونية بيتهوفن التاسعة ....والقى فاجنر خطبة تاريخية تحدث فيها الوحدة الألمانية .........
و افتتح المسرح بنفسه في 10 اغسطس1876 برباعية الخاتم التي تضم (ذهب الريان)(rhein gold)1869 و
(الفالكيري)(die walkure)1870 و(غروب الالهة)(gotterdammerung)1876و (سيجفريد)(sieg fried)1876
و كانت الاوركسترا التي تختفي تحت خشبة المسرح تضم 155 عازفا تم انتقاؤهم من بين اعظم عازفي المانيا.
التقى (بكوزيما) ابنة ليست واحبها رغم انه كانت زوجة لصديقه (هانز فون بيلوف) و تزوجها في
25اغسطس1870 بعد ان كانا قد فرا سويا بسنوات.
و في اخر ايامه تحول الى نباتي و دعا ان يكون كل البشر نباتيين........و قد عاش ايامع الأخيرة
منعزلا عن المجتمع و مات بسكتة قلبية في مدينة البندقيةفي اليوم الثالث من فبراير 1883.



و هي قصة حياة المتمرد على كل شيء(فاجنر) خلصنا منا ...

و اجا الدور على المؤلف الفرنسي (رافيل)