الموضوع: أسبوع وكاتب ...
عرض مشاركة واحدة
قديم 11/10/2006   #126
شب و شيخ الشباب chefadi
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ chefadi
chefadi is offline
 
نورنا ب:
May 2006
المطرح:
بيتي متل ورقة احترق
مشاركات:
544

افتراضي


الملك هو الملك
كتبت عام 1978


فكرة المسرحية :
استمد ونوس فكرة مسرحيته "الملك هو الملك" من حكاية (النائم واليقظان) في الليلة الثالثة والستين بعد المائة من ألف ليلة وليلة، حيث تدور أحداث الحكاية في العهد العباسي. وملخص هذه الحكاية هي أن هارون الرشيد الذي حولته - ألف ليلة وليلة إلى شخصية أسطورية – كان في إحدى جولاته التنكرية بصحبة سيافه مسرور، فمرا ببيت التاجر المفلس أبا الحسن الخليع الذي استضافهما وشكا لهما من الحياة التي يحياها. وتمنى أن يكون صاحب أمر ونهي لينتقم من أربعة شيوخ يعرفهم، فخدره الرشيد وأمر بنقله إلى قصر الخلافة. وقرر أن ينصبه خليفة لأجل التسلية والمداعبة. وهكذا تبدأ اللعبة والتسلية ليعيش أبو الحسن حالة من رغد العيش كان يتمناها، وقرارات الأمر والنهي التي كان يحلم بها، ما أن يتلذذ بهذا حتى يعيده الرشيد إلى حقيقته، فيظن أبو الحسن انه كان في حلم جميل ليس غير، وكرر الرشيد هذه اللعبة أكثر من مرة للتسلية والتندر. وبذلك كان أبو الحسن في حكاية ألف ليلة وليلة نموذجا للرجل الساذج (المغفل) الذي يحيى على حافة الحلم واليقظة، حيث أنه بقي وسيلة للتسلية بيد الرشيد يتحكم به كيفما شاء، وبذلك بقي الرشيد متحكما بمقاليد السلطة والحكم وبقي متحكما باللعبة ينهيها متى شاء
رواية المسرحية :
تتلخص المسرحية في أن ملكا وعندما يشعر بالضجر يقرر أن يعابث رعيته حتى يذهب عن نفسه السأم، وهو ملك واثق من ثبات عرشه وكفاءة رجال أمنه وخنوع شعبه، ولهذا فهو يزدري الكل. ويقع اختياره على ضحيته أبو عزة (والذي يتحول هو(الملك) فيما بعد إلى ضحية الضحية التي وقع اختياره عليها) وهو تاجر سابق جار عليه الدهر وركبته الديون بسبب تآمر شهبندر التجار والقاضي والنظام عليه، وبذلك تصيبه لوثة في عقله فهو يحلم بأن يصبح سلطان البلاد لينتقم من المتآمرين عليه. وتبدأ لعبة الملك عندما يقرر أن ينقل أبو عزة إلى قصره ويجعله ملكا، ليتسلى بتصرفات (الملك أبو عزة) الخرقاء كما تخيلها الملك الحقيقي. غير أن الملك الحقيقي لا يلبث أن يصاب بصدمة كبرى، فما أن يرتدي أبو عزة زي الملك حتى يقبض على كل أتباعه وعلى كل ما يحيطه من أشياء بيد من حديد، ويدين الجميع بالولاء والطاعة للملك الجديد لأن لا أحد يميز سحنة الملك المزيف. وعبثا يحاول الملك الأصلي إنهاء اللعبة، والتي تستمر لتصبح حقيقة ويخسر الملك ملكه ...
دراسات من النص المسرحي :
أراد ونوس أن يظهر بأن هناك غياب الوعي في معرفة الملك. هذه الفرضية جعلت من الرجل المغفل ملكا ذا سلطان بمجرد أن لبس رداء الملك وحمل صولجانه، ويدل على ذلك ما جاء على لسان عبيد أحد شخوص المسرحية عندما قال: "أعطني رداء وتاجا، أعطك ملكا ". ولا ضير بعدها أن يكون الملك عادلا أو ظالما، لأن من يذق طعم السلطة (أبو عزة الملك المزيف) يصعب عليه تركه، وهي صفة غالبة. فالحاكم حتى لو كان عادلا عليه أن يطلق الأحكام الجائرة التي تحفظ له مكانه وإن كانت في بعض الأحيان تلك الأحكام جائرة. فأبو عزة عندما تقمص دور الملك حكم أحكاما جائرة على زوج أم عزة -أي على نفسه هو- بالتجريس، وعلى ابنته التي يحكم عليها بالزواج من الوزير المزيف عرقوب، أو تكون جارية له حسب رغبته. وجاءت هذه الأحكام الجائرة بعد أن شكت أم عزة تجاوزات (الإمام والشهبندر) اللذين كانا سببا في تدهور حالهم للملك المزيف (زوجها أبي عزة). وبذلك وجدنا أن أبا عزة أنصف الإمام والشهبندر، في حين اعتبر أم عزة (زوجته) مذنبة في