عرض مشاركة واحدة
قديم 18/10/2006   #2
شب و شيخ الشباب وائل 76
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ وائل 76
وائل 76 is offline
 
نورنا ب:
Jul 2006
المطرح:
Gaza Palestine
مشاركات:
2,210

افتراضي تتمة المقال


وبررو
لكن، لا
تستغربوا أبداً، فهذا ما فعلته إسرائيل تماماً في لبنان رداً على حادث سخيف جداً بمعايير

العلاقات الدولية، ووجدت من يبرر لها فعلتها الوحشية على مستوى الأنظمة العربية
والمثقفين والإعلاميين، فقد ثارت ثائرة بعض الدول العربية ووسائل إعلامها الناطقة
بالعربية ومأجوريها على قيام حزب الله بأسر جنديين إسرائيليين وحملته بكل صفاقة
ووقاحة لا يتخيلهما عقل مسؤولية العدوان الإسرائيلي المهول والهمجي على لبنان.

لماذا تعتقدون أن الردين الهندي والكوري الشمالي على باكستان وكوريا الجنوبية لا يمكن
أن يقبلهما أو يتخيلهما عقل، بينما بررتم لإسرائيل استهدافها لبلد بأكمله واعتبرتم
"مغامرة" حزب الله مسؤولة عما حل بلبنان من خراب ودمار لم تشهد الحرب العالمية
الثانية مثيلاً له؟ لماذا اعتبرتم تصريح السيد حسن نصرالله الذي اعترف فيه بأنه لم يكن
ليأسر الجنديين لو كان يعرف أن الرد الإسرائيلي سيكون بهذه الهمجية والبربرية، لماذا
اعتبرتموه إدانة للمقاومة اللبنانية،لا بل تبريراً للعدوان الصهيوني الفاشي على لبنان، بينما
تستغربون أشد الاستغراب الردين الهندي والكوري الشمالي، اللذين لم يصدقهما أو يبررهما
عقلكم، على باكستان وكوريا الجنوبية؟


والفاقع في الأمر أن الكثير من المعلقين والسياسيين العرب مازالوا بعد كل الذي ارتكبته آلة
التدمير الصهيونية في لبنان، ما زالوا يحمــّلون حزب الله المسؤولية. أليس من السخف
والوضاعة والسفالة أن يستخدم البعض خروج حزب الله على إجماع وإرادة الدولة اللبنانية
مبرراً للرد الإسرائيلي على لبنان؟ فهل يعقل أن نبرر البربرية الصهيونية حتى لو تهور
حزب الله وأسر جنديين إسرائيليين؟ لماذا تدفع تلك الدولة ثمن ذلك التهور إذا تم خارج
إرادتها؟ ألا يفترض ألا تزر وازرة وزر أخرى؟ والمضحك في الأمر أنه عندما يطالب
البعض الطبقة السياسية الحاكمة في لبنان بملاحقة إسرائيل قضائياً على جرائمها الحربية
الرهيبة الأخيرة، يردون عليك بالقول: أليس مطلوباً أيضاً محاكمة الطرف الذي أشعل الفتيل
في المقام الأول، وأن البادئ أظلم، وكأنهم يبررون ذلك الرد الإسرائيلي الذي ترفضه كل
شرائع الدنيا على بلدهم؟


أليس حرياً بأصحاب هذا المنطق الأعوج أن يتواروا خجلاً وأن يخرسوا تماماً عن ترديد
هذه الترهات التي يرفضها كل من لديه ذرة عقل وأخلاق وإنسانية؟ هل تقبل مصر
والسعودية والأردن وحكومة السنيورة والحريري وجنبلاط أو أي دولة عربية أخرى أن
يحدث لها ما حدث للبنان من دمار وهمجية وبربرية لمجرد أن بعض جنودها قتلوا أو أسروا
بضعة جنود من قوات دولة مجاورة؟ ألا يخجل بعض الإعلام العربي من المبالغة في التركيز
على «خطيئة» حزب الله بشكل مهول، وتحميله مسؤولية الدمار الذي أوقعته إسرائيل
بلبنان، بينما كان يصور رد الفعل الإسرائيلي البربري بكل المقاييس كما لو كان حقاً
مشروعاً. هل لاحظتم أيضاً تحميل النظام العراقي السابق كل ما حل بالعراق من خراب
ودمار، وليس هناك كلمة واحدة عمن توعد بإعادة العراق إلى العصر الحجري وأوفى
بوعيده، وكأنهم أيضاً يبررون كل ما فعله الأمريكان في بلاد الرافدين بحجة أن نظام صدام
كان شريراً؟!!


كم أتعجب ممن يسمون بالليبراليين العرب الجدد (الحضاريين) و«متعهديهم» وهم يكوّمون
اللوم على المقاومة اللبنانية لأنها استثارت الرد الإسرائيلي، ولا ينبسون ببنت شفة كيف أن
ذلك الرد لا يتناسب، بأي معيار إنساني أو سياسي أو عسكري، مع الجرم اللبناني! ألا
تحضنا الليبرالية أن نكون حضاريين ومتوازنين ومتفهمين لبعضنا البعض، وألا نتصرف
بطريقة شذاذ الآفاق واللصوص والقراصنة وقطاع الطرق والمغول والتتار؟ من سخرية
القدر لم أسمع ليبرالياً عربياً واحداً استغرب الهمجية الإسرائيلية الأخيرة بحق لبنان، فقد
كانت كل مقالاتهم تجرّم حزب الله على استثارته للغضب الإسرائيلي!


هل أدمّر بيت جاري فوق رؤوس قاطنيه، أو أضرم النار في حديقته لمجرد أن ابنه الصغير
اعتدى على ابني وأدمى أنفه، أو كسر لي حوض الورد في حديقتي؟ لقد سن الانجليز الذين
نتشبه بهم في الصغيرة والكبيرة قانوناً يجرّم صاحب المنزل فيما لو استخدم القوة المفرطة
مع لص سطا على بيته. فكيف إذن نبرر لإسرائيل اللجوء إلى كل الأسلحة المحرمة دولياً
وأخلاقياً كي ترد على اعتداء بسيط جداً على قواتها؟ إن العالم المتحضر يتندر بقانون
حمورابي القائم على مبدأ: العين بالعين والسن بالسن، على رغم عدالته، لأنه ينطوي على
بعض القسوة، فهل يُعقل أن يبارك «القانون الإسرائيلي» القائم على مبدأ: جنديان مقابل
بلد، أو سن بوطن؟


لو كانت العلاقات الدولية تــُدار بالعقلية الإسرائيلية المغولية لقلنا: باي باي لهذا العالم منذ
أمد بعيد. ولو أن كل دولة ستتعامل مع الدول الأخرى بهذا المنطق الوحشي كلما تعرض أحد
جنودها للأسر أو القتل على أيدي دولة جارة لكان العالم قد تحول منذ زمن بعيد إلى أنقاض
وركام ومقابر جماعية ولأصبح أثراً بعد عين؟ فهل هذا ما يريده الذين جرّموا حزب الله
ا المغولية الإسرائيلية؟

إن تراب العالم لا يغمض عيني جمجمة تبحث عن وطن!

19 / 6 / 2007
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.05948 seconds with 11 queries