يسعد صباحك لاوديسا الغالية وكل عام وانتي بالف خير
هلاء معلش انا كنت شوي عنيف بكلامي بس والله ما قصدت شي بالعكس انتي من الناس القلال يلي بعتز فيهم وبالحوار معهم
هلاء لاوديسا انا وانتي عم ننطلق من ارضية وحدة بدون اي فروق وانما كان الفرق الوحيد في التحليلات
انا وانتي متفقين تماماً على انو ما يحكم الان ليس الدين وانما القشور فقط حيث ان من هم متربعين على عروشنا قد وظفوا الدين فاخذوا ما يواكب ويخدم مصالحهم وطبقوه لخدمة توجهاتهم ومصالحهم ليس الا
اذن ما يحكمنا الان سواء على المستوى السياسي فانه العلمانية بل وبالفهوم المطلق
اما على صعيد علاقاتنا الشخصية والاجتماعية فقد تغلغلت تلك الثقافة التي عشنا عليها قرابت المائة عام لتلقي بظلها على تصرفاتنا الشخصية ايضا فرئينا كل تلك المظاهر التي نرفضها في تعاملنا مع الاخرين ورئينا كيف يغدو الدين في مفهوم البعض مفرقاً وليس مجمعا و رئينا كيف ان البعض يحاول تفسير الدين وفق وجهة نظره كل تلك المظاهر عزيزتي ليست الا تفسيرات و تطرفات فكرية ليس الا
اما الدين الذي اعتز به انا وتتعزي به انتي اي كان فانه ارقى واسمى من ان يطلق عليه البعض عدم جدواه ولا اقصد انتي هنا بالعكس لك كل الاحترام والتقدير انا اقصد من يحاول رفض الدين جملة وتفصيلا مدعيا ان العلمانية هي الخلاص
لاوديسا الغالية الان انا مصر اننا نعيش في كنف العلمانية منذ مائة عام لان بمفهوم المخالفة فان عدم تطبيق الدين الصحيح يعني انك لا تربط بين السياسة او شئون الحكم والدين وهذا هو مفهوم العلمانية
اختي العزيزة ما ينقصنا فعلا هو ان يتربع على عروشنا من يخاف الله ويحسن التصرف ويحترم رغبات شعبه وفق ما يرتضيه الله عز وجل والتاريخ خير شاهد على ذلك
انظري لحقبة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وارضاه خليفة المسلمين الذي اقام الحد على ابنه لانه عصى الله عز وجل فمات ابنه على ايديه وهو يجلده
خليفة المسلمين الذي كان يطوف الشوارع طوال الليل وهو يتفقد حال رعيته لانه سيسال عنها
وهو من قال ( لو تعثرت شاه في البصرة ساسئل عنها ويقول لي الله عز وجل لماذا لم تمهد لها الطريق يا عمر )
و هو ايضا من فتح القدس وعقد الصلح مع المسيحين فيها وكفل لهم ان يقوموا بشاعائرهم وصلواتهم والا يجبر احد منهم على تغير دينه وامن لهم اموالهم واعراضهم وتجارتهم فعاش المسلمين والمسيحين في كنف دولة متعددة الاديان ولكن يطبق فيها الدين الاسلامي بشكله الصحيح والحق لانه دين المحبة والتسامح هل كان يجرء احداً في ظل تلك الخلافة ان يعتدي على ديارنا وعلى اهلنا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
بالطبع لا بالرغم من انها اوج عظمة الحضارة الفارسية والحضارة الرومانية الا ان العدل والحق الذي كان يحكمنا كان كفيل بان تتوحد كل التيارات المختلفة لصد اي اعتداء على ديارنا لاننا جميعاً شركاء في الارض و التاريخ
الان اختي لاوديسا من من دولنا نستطيع ان نطبق 10 بالمائة مما اتحدث عنه ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
اذا كانت خلافة عمر هي تطبيقاً مثالياً للدين حين يحكم فما الضير بان نطبق نفس المنهج ونعيش التسامح والحب في كنف دولة تحترم الجميع وترتقي بالجميع لاسمى صورة من التعامل الانساني
اوردت هنا صورة للدين حين يحكم لادلل ان العجز الذي نعيشه ليس لان الدين يرفض اختلافاتنا وانما لاننا نعيش ثقافة عفنة اكل عليا الدهر وشرب لتزيد فرقتنا فرقة وانقسامنا انقساما وهي من اوصلتنا لما نحن فيه
والدليل الاخر اختي العزيزة اننا ايضا وصلنا لمرحلة انقسام حتى داخل الاطار الواحد فنحن نرى الان الانقسامات داخل اجماع اهل السنة والجماعة وداخل الشيعة والمسيحين ايضا
ومرجع ذلك ان الجميع يحاول توظيف الدين لخدمة اهوائه ومصالحه
فحين يحكم الدين الصحيح الذي انزله الله عز وجل ليحقق العدل والمساواة بين الناس جميعاً ويخلق الحب والترابط سنعيش في كنف دولة نحترم انفسنا جميعاً ونقبل اختلافاتنا و لا ندع سبيلاً يفرقنا فما يجمعنا اكثر بكثير مما يفرقنا
لكي مني كل التقدير والاحترام لاوديسا العزيزة
إن تراب العالم لا يغمض عيني جمجمة تبحث عن وطن!
19 / 6 / 2007
|