حوار الأديان أو أي حوار لا يعني التوصل إلى أن يلغي طرف الطرف الآخر , لا يعني أن نتوصل إلى صيغة تسوية أو نحقق مزيج جديد , أو تقديم تنازلات من كل طرف ليتقبل كل طرف الآخر ( حيث لم يكن يقدر تقبله قبل تغيير أو تنعيم بعض العقائد المحورية عند أحدهما أو كليهما ) فمن أقبله أقبله كما هو دون مسوغات , وقدرتي على قبوله متوقفة عليّ بالدرجة الأولى وليس على الآخر فإن كان لدي التوازن والاستقرار الداخلي وكان لدي الإحساس الحقيقي العميق بكياني وإيماني الداخلي الغير قشري أوالجدلي فإني أستطيع التوصل إلى قبول الآخر لأني لا أخاف أن يلغيني , إن من يهتم كثيراً بإلغاء الآخر أو إثبات أن مذهبه أصح من مذهب الآخر بشكل تعصبي فذلك يعني أنه مازال يعيش على المستوى النفسي مرحلة الطفولة (كأطفال المرحلة الإبتدائية حيث لديهم هذه المشاعر تجاه المجموعة أو الصف الذي يكونون فيه) و لم ينضج بعد , وإن أغلق رأسه فإنه لن ينضج ...
أعتقد أن المتعصبون يعملون على مبدأ داخلي غير واعي لديهم يقول : "لكي أكون (أو أبقى) موجود يجب أن ألغي الآخر المختلف عني لكي لا يثير لي المشاكل أو يصحيني على ضعف إيماني وأقع في عدم الاستقرار والضياع الذي قضيت عليه بإيماني الأعمى"
السندباد
|