اعيش مع الضوء ..
أعيشُ مع الضوء عُمْري عبيرٌ
يمرّ, وثانيتي سنواتُ
وأعشق ترتيلةً في بلادي
تَناقَلها كالصباح الرعاةُ;
رَموْها على الشمس قطعةَ فجرٍ نقيٍّ
وصلّوا عليها وماتوا -
إذا ضحك الموتُ في شفتيكَ
بكت, من حنينٍ إليكَ, الحياةُ .
بين عينيك وبيني
حينما أُغرقُ في عينيكِ عيني,
ألمح الفجر العميقا
وأرى الأمس العتيقا
وأرى ما لست أدري,
وأحسّ الكون يجري
بين عينيكِ وبيني .
العباءة
في بيتنا عَباءةٌ
فصّلها عمْرُ أبي
خَيّطها بالتّعبِ.
تقولُ لي - كنتَ على حصيرِه
كالغُصُنِ المنجرِد
وكنتَ في ضميرِه
غدَ الغدِ.
في بيتنا عباءةٌ
مرميّةٌ, مبعثره
تشدّني لسقفهِ
لطينهِ للحجَره
ألمح في ثقوبها
ذراعه المحْتضنهْ
وقلبه ولهفةً في قلبه مُستوطنه
تحرسني تلفّني تملأ دربي أدعيه
تتركني شَبَابةً وغابةً وأغنيه .
من (ثلاث مرثيّات لأبي)
على بيتنا, كان يشهق صمتٌ ويبكي سكونُ
لأنّ أبي مات, أجدبَ حقلٌ وماتت سنونو .
العهد الجديد
يجهلُ أن يتكلّم هذا الكلامْ
يجهل صوتَ البراري,
إنه كاهِنٌ حجريُّ النعاسْ
إنه مُثْقَلٌ باللغات البعيدهْ.
هوذا يتقدّم تحت الركامْ
في مناخ الحروف الجديدهْ
مانحًا شعره للرياح الكئيبهْ
خشِنًا ساحرًا كالنحاسْ.
إنه لغةٌ تتموّج بين الصواري
إنه فارس الكلمات الغريبهْ .
ليس نجمًا
ليس نجمًا ليس إيحاءَ نبيّ
ليس وجهًا خاشعًا للقمرِ -
هُوَذا يأتي كرمحٍ ( ... )
غازيًا أرض الحروفْ
نازفًا - يرفع للشمس نزيفهْ;
هُوَذا يلبس عُرْيَ الحجَرِ
ويصلّي للكهوفْ
هوذا يحتضنُ الأرض الخفيفَهْ .
صوت
مهيارُ وجهٌ خانهُ عاشقوهْ
مهيارُ أجراسٌ بلا رنينْ
مهيارُ مكتوبٌ على الوجوه
أغنيةً تزورنا خِلسةً
في طُرُقٍ بيضاء منفيّهْ,
مهيار ناقوسٌ من التائهينْ
في هذه الأرض الجليليّه .
لغة للمسافة
أمسِ تحت المحاجر سافرتُ تحت الغُبارْ
فسمعتُ صدانا
وسمعتُ انهيارَ الحدودْ
ورجعتُ, وقيل نسيتُ هنالكَ,
مِن دهشةٍ, خُطواتي
خطواتي? بلَى وَكأنّي أراها
حُرَّةً تَتنقَّل بين الشرايين بين الرّئاتِ
وتطوف الحنايا وتنقادُ
مذهولةً أو تحارْ
في ثنايا الخواصر في الجلْد
في هُوّةٍ لا تراها
وكأني أراها
بعد هذا تعودْ.
ستمرّ, ولن تلمحوا, خُطواتي
بيننا لغةٌ للمسافة يجهل ألفاظها سوانا .
سفر...
سأسافرُ في موجةٍ في جَناحْ
سأزور العصور التي هجرتْنا
والسماءَ الهُلاميّة السابعهْ,
وأزور الشفاه
والعيونَ المليئةَ بالثلج, والشفرةَ اللامعه
في جحيم الإِلهْ;
سأغيب, سأحزم صدري
وأربطُه بالرّياحْ
وبعيداً سأتركُ خطويَ في مفرقٍ,
في متاهْ ... .
..غنــــي قلــــــيلا يـــا عصـــافير فأنــي... كلمـــا فكــــرت في أمــــــر بكـــيت ..
|