لنناقش منطقيا ... مع أن الموضوع مليء بالتخاريف والأكاذيب ..التي لا أصل لها ...
أولا .....على سبيل المثال لا الحصر .. عبد الله بن أبي السرح ذكر اسمه مرارا مع القواد المسلمين الفتحين في مصر وكان من كبار الصحابة وعاش بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم زمنا إذن الادعاء بأنه عليه الصلاة والسلام قد أهدر دمه كذب أو لم يتم ..
وكذلك الأمر بالنسبة لصفوان بن أمية ..ووحشي قاتل حمزة ومخرج كبده رضي الله عنه فإن الرسول لم يؤذيه أبدا ولم ينتقم منه بل أعطاه كامل حقه كمسلم ولم يهدر دمه كما ادعي !!!
أما كعب .. فقد عفا عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما وقف بين يديه ولم يؤذه أبدا وسمع قصيدة العتذار وتبسم له وأهداه عباءته (البردة ) فكانت شرفا لكعب وقومه إلى قيام الساعة ..
ومما قال في قصيدته ..
نبئت أن رسول الله أوعدني......... والعفو عند رسول الله مأمول ..
فعفا عنه ..وأكرمه ..
وأما يوم فتح مكة وقد كانت القوة بأيدي المسلمين فإنهم أمروا ألا يؤذوا من آذاهم من المشركين الذين عذبوا المسلمن الضعفاء ونكلوا بهم حتى أنهم سلخوا جلودهم وأحرقوهم وقتلوا الكثير منهم ..ووضعوا على رسول الله القاذورات وآذوه حتى أمر الله تعالى ملك الجبال أن يأتي رسوله صلى الله عليه وسلم ويقول ..(أأمرني يامحمد ..إن شئت أطبقت عليهم الأخشبين أي جبلي مكة ..) فما كان من رسول الرحمة إلا أن قال .. ( رب اهد قومي فإنهم لا يعلمون ..) كما قال عيسى عليه السلام ..( إن تعذبهم فإنهم عبادك ,وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم ) ...ويوم الفتح قال الرسول صلى الله عليه وسلم لمن آذى المسلمين من كبار المشركين وزعمائهم ماذا تظنون أني فاعل بكم فقالوا واثقين من رحمته رغم كل مافعلوه به ومن تبعه أخ كريم وابن أخ كريم فقال (اذهبوا فأنتم الطلقاء )
أما عن يهود بني قريظة فقد فعلوا بالمسلمين الأفاعيل ونقضوا عشرات المواثيق وليس هذ بمستغرب عليهم ونراه اليوم في مواثيقهم في فلسطين وقد وصفهم الله عز وجل فقال ..( كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله ) وفي حادثة إجلائهم كانوا قد خانوا العهد بينهم وبين المسلمين وساعدوا عليهم الأأحزاب وخانوهم من وسط المدين وهتكوا ستلر امرأة من المسلمين في سوقهم حقدا وغلا فكان هذا الأمر أمر الله فيهم وماكان عليه الصلاة والسلام ينطق عن الهوى فقد قال الله عز وجل في القرآن الكريم ( ولو تقول علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين ثم لقطعنا عنه الوتين ) وقد أسلم كبار الرهبان في الجزيرة الشام ومصر عند سماعهم هذه الآية !!!
أما قتل الصبيان والنساء فهذا كذب وافتراء فالرسول عليه الصلاة والسلام منع قتل النمل في الجحور , فهل يأمر بقتل النساء والأأطفال ؟؟!! بل إنه كان يأمر جنده قبل كل معركة بقوله .. لاتقتلوا أعزلا ولا صبيا ولا امرأة ولا شيخا وعليكم بمن حاربكم ..ولا تهلكوا حرثا ولا زرعا ولا بعيرا ولا شاتا وارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء ..!! أما قوله إن كنت الخضر تعلم ففيه نهي عن قتلهم وليس أمرا بذلك ولكن العتب على الفهم السقيم ..فمن أين تأتون بهذه الادعاءات التي لم ترد في كتب الأحاديث الصحيحة وكانت من خيال الحاقدين وتفسيرعم الأعمى الغبي ..
أما قصة اليهودي
كان ابو عفك رجل يهودي مسن يبلغ من العمر مائة وعشرين عاما وكان يهجوه النبي ، فارسل نبي الإسلام سالما بن عمير لقتل ابو عفك، وبينما هو نائم بفناء منزله وعلم سالم به فاقبل إليه ونفذ سيفه في كبده فقتله . راجع الصارم والمسلول في شاتم الرسول ص105
فهي قصة ملفقة من قبل اليهود ..وما ورد في الصحيح قصتين لا ثنين من اليهود ..أما الأولى فهي قصة جاره صلى الله عليه وسلم وكان يهوديا فعامله الرسول عليه الصلاة والسلام أحسن معاملة وقد كان اليهودي يؤذيه ويرمي في فنائه القاذورات ويضع في طريقه الأشواك ولكن عندما مرض هذا العجوز زاره الرسول في مرضه ودعا له بالشفاء والهداية فأسلم قبل وفاته ..لما رأى من حسن أخلاق الرسول ومعاملته ..
وأما الثانية فقصة اليهودي المسن الذي رآه عمر رضي الله عنه في المدينة وهو أعمى فقال أعليه جزية فقالوا نعم ..فقال أسقطوها عنه وعن أمثاله فأسقط الجزية عن الشيوخ والأطفال والنساء ..وهو الأقوى في دولته وحكمه ..
والرد على هذه التخاريف طويل ولكن إنها قطرة من فيض ...
وأختم بقوله تعالى ..( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) ..( ولقد أرسلنا إليكم رسولا من أنفسكم عزيز عليه ماعنتم بالمؤمنين رؤوف رحيم ) شاء ذلك من شاء وأبى من أبى ..
ولكن السؤال الذي يحيرني ؟؟هل ينكر النصارى اليوم محمد عليه الصلاة والسلام ونبوته ورسالته وربه ؟؟ فقد كنا نقرأ عن النصارى في العهد الغابر إقرارهم بمحمد رسولا ولكن يقولون إنه أرسل إلى العرب بسذاجتهم ولم ينكروا أبدا رسالته لأن لديهم خبرا عنها وعنه صلى الله عليه وسلم ..
والسؤال الآخر .. هل تؤمنون بموسى وأنه رسول من عند الله إلى اليهود ؟؟ إذن فلماذا لم تكونوا يهودا ؟؟فموسى عليه السلام أرسل قبل عيسى عليه السلام بزمن طويل فلماذا لم تقولوا أن عيسى عليه السلام كذب وادعى برسالته كما تقولون عن محمد صلى الله عليه وسلم ..
وقد نزههم الله عز وجل جميع عن الكذب والادعاء ولكن العبرة في الأفهام !!!

قالوا بعينك عبرة ........... قلت الأسى دمع ودم ..
قالوا بقلبك حرقة ........... قلت المواجع تضطرم ..