عرض مشاركة واحدة
قديم 09/05/2005   #22
صبيّة و ست الصبايا christina
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ christina
christina is offline
 
نورنا ب:
Apr 2005
المطرح:
SYRIA
مشاركات:
119

افتراضي مجرد رأي


ورد في سورة النساء آية157 "وقولهم (أي اليهود) إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله. وما صلبوه ولكن شبه لهم… (إلى قوله) وما قتلوه يقينا بل رفعه الله إليه وكان الله عزيزا حكيما"

وأصحاب هذا الاعتراض يرون أن القرآن يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن المسيح لم يصلب ولم يقتل بل رفعه الله إليه بحسب ما هو ظاهر من هذه الآية!!

ولكن دعنا نضع إلى جوار هذه الآية بعض الآيات القرآنية الأخرى وبعض أقوال علماء المسلمين والمفسرين، لنستوضح حقيقة ما تقصده هذه الآية، وإليك بعض تلك الآيات القرآنية الكريمة فيما يلي:

1ـ سورة آل عمران (55): "مكروا (أي اليهود) ومكر الله والله خير الماكرين. إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلى ومطهرك من الذين كفروا وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة". فمن هذه الآية يتضح أن المسيح قد توفي قبل أن يرفع للسماء.

2ـ سورة مريم (33): "والسلام على يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا) ومن هذه الآية يتضح أن المسيح مات قبل أن يبعث حيا.

3ـ سورة المائدة (117): "فلما توفيتني كنت أنت الرقيبَ عليهم وأنت على كل شيء شهيد" من هذا أيضا يتضح أن المسيح توفي على أيدي اليهود وكان الله رقيبا عليهم.



ودعنا نستعرض أقوال علماء المسلمين في تفسير معنى الوفاة كما جاءت في هذه الآيات:

فلقد انقسم مفسرو القرآن الكريم في تفسير معنى الوفاة إلى فريقين:
الفريق الأول : فسر معنى الوفاة تفسيرا مجازيا

1ـ فقال البعض أن الوفاة تعني النوم وليس الموت: ويستندون على ما جاء بالقرآن الكريم في:
+ سورة الأنعام (60): "وهو الذي يتوفاكم بالليل …"
+ سورة الزمر (42): "الله يتوفى الأنفس عند موتها، والتي لم تمت في منامها، فيمسك التي قضى عليها الموت، ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى"
وعلى هذا الأساس يفسر الإمام البيضاوي وفاة المسيح قائلا: "متوفيك نائما، إذ رُوِيَ أنه رُفع نائما".

2ـ وقال آخرون أن الوفاة تعني استيفاء الحق أي أَخْذُ حقه بالكامل. [المعجم الوسيط جزء2 ص1047]
وهذا ما ذهب إليه الإمام البيضاوي في أحد تفسيراته لسورة آل عمران (55) " إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إليَّ …"
قال البيضاوي: "أي مستوفي أجلك … وعاصما إياك من قتلهم"

3ـ وقال البعض أن الموت هو موت عن الشهوات:
إذ يقول الإمام البيضاوي أيضا: "مميتك عن الشهوات العائقة عن العروج إلى عالم الملكوت"

هذه بعض آراء الذين فسروا الوفاة تفسيرا مجازيا، ثم نأتي إلى الفريق الثاني : الذي فسر معنى الوفاة تفسيرا حقيقيا
ومنهم الأمام الرازى الذي قال: "روى ابن عباس ومحمد ابن اسحق أن معنى متوفيك أى مميتك" تفسير الرازى جزء 2 ص 457

ومنهم أيضا السيوطي الذي قال: في كتاب (الإتقان جزء1 ص 116) "متوفيك: مميتك"

والواقع أن أصحاب هذا الرأي قد اختلفوا في تقدير مدة موت المسيح والتي رفع بعدها للسماء حيا، فقد جاء في كتاب (جامع البيان ص 289 ـ 292) ما يلي:

1ـ عن ابن حميد … عن ابن إسحق عن وهب ابن منبه أنه قال: "توفي المسيح ثلاثة ساعات حتى رفعه" (جامع البيان)
2ـ وقال محمد ابن اسحق: "توفي سبع ساعات ثم أحيا الله ورفعه"
3ـ والإمام البضاوي: ذكر خمسة آراء في تفسير هذه الوفاة هي:
* "إني متوفيك أي مستوفي أجلك … عاصما إياك من قتلهم.
* أو قابضك من الأرض،
* أو متوفيك نائما.
* أو مميتك عن الشهوات العائقة عن العروج إلى عالم الملكوت.
* وقيل أماته الله سبع ساعات ثم رفعه إلى السماء وإليه ذهب النصارى"
4ـ في تفسير ابن كثيرعن إدريس أنه قا ل: "مات المسيح ثلاثة أيام ثم بعثه الله ورفعه"


و بالعودة الى كل هذه التفسيرات نلاحظ مدى التضارب والتخبط في الأقوال بخصوص موت المسيح، فبين منكر للموت تماما ويفسرونه على أنه: نوم، أو وفاء الأجل، أوموت الشهوات - وبين من يقبل الموت ولكنهم يختلفون في مدته: ثلاث ساعات أو سبعة ساعات أو ثلاثة أيام.



وفي هذا السياق يجب علينا كلنا ان نتذكر القاعدة القانونية التي تقول



"إذا تضاربت أقوال الشهود كان ذلك برهانا على بطلان الادعاء أساساً"!!!



فالادعاءات الخاصة بنفي حقيقة صلب المسيح وموته، لا تتفق فيما بينها، وهذا دليل قاطع على بطلانها. وتبقى حقيقة صلب المسيح وموته فوق كل الشبهات وأقوى من أدلة نفيها.
 
 
Page generated in 0.02993 seconds with 10 queries