الموضوع: أسبوع وكاتب ...
عرض مشاركة واحدة
قديم 12/10/2006   #131
شب و شيخ الشباب chefadi
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ chefadi
chefadi is offline
 
نورنا ب:
May 2006
المطرح:
بيتي متل ورقة احترق
مشاركات:
544

افتراضي


دراسات من النص المسرحي

للوهلة الأولى تبدو إشارة المؤلف بأن أحداث هذه المسرحية تدور في خريف عام 1963، واعتبار ( هذا التحديد لا يخلو من قيمة ومغزى) يمكن أن تمثل دعوة صريحة لتناول هذا النص خارج مباشرته الظاهرية في معالجة قضايا حياتية يومية ومحاولة استقراء دلالاته العديدة، والتي ربما يأتي في مقدمتها أن تشكل المسرحية نعيا لأحلام الأمة العربية وتعبيرا عن إخفاقها في تحقيق وحدتها والتحرر من سيطرة قوى التخلف فيها، وهي محاولة بلا شك ستكون موفقة حيث تبدو الإشارات والإيحاءات واضحة ومبثوثة في ثنايا النص، إلا أن ما يحفزنا على محاولة استقراء أخرى تنطلق من وضعية المرأة العربية على وجه التحديد، وهي محاولة لا تلغي أو تصادر محاولات أخرى، وإنما هي تدلل على ثراء هذا العمل وتميزه في آن.

وإذا كانت المرأتان تعانيان القهر والعجز رغم ما بينهما من تباين في العمر وسنوات الزواج، فإن الاختلاف الأبرز الذي قصد الكاتب إظهاره في هذه المقابلة بين المرأتين يكمن في الدين، حيث ليس ثمة اختلاف جوهري في المعاناة بين ماري العجوز المسيحية حبيسة زوجها منذ ثلاثين عاما،وبين غادة الشابة المسلمة رهينة زوجها منذ أربعة سنوات فقط، فالرجل في الحالتين هو المضطهد دونما تأثير يذكر لاختلاف عامل الدين في التخفيف من هذا الاضطهاد، والكاتب إنما يريد التأكيد على أن المحيط الاجتماعي والتقاليد السائدة هي المسيرة لمصائر النساء في مجتمعنا العربي سواء كن مسيحيات أم مسلمات، ويبدو إن الحاجة لازمة للاستشهاد بتمييز ضروري بأن المقصود هنا بالدين إسلاما كان أم مسيحيا، هو الممارسة اليومية للدين، والذي يختلف بالضرورة عن الإسلام مثلا كرسالة إلهية يجسدها القرآن الكريم والسنة)

ويمكن الإيغال هنا في التأويل وذلك بمحاولة الوصول إلى الفكرة الأعمق من وراء هذا التقابل ما بين شخصية ماري العجوز وشخصية غادة الشابة من حيث هو تقابل ما بين الديانة المسيحية الأقدم زمنيا والديانة الإسلامية اللاحقة عليها، ومع هذا فإن معاناة المرأة في الحالين قائمة، ومن ثم فما يريد الكاتب استخلاصه بصورة قد لا تكون مباشرة هو أن المحيط الاجتماعي وليس الدين هو العامل الحاسم في تسلط الرجل على المرأة، وإلى درجة استطاع هذا الأخير أن يجير كل ما في الدين من قيم وتعاليم تدعو إلى المساواة والمحبة والرعاية، ومن خلال التقاليد والممارسة اليومية، لمصالحه وأهوائه وترسيخ سيطرته وقهره للمرأة عبر اختلاف العصور.


إذا تعبت أضع رأسي على كتف قاسيون و أستريح و لكن إذا تعب قاسيون على كتف من يضع رأسه .......... المـــــــــــــــــــــا غوط
 
 
Page generated in 0.03156 seconds with 10 queries