ادعائها لأنها بشكواها إنما تعتبر العرش باطلا، والملك باطلا، وان النظام الذي يسود البلاد والعباد باطل في باطل. لأن الإمام والشهبندر هما الناموس الذي يحكم البلاد والعباد . النتيجة وفق نظرية ونوس هي أن: "الملك هو الملك" وهي العنوان الذي حملته مسرحيته فلا فرق بين ملك وملك، فأبو عزة في العرش هو الرشيد طالما أن الملوك بلا سحنة. وهكذا في لعبة ونوس فإن أبا عزة يظل متشبثا بالسلطة ليهتز عرش الملك وكانت هذه محصلة الدعابة الملكية التي اختلقها الملك ليتسلى لتنقلب وبالا عليه. نعم هي وبال حين ينقلب السحر على الساحر، حين يجهل الحكام نتائج دعاباتهم ولا محدودية سلطاتهم . لقد قضى ونوس تمام على الوراثة في الملكية. وأثبت أن كل شيء ممكن أن يتحقق بالتاج والرداء والصولجان وكرسي العرش. ففي الأنظمة التنكرية لا يحسب حساب الرجال، إن الذي يحسب حسابه هو التاج والرداء، ولاشيء غير ذلك. وهكذا ناقش ونوس الوضع الذي سيكون عليه أبو عزة حين يصبح ملكا. فتتلبسه شخصية الملك ليطلق أحكاما لا يجرؤ أحد على مناقشتها ولا يسمح له موقع الملك في التنازل عنها وإن كانت خاطئة. ويمكن أن نلمس هذه الشخصية المطلقة للأحكام التي لا يجرؤ على مناقشته به أحد خلال المشاهد الأخيرة من المسرحية عندما يقول أبو عزة (الملك المزيف): "اللعب ممنوع والوهم ممنوع والخيال ممنوع والحلم ممنوع " وكانت حاشيته والرعية (المجموعة) تكرر من ورائه دون مناقشته. لقد "جاء توظيف هذه اللعبة لواقع مرفوض " تناولها ونوس بكثير من التصرف مستفيدا من إيمانه في "أن للأشكال المسرحية مسؤوليات سياسة، وأن هذا المسرح العربي يجب أن يقوم على أسس مادية ملموسة تحدد موقفها وموقعها من العالم، لكن داخل شكل عربي ". المتتبع لمسرحيات ونوس يلحظ أن الواقع العربي كثيرا ما يؤثر على نصوصه المسرحية ولطالما أراد تغيير هذا الواقع فبدأ من أبطال مسرحياته. ففي مسرحيته "الملك هو الملك" كان ونوس أحد الذين انتصروا لأبطالهم من عامة الشعب، واكبهم حيث هم. لم يكونوا عنده حاكمين بقدر ما كانوا محكومين يحلمون أن يلعبوا دور الملك ليتعرفوا على أسرار الحكم، أما الملك في المسرحية فتولد لديه الشعور أنه أكبر من الموقع وبدأ هذا الشعور يظهر عندما قال: "كثيرا ما أشعر أن هذه البلاد لا تستحقني.. ". تزداد الرغبة باللعبة عندما قال لوزيره: "يزداد ضيقي كلما فكرت أن هذه البلاد لا تستحقني. أريد أن ألهو … أن العب لعبة شرسة، لدي ميل شديد إلى السخرية. بالضبط هذا هو ما أحتاجه. أن أسخر بعنف وبقوة ." ويحدد نوع اللعبة عندما يقول: "أريد أن أعابث البلاد والناس". وتلمع الفكرة في ذهن الملك عندما يتذكر (أبو عزة) الرجل المغفل الذي يحلم بالسلطان والانتقام من خصوم كثيرين، فيأمر وزيره أن يذهبا سوية في جولة تنكرية إلى بيت أبي عزة. وتبدأ اللعبة عندما يقرر أن يحضر الملك أبا عزة إلى قصره، وتتضح خطورة اللعبة على الملك الحقيقي عندما لا يتعرف أحد على الملك المزيف (أبي عزة)، وحتى أن زوجة أبي عزة وابنته عزة لم تتعرفا عليه. فاللعبة إذن أعجبت أبا عزة كثيرا وصدق فعلا بأنه الملك، فكل أوامره مطاعة، وكل ما يرغب فيه طوع بنانه دون عذاب. لقد عاش السلطة بكل مقوماتها، بل أنه أصبح ملكا أكثر سطوة وقسوة من الملك الحقيقي، ونستطيع أن نلمس ذلك من خلال الحوار الذي دار بين الشهبندر والإمام عندما سأل الشهبندر الإمام: "ألم تلاحظ أن سحنة الملك تغيرت؟" فأجابه الإمام: "نعم… لقد أصبح ملكا أكثر

الصور المرفقة
نوع الملف : jpg 38471.jpg‏ (2.2 كيلو بايت, 70 قراءة)

إذا تعبت أضع رأسي على كتف قاسيون و أستريح و لكن إذا تعب قاسيون على كتف من يضع رأسه .......... المـــــــــــــــــــــا غوط
 
 
Page generated in 0.03391 seconds with 11 queries