تنبه السلطان عبد الجميد الى مايدور بفلسطين وشراء اليهود اراضي في فلسطين والمسافرين اليهود قادمين لاقامة دوله لهم (ارض الميعاد )
فاصدر بلاغاً يمنع فلسطين عن بقية الجسد الاسلامي ومنع شراء آي ارض في فلسطين خشية ان تتحول تلك الارض او المنطقه الى قاعدة تمكنهم من سلخ فلسطين ومنع المسافريين اليهود من الاقامه في فلسطين لمده تتجاوز الثلاثة اشهر
وفي عام 1902 تقدم اليهود بعرض مغر للسلطانعبد الحميد يتعهد بموجبه أثرياء اليهود بوفاء جميع ديون الدولة العثمانية وبناءأسطول لحمايتها، وتقديم قرض بـ(35) مليون ليرة ذهبية لخزينة الدولة العثمانيةالمنهكة، إلا أن السلطان رفض العروض وكان رده كما جاء في مذكرات
ثيودور هرتزل: (انصحوا الدكتور هرتزل ألا يتخذ خطوات جدية في هذا الموضوع، لأني لا استطيع أنأتخلى عن شبر واحد من الارض، فهي ليست ملك يميني بل ملك شعبي، لقد ناضل شعبي فيسبيل هذه الارض ورواها بدمائه، فليحتفظ اليهود بملايينهم، وإذا مزقت امبراطوريتييوماً فإنهم يستطيعون أن يأخذوا فلسطين بلا ثمن، أما وأنا حي فإن عمل المبضع فيبدني لأهون علي من أن أرى فلسطين قد بترت من الدوله لاسلاميه يكون، فأنا لا استطيع الموافقة على تشريح أجسادنا ونحن على قيد الحياة .. ) .
وعندما أيقن اليهود بفشل جميع المحاولات الممكنة بدأوا بالعمل على إسقاطالخلافة العثمانية، حيث استطاعوا التسرب عن طريق طائفة يهود الدونمة التي تظاهرأفرادها بالإسلام وحملوا الأسماء التركية، ودخلوا في جميعة "الاتحاد والترقي" ووصلوا الى الحكم سنة 1907، وتصاعد النشاط الصهيوني في فلسطين بدعم من أنصارالاتحاد والترقي ويهود الدونمة الذين سيطروا على مقاليد السلطة في الاستانة حيث سمحالحاكم العثماني الجديد لليهود بالهجرة إلى فلسطين وشراء الأراضي فيها، مما فتحأمام المنظمات الصهيونية للبدء بالنشاط العملي على نطاق واسع حتى سقطت الخلافةرسمياً سنة ( 1924) واحتلت الجيوش البريطانية فلسطين .
لقد التقت المصالحالاستعمارية الاوروبية في انتزاع فلسطين من الوطن العربي مع المصالح الصهيونيةبإقامة وطن قومي لليهود، بل إن قادة أوروبا هم الذين عرضوا على اليهود إقامة وطنلهم في فلسطين، قبل أن تطرح الحركة الصهيونية الفكرة بسنوات طويلة، وعلى الأخص منجانب فرنسا وبريطانيا في محاولة للتخلص من المشكلة اليهودية في أوروبا وتحقيق مكاسباستعمارية من الدولة اليهودية .
كان التنافس الاستعماري بين بريطانياوفرنسا واضحاً في الشرق الأوسط، حتى قبل قيام الحركة الصهيونية، وكان هدف كل منهماحماية مصالحه في المنطقة، وملاحقة الدولة الأخرى من إجل إيذائها أو منافستها علىتلك المصالح، وإيجاد الوسائل المختلفة التي تحمي مصالحها واعتقدت بريطانيا بعد فشلنابليون بونابرت في مصر وبلاد الشام، أنه من المفيد إيجاد بدائل اخرى في الشرقالأوسط، لاستمرار تفوقها على فرنسا. وقد وجدت في فلسطين مكاناً ملائماً لبسط نفوذهابسبب الموقع الجغرافي الذي تتمتع فيه وسط الوطن العربي وباعتبارها البوابة التيتربط بين أسيا وأفريقيا، ولهذا فإن من مصلحة الاستعمار الاوروبي والبريطاني بالذات،فصل الجزء الاسيوي عن الجزء الأفريقي من الوطن العربي، وخلق ظروف لا تسمح بتحقيقالوحدة بين الجزءين في المستقبل .
بدأ الموقف البريطاني يتضح بعد حملة محمدعلي باشا والي مصر الى الشام، عندما أرسل ابنه ابراهيم باشا الى المنطقة، مما أثاربريطانيا لأنها خشيت أن تتوحد مصر مع بلاد الشام في دولة واحدة، لهذا ساهمتبريطانيا مع الدولة العثمانية في إفشال حملة ابراهيم باشا على بلاد الشام .
وبعد تدخل بريطانيا، أرسل بالمرستون رئيس وزراء بريطانيا مذكرة إلى سفيرهفي استانبول في عام 1840، شرح فيها الفوائد التي سوف يحصل علىها السلطان العثمانيمن تشجيع هجرة اليهود إلى فلسطين وقال :« إن عودة الشعب اليهودي إلى فلسطين بدعوةمن السلطان وتحت حمايته يشكل سداً في وجه مخططات شريرية يعدها محمد علي أو من يخلفه » .