الموضوع: حول خطاب الأسد
عرض مشاركة واحدة
قديم 07/05/2005   #6
شب و شيخ الشباب Tarek007
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ Tarek007
Tarek007 is offline
 
نورنا ب:
Mar 2005
المطرح:
Damascus
مشاركات:
3,584

افتراضي


اقتباس:
لك أحلى مليون تحيي رفاقيي لأحلى رفيق طارق
:

حبيبي بلاها هي رفيق بحس حالي بدي راجع بس أسمعها :P :P :P

و رغم أنه قديمة بس لضرورة بيجوز أمنية :wink

تعليقا على الحوار المفتوح مع الرئيس السوري الذي بثته قناة الجزيرة

في تعليقه على شعارات الاحتلال الأمريكي للعراق، قال الرئيس السوري: أمريكا تحقق كل الأهداف عدا الأهداف والشعارات التي أعلنتها! وعلى هذا المنوال أستطيع القول بأن بشار الأسد بدا في مقابلته رئيسا لأي شيء إلا أن يكون رئيسا لسورية!!
بدا الرئيس منظرا بارعا وهو يتحدث عن القضية الفلسطينية، وموقفه من المقاومة الشعبية المشروعة، ودعمه للقضية لا للأشخاص، ولم يفته كمنظر وفيلسوف أن يوضح لمقدم البرنامج نظرته للتنظير، وأنه يريده منطلقا من أرض الواقع لا حالما غارقا بالمثال والخيال!، ثم تعرض لما أسماه بالقضية العراقية، وهكذا استنفذ ساعة كاملة من اللقاء، ثم في نصف ساعة تطرق للقمة العربية، وبدا ينظر بالإصلاح وأدواته وإرادته ومنهجيته، وحين اقترب اللقاء من نهايته، ومن أصل مقابلته التي اقتربت من الساعتين لم يتطرق للشأن السوري الداخلي إلا في دقائق لا تصل إلى العشرة! في حين أنه أعطى الملف اللبناني وقتا أكثر، مما يجعلني أؤكد أن بشار يستحق بجدارة أن يكون رئيسا لأي شيء إلا الشعب السوري!

وهكذا تألق "سيادته" في الموقف الدعائي الخلاب الذي تطرق فيه لملفات العالم وهو موقف يستطيع بكل حماس أن يعرض من خلاله بالجميع بإسرائيل وبأمريكا وبدول الاتحاد الأوربي وبالدول العربية التي حاصرت نظام أبيه في انحيازه إلى جانب إيران في الحرب العراقية الإيرانية، وبدول الحل المنفرد مصر والأردن وفلسطين –حتى ولو لم يسمها-! وفي هذا العرض للسياسات الخارجية التي لا تكلف رئيسا منه أكثر من خطب عصماء، وكلام منمق ما يكفي للتغطية على فشل داخلي تتخبط البلاد من خلاله بواقع سياسي واقتصادي وإنساني يزري بنظامه وبكل عتاة البعث الذين يسندونه ويفدونه بالروح وبالدم وينصبونه باستحقاق وراثي قائدا للحزب والشعب وربما العرب!

بينما حاول أن يلتف على ملف الداخل الذي يعنيه دون غيره، والذي لا يمكنه أن يحمل أزمته لأمريكا ولا لإسرائيل ولا لغيرهما من الدول والأحزاب، فهو رئيس سورية دون سواه، وملفات الاقتصاد التي زعم أن لها الأولوية في سياسته، لا تقل أزمة عن أزمته السياسية مع القوى والمؤسسات المدنية السورية في الداخل والخارج التي حاول مجددا –كدأبه- التحقير منها والغض من حقيقة وجودها!

