غادة السمان قد ادركت - بذكاء وعمق- ان هناك خدعة اسمها التفرقة بين عالم الرجل وعالم المرأة. وكان هذه الخدعة كان مقصودا بها ان تتحدث المرأة عندما تكتب عن اشياء خاصة بها وحدها والا فلن تكون اديبة ولا كاتبة. وهذا وهم خاطئ، فالاشياء المشتركة بين الرجل والمرأة في الحياة، اكثر من الاشياء الخاصة بكل واحد منهما، ولذلك فقد تخطت غادة السمان تلك الخدعة او هذا الوهم وتركت "الحريم الادبي" يحكي ثرثراته واشياءه الخاصة، ودخلت بقلمها وموهبتها في غمار القضايا الانسانية الحية. وشاركت بفنها ومقالاتها وتحقيقاتها المثيرة في قضايا العصر والمجتمع، ولذلك كتب لغادة السمان النجاح والنجاة.
رجاء النقاش
نصوص صفارة انذار داخل رأسي تؤكد ان غادة السمان كانت ومنذ بداياتها في الستينات تتأمل وتكتب بحس قومي انساني وتعمل عبر الحرف والكلمة على نقل معاناة الانسان العربي واحزانه وتطلعاته على امتداد هذا الوطن العربي الكبير.
|