ابنة البيت العربي
* ثمة عادات تمردت عليها، وهذا التمرد كان الصورة الأجمل لغادة، إذا نظرت اليوم الى هذا التمرد كيف تشعرين، هل تندمين أو تشعرين انك كنت أقل تمردا.. والى أين أوصلك هذا الشعور بالتمرد؟
- أشعر انني تمردت أقل مما كان ينبغي لو تبعت مبادئ العقلانية حتى النهاية. مشكلتي الاساسية تكمن في انني تمردت دائما على ما أحبه لا على ما أكرهه ومن هنا صعوبة الأمر، تمردت على مجتمعي العربي ولكنني لم أقطع نفسي يوما عن اسرتي الكبيرة ولم أغادر عباءة قبيلتي ولم اجز جذوري في بيت جدي خلف الجامع الاموي في دمشق. لقد تمردت على ديكتاتورية الحب التي تطالبنا أحيانا بأن نفقد روحنا ونكون مجرد تكرار باهت لمن سبقنا، لكنني بقيت ابنة البيت العربي بكل سموه وسقطاته.
* الى جانب التمرد هناك جرأة في كتاباتك، هل تعتبرين هذه الجرأة هي المكملة للتمرد وتاليا، كانت النافذة التي أضاءت لك ما هو معتم؟
- قد أبدو من الخارج جريئة في كتاباتي أما من الداخل فكل ما أفعله هو انني أخط بلا موارية وليكن ما يكون.
لست مصابة بلوثة التنظير
* كتبت الرواية والشعر والمقالة وغيرها، لماذا هذا التنوع في الكتابة؟
- حينما أكتب، أحب أن أذهب في كل الاتجاهات وافتح الأبواب الوهمية بين الانواع الفنية الكتابية.
* لك تجربة شعرية، ماذا عن هذا التنوع كشكل ومضمون اختارتهما غادة؟
- لست مصابة بلوثة التنظير، أي انني انطلق من الكتابة الحرة التلقائية كضحكة طفل، لا من نظرية اكرس حرفي ليكون تطبيقا لها.
الكتابة حريتي الوحيدة المطلقة، وأمارسها كما يحلو لي حين يحلو لي، ولا أطلب مرتبة ولا موقفا ولا تصنيفا ولا حضورا في قائمة أو لائحة او في مسابقة أو اعجاب أو جائرة او تكريم كما يقول هنري ميشو.
* في كتابك "حب" تقولين: "... فقد كانت مأساتنا يا حبيبي اننا عشنا حبنا ولم نمثله. وداعا يا غريب.. ووداعا يا انا.." أما زال هذا الحب على حالة في حياة غادة؟
- مازال هذا الحب على حالة داخل الكتاب، ولا تزال البطلة الي قالت هذا الكلام تعينه.. أما حياة غادة الكاتبة فحكاية أخرى.
الحب يشبه العداوة
* قلت مؤخرا انك تهربين من الحب الى الصداقة، هل تجربتك في الحياة رسخت هذه القناعة لديك؟
- حكايا حبي ملطخة بالحبر ومثقلة بالندم الابجدي ولا أعرف أين تبدأ محبرتي وتنتهي عينا الحبيب. ثم ان الحب يشبه العداوة أكثر مما يشبه المودة، ثمة كر وفر ومشاعر مالحة كاوية، ورغبات مبطنة في احتلال الآخر
- الصداقة شمس الأصيل الهادئة التي تضيء دون ان تحرق. ورغم ما تقدم كله، من منا يختار حقا قدره مع الحب؟ وهل يطلب الحب تأشيرة دخول الى القلب؟
لقاح ضد الكهولة
* والآن الى أسئلة تقليدية لكن اجوبتك تخرجها من تقليديتها: ماذا يعني لك الرجل؟
- الرجل؟ ليس شرا كله، وأجمل ما فيه انه لا بد منه!
* الحب؟
- قشرة موز ليس بيننا من لم ينزلق فوقها.
* الندم؟
- طبقة من السكر تكسو بها ذنوبنا بعد اقترافها!
* الجمال؟
- في عين الناظر.
* الفرح؟
- امبراطور لا يحب العشاق والفقراء والشعراء.
* الموت؟
- العشيق الاخير الذي يتقن احتواءنا.
* الامومة؟
- لقاح ضد الخوف من الكهولة.
* الأولاد؟
- رشوة الطبيعة لنا كي نذهب راضين الى موتنا. واهمين انهم قد يتابعوا مسيرتنا.
* ما الجديد الذي ستقرأه قريبا لغادة؟
- كتاب جديد أعمل عليه ولن أقول لك شيئا عنه كي لا نخيب أمل القارئ (وأملي!) إذا فشلت في انجازه.
خلف كل كتاب أصدره، ثلاثة كتب فشلت في انجازها.. ولذا أخاف من الحديث عن مواصفات طفلي قبل انجازه!
|