عرض مشاركة واحدة
قديم 11/10/2006   #86
صبيّة و ست الصبايا سرسورة
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ سرسورة
سرسورة is offline
 
نورنا ب:
Nov 2005
المطرح:
syria-homs-damascus
مشاركات:
2,252

افتراضي


مارس مايكل انجلو النحت من صغره و بلغ فيه شأناَ يبلغه فيه فنان قبله. عندما بلغ سن السابعة و الثلاثين كان قد حقق قمة شهرته و أصبح معروفا في سائر البلاد على أنه أبرع و أدق مثال.
ورغم تفوقه هذا فلم يكن نشاطه الفني مقتصرا على النحت فقط بل تعداه إلى مجالات فنية أخرى منها:
1- الرسم و التلوين:
فقد أبدع في عدة أعمال في مجال التصوير وعهد إليه وليوناردو دافنشي (تزيين أحدى قاعات فلورنسا. و انقسمت المدينة إلى معسكرين متحمسين لأكبر عبقريتين في عصر النهضة و خرجت ريم مايكل أنجلو للمشروع مفعمة بعمق التعبير و بتجريد معنى الأحداث و المعارك في حين جاء رسم ليوناردو تحليلية مسجلة لدقائق الحدث )وأعظم عمل نفذه في مجال التصوير هو تزيين سقف معبد ستاين في روما بالفاتيكان وقد كان عملا شاقا ظل يمارسه و هو مستقلي على مسافة قريبة من السقف لا تتيح له فرصة النظر للعمل من بعيد و من أشهر أعماله أيضا المحاكمة الأخيرة.

2- الشعر:
كان مايكل انجلوا شاعرا قديرا قد ملك ناصية التعبير وكانت بعض أشعاره تدور حول معاناته أثناء رسم سقف السيستاين يتصور حالته بطريقة ساخرة و أسلوب لماح.
3- المعمار:
أهم أعماله المعمارية كان تصميم مكتبة لورنازينا و تصميم معبد مديشي.
4- النحت:
و هو مجاله الذي برع فيه فقد أبدع فيه عدة أعمال فنية أهمها تمثال داؤد و تمثال الرحمة و تمثال موسى و تمثال هرقل و باخوس وعدداَ من مشروعات تماثيل لم تكتمل.
و توفي مايكل انجلوا عام 1564و قد قال قبيل وفاته (إنني أشعر بالأسى لأنني أموت قبل أن أقدم كل ما بنفسي مما يحقق سلامها أشعر بأني أموت عندما تعلمت فقط عندما أتهجأ حروفا فن ).


لا يقف مايكل انجلو عند حدود إطار حياته بين مولده على مشارف فلورنسه في 6 مارس سنة 1475 وموته بروما في 18 فبراير 1564 كما أنه يظل عند نطاق مكانه وعصره عصر النهضة الإيطالية وانما يتخطى حدود العصر والمكان محلقا في أفق الإنسانية كلها كرمز لعبقرية أبدعت في أربعة فنون كبرى النحت والتصوير والعمارة والشعر وكمصورة من صراع الإنسان ضد قدرة ونزاعه الدائم معه وعذاب الروح الاسيرة وهي تتخبط في ظلام الدنيا كان ميكل انجلو في حياته التي أوشكت أن تكتمل قرنا من الزمان رمزا للصراع المتصل بين عبقرية بطولية وإدارة صريعة الأسى والقلق والعذاب لقد ذاق غيره من أبطال الإنسانية مرارة هذا الصراع ولكنه انتصروا عليه أما هو فظل أسيرا له يستعذبه ويطوق نفسه بخناقة وكأنه لا يريد الخلاص منه كان دانتي مثله يعاني مأساة هذا الصراع ولكنه كان على بيتهوفن كان في قرارة نفسه ابن المرح المسرة وإن لم يجد من حياته وظروفه صفوا يستبقى هذا المرح أما ميكل أنجلو فكان ابن الأسى والصراع كلماته تنطق به " إن راحتي في الأحزان وآلاف المسرات لا تساوي عاصفة من عواصف الروح ".
لم يكن مايكل أنجلو أعظم من أنجبتهم فلورنسه ولم يكن ممثلا لروح إيطاليا المتحفزة المتوثبة وإنما هو من أروع عبقريات الدنيا عبقرية لم تكتف بحورها العاتي مع الصخر بل مضى حوارها إلى أساليب عدة من التعبير الإنساني وخلف هذا الحوار فنا ذاتيا ليس امتدادا لمدرسة معينة وليس فاتحة لمذهب يعقبه وإنما فيض حياته وعبقريته سيظل يعيش باسمه وحده ويذكرنا بكلماته الأخيرة : " الفن والموت لا يلتقيان معا " ......

ان الحياة كلها وقفة عز فقط.......

شآم ما المجد....أنت المجد لم يغب...
jesus loves me...
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.05646 seconds with 10 queries