وبابتسامة مفتعلة حاول أن يؤكد بأنه لا يفهم معنى (ربيع دمشق) الذي أراده الشعب السوري أملا بالخلاص والانعتاق والحرية، بينما رأته غير ذلك تلك المصادر الأمنية التي تدبج الخطابات الرئاسية والصحفية !
زعم أننا في نيسان لولا أن القناة خذلته وبثت الخطاب في آيار، وبقي ربيع دمشق في ضمير الرئيس المرهف الحساس كذبة نيسانية تستحق ابتسامته الآسرة!
وهروبا من فكرة الإصلاح السياسي، طرح فكرة الإصلاح الشامل، وهي كلمة حق يراد بها باطل، فنعم للإصلاح الشامل، غير أن بادرة الإصلاح التي يمكن لأي نظام سياسي أن يعبر بها عن جديته وصدقه تبدأ من الإصلاح السياسي، لكن الرئيس الأسد يرى أن الأولوية للاقتصاد لا للسياسة! مع ذلك دعونا نقول بأن الإصلاح وحدة متكاملة، والبدء في أي قضية من قضاياه يحتاج بالضرورة أن تسد ثغرات القضايا الأخرى، ومع هذا فدعوني أفتح الورقة الاقتصادية التي يلوح "سيادته" بأنه مهتم بها منذ ورث الحكم عن والده وحتى اليوم:
صنف البنك الدولي سورية بأنها بلد شديد المديونية، ضعيف الدخل، حيث شكلت ديونه الخارجية 137.9% من الناتج القومي الإجمالي، وتشير إحصائيات صندوق النقد الدولي والمكتب المركزي للإحصاء في سورية أن هناك تراجعا ثابتا في كل المؤشرات الاقتصادية . حيث يحددان خط الفقر بكتلة نقدية تقارب نحو 1500 ليرة سورية للفرد الواحد شهريا (ما يعادل 30 دولارا)، وهو الحد الأدنى لتلبية متطلبات المعيشة من المواد الغذائية، ويصل الحد الأدنى للأجر في سورية بعد الزيادة التي أعلنت أخيرا إلى 3045 ليرة شهريا، وهذا ما يجعل أكثر من 22% من سكان سورية يعيشون عند حدود الفقر، وقد هبطت حصة الفرد من الناتج المحلي الإجمالي إلى 16% عما كانت عليه في الفترة (1980-1997م)، كما زاد دين سورية الخارجي من 1.84 مليار دولار عام 1985م إلى 20.86مليارا، في حين بلغت نسبة البطالة 30% كما تفوقت كلفة الحد الأدنى للحياة عمليا على الحد الأدنى الحالي للأجور بنحو 300%!
وتواجه البلد صعوبة كبيرة في تحرير اقتصادها الراكد رغم الاستحقاقات المؤجلة، وتعهد الحكومة بالإصلاحات الضرورية.!!!
هذا ما قدمه "سيادة الرئيس" من إصلاحات اقتصادية طوال سنوات حكمه الأربعة! فهلا عدنا لنناقش الملف السياسي؟
هل الحل أن يعلن الرئيس جهله ورفضه لمصطلحات (ربيع دمشق، ومؤسسات المجتمع المدني، والمثقفون)؟!
قال "سيادته" أن الانتهازيين يركبون موجة التغيير، وانتقد لغتهم الضعيفة التي تصف أداء نظامه و"إصلاحاته" بالتخشب، ورأى أنهم يهدفون لنسف النظام الحالي..
حسنا: بودي أن أعرف من الذي ركب موجة أحداث نيويورك ليعبر لأمريكا –لا لغيرها- أنه لديه تجربة في معالجة الإرهاب، وأنه على استعداد لتمرير خبراته لها، بل وساهم عمليا بتوصيل بعض ملفات المعارضة إليها؟ هل فعل هذا فريد الغادري (حزب الإصلاح السوري) أم نظام بشار وأجهزته الأمنية؟!
وأي نظام ذلك الذي يخشى عليه سيادته من النسف؟ أهو ذلك الدستور الذي نسف في دقائق حتى يسمح له بوراثة سلطة أبيه؟ أهذا هو الاختيار العفوي الذي يتحدث عنه ويؤكده بكل استخفاف لجمهور مشاهديه؟!!
وأي توسيع بالمشاركة يهدف إليه ما دام يستكثر على منتدى مدني أن يعبر عن رأيه بحرية، بل أعرب في لقاء سابق أن معارضيه لا يستحقون لقب مثقف بله أن يكون لهم مشاركة ما!
في هذه الورقة الداخلية التي دخلها سيادته بسرعة البرق حتى لا يفتضح شأن نظامه نسف حقيقة كل دعاوى الإصلاح التي بدا للمراقبين أن لسورية كغيرها مساهمة فيها، حيث بدا التغيير من وجهة نظر سيادته يتعلق بالآخر فقط! فهو غير مستعد أن يفعل شيئا:
- نظامه كان مصيبا في الحرب الإيرانية والآخرين كانوا مخطئين، ولهذا فعليهم هم لا هو أن يرجعوا عن خطئهم.
- دول عربية احتضنت القوى "الإرهابية" –كما سماها- ثم عليها هي أن تكتشف خطأها.
- لابد من اعتراف بأخطاء الماضي لكن من القوى السورية الأخرى أما النظام فغير معني بهذه المراجعات ولا بذلك الاعتراف!
ومع هذا فقد ختم كلامه "المقتضب" عن الشأن الداخلي بزعمه أنه أخرج من السجون حتى الذين شاركوا بالعمل المسلح، بينما يقبع في سجون سوريا مئات من المدنيين الذين لم يشتركوا بالمقاومة المسلحة منهم مضى عليهم أكثر من ربع قرن، وبعضهم دخل السجن طفلا، فضلا عن عشرات الآلاف من المكتومين الذين لا يدرى حالهم ، هذا وحبل الأجهزة الأمنية والمعتقلات لم يزل ممدودا ليقيد آلافا جديدة،كثير منهم قيدت حرياتهم في عهده "الإصلاحي" وليس معتقلي الرأي العشرة، وبعضهم نواب في مجلس الشعب إلا دليلا ماديا صارخا يؤكد على أن الساسة لا يختلفون عن الشعراء يتبعهم الغاوون، وأنهم في كل واد يهيمون، وأنهم يقولون ما لا يفعلون...

عـــــــــــــــــــــــــــــبـــــــــــــــايــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة






زورو موقع الدومري :
http://aldomari.blogspot.com
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03268 seconds with 10 queries