ان يعتمد حزب الله على الدعم المعنوي والسياسي والمادي الإيراني خاصة بعد ان تخلي النظام السعودي عن مفهوم مقاومة الاحتلال هو اعتماد مشروع. على الأقل تلقي حزب الله المساعدات والاستعانة من دولة إسلامية وليس من دولة تضرب مصالح المسلمين كالولايات المتحدة والتي لا زال النظام السعودي يدور في فلكها له مشروعية إسلامية. أسلحة حزب الله الإيرانية موجهة لعدو روع مواطنين عربا واستنزف موارد عربية كبيرة اما استعانة النظام السعودي بالامبراطورية الامريكية كانت دوما موجهة للطعن في العرب ومواردهم، من العراق مرورا بحربه على إيران والتمويل السعودي لهذه الحرب خلال عقد كامل.
• خامسا: رغم كل أصواتالتقريع واللوم الموجهة إلى حزب الله من السعودية اثبت هذا الحزب ان شعبيته تجاوزتالطائفة الشيعية ليس فقط في لبنان بل تعدتها إلى سنة السعودية ذاتها خاصة تلكالأقلية التي تجاوزت النعرات الطائفية التي غذاها النظام السعودي في المناهج وعلىمنابر وعاظ السلاطين.
ونذكر على سبيل المثال تقييم الحركة الإسلامية للإصلاح الموجودة في لندن لانجازات حزب الله رغم ان الناطق باسمها الدكتور سعدالفقيه كان دوماً يذكر مستمعيه بأنه ينطلق من الموضوعية رغم ان هناك اختلافات عقديةمع حزب الله. احدي حلقات إذاعة الفقيه غازلت حزب الله على استحياء واستعرضت انجازهخلال عقدين وذكرت المستمعين السعوديين بوجوب تجاوز فكر المؤامرة الذي يتفشي عندالشعوب المهزومة المغيبة عن صنع القرار تماما كالشعب السعودي.
يخاف النظامالسعودي من شعبية حزب الله لذلك هو يفضل تدمير لبنان تدميرا كليا على ان ينتصر نصرالله وخياره الذي لم يعد خيارا شيعيا او لبنانيا بل أصبح خيارا عربيا بعد تبلورمحور ثالوث الشر المرتبط بالمشروع الامريكي. اثنان من زوايا هذا الثالوث خرجا عناجماع شعبهما والثالث في طريقه إلى تنصيب نفسه زعيم خوارج العصر ـ مصطلح عودناالنظام السعودي ان يطلقه على خلايا القاعدة المجاهدة على ارضه ـ في لبنان خرجالنظام السعودي عن إجماع شعبه.
نمط حزب الله المحارب سعوديا يشكل خطرا اكبرمن خطر نموذج القاعدة لأسباب عدة. حزب الله ليس حزبا فقط بل هو مجتمع وبنية تحتىةوخدمات ومؤسسات وليس خلايا مطاردة شتتت جهدها على ثغور نيويورك وبالي بعد ان فشلتفشلا ذريعا في تغيير نظام حكم عربي واحد. كذلك استطاع حزب الله ان يتجاوز الكثير منالعقد التي لا تزال الحركات الإسلامية وخاصة السلفية تعاني منها. فمثلا تجاوز حزبالله عقدة المسلم وعلاقته مع غير المسلم والتعامل معه كذلك تجاوز عقدة المرأةودورها ونظر اعلامه لمفهوم الوطنية والمذهبية بطريقة انبهر فيها ليس اتباع حزب اللهفقط بل اعداءه والحق هو دوما ما شهدت به العدا. الدراسات الغربية التي أشادتبانجازات حزب الله كثيرة ولا مجال لتعدادها هنا. لكن هناك شبه إجماع على انه نجح فيالكثير من الأمور الجوهرية رغم ان له بعض الزلات الاستراتيجية.
نمط الحزبالإسلامي الذي يمثل حزب الله سيظل تجربة هي وليدة الاجتياح الإسرائيلي الأولللبنان. استطاع حزب الله ان يحول جيشا شيعيا لبنانيا من كونه جيش المستضعفينوالمحرومين إلى جيش مقاومة شعبية تستمد الهامها من شهادة الحسين وليس منايديولوجيات مستوردة.
احدث حزب الله انقلابا اجتماعيا في شرائح اجتماعيةلبنانية وهذا ما يخافه النظام السعودي والذي طبل لدولة طالبان ودعمها واعترف بهادبلوماسيا ليس لسبب سوي كونها تمثل النمط الأكثر تخلفا لمفهوم الدولة الإسلامية. فبعد ان دعم النظام السعودي هذا النمط لا يتوقف سفيره في واشنطن عن ترديد اتهاماتضد كل الحركات الإسلامية من منطلق كونها تريد طلبنة السعودية. لا يقبل النظامالسعودي بأي نمط إسلامي الا اذا كان أكثر تخلفا منه هو حتى يري الجميع مدي تقدميته. كذلك يعادي النظام السعودي الحركات الإسلامية المحلية ذات الأهداف المحددة المرتبطةبمجتمع محلي فهو شجع في الماضي التيارات الأممية التي تشتت جهدها وفكرها خارج حدودالوطن حتى يسلم النظام من سهامها.
عداء النظام السعودي لحزب الله ينطلق منكون هذا الأخير قد عري النظام السعودي وكشف زيفه خاصة على الساحة اللبنانية وكانعقبة صعبة التجاوز في المشروع السعودي الكبير لسعودة لبنان. بسبب العوامل السابقةالذكر تكالبت السعودية والولايات المتحدة وإسرائيل على تصفية حزب الله التجربةالجديدة على الساحة العربية.
كاتبة ومحاضرة سعودية في الأنثروبولوجياالاجتماعية بكلية كينغز، جامعة لندن
كريم عربجي كم أنت عظيم
www.karimarbaji.com
مليون تحيه لأهل بيت المقدس واكناف بيت المقدس
الف تحيه لكتائب القسام وسرايا القدس
الف تحيه للمقاومه الفلسطنيه الباسله
الف تحيه للمقاومه العراقيه الشريفه
الف تحيه لحزب الله وابناء المقاومه الأسلاميه
|