عرض مشاركة واحدة
قديم 09/10/2006   #42
شب و شيخ الشباب محمد ابراهيم
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ محمد ابراهيم
محمد ابراهيم is offline
 
نورنا ب:
Nov 2005
المطرح:
في بيتنا
مشاركات:
5,722

افتراضي


التاريخ
عرفت في العصر الفرعوني باسم منف وضاحيتها مدينة الشمس (مصرية قديمة: أون). ويعتبر العصر الإسلامي أطول العصور التي ألمت بمصر الموحدة منذ أن وحدها الملك مينا 3000 سنة ق.م. لأن الفراعنة حكموها إبان الدولتين القديمة والحديثة وبينهما حكمها النوبيون من نباتة بالجنوب أيام مملكة كوش والهكسوس الرعاة ثم بعد الدولة الحديثة حكمهاالأمراء الإنفصاليون والفرس والحيثيون والليبيون ثم الإغريق والرومان والأردنيون أيام الملكة العربية زنوبيا ملكة تدمر والبيزنطيون. ولم تتأثر مصر تأثرا جذريا وإجتماعيا وثقافياولغويا بهذه الموجات الغازية. لكن في ظلال الحكم الإسلامي تحولت مصر كليا خلال 14 قرن سلختها من عمر الزمن فارتمت في أحضان الإسلام .كانت هذه القرون كافية بأن تحول الديموجرافية المصرية جذريا إجتماعيا ودينيا ولغويا.ولأول مرة تصيح مصر أغلبية مسلمة بعد قرنين من الفتح الإسلامي عام 641م . وتخلت عن لغتها الديموطقية والتي يطلق عليها المؤرخون القبطية نسبة لمصر التي كان يطلق عليها قديما قبل الفتح ومنذ الإغريق كلمة Kept أي الأرض السوداء ويقصد بها مصر.


وتعتبر مدينة الفسطاط وجامع عمرو أول أثرين إسلاميين بمصر وأفريقيا ويرمزان لمرحلة محورية بل بداية عصر بكامله مازلنا نعيش فيه وهو العصر الإسلامي. وكانت الإسكندرية عاصمة مصر منذ بناها الإسكندر عام 332 ق.م. مرورا بالإغريق البطالمة والرومان والبيزنطيين الروم. وكان عمرو بن العاص بين أمرين هما لو أبقي علي الإسكندرية كعاصمة فوجوده بها سيجعله معرضا من البحر لأي غزو وهذا ماحدث فعلا عندما غزا البيزنطيون المدينة من البحر بإسطولهم عام 646م . مما جعل المصريون يطلبون إعادة عمرو بن العاص بعدما كان الخليفة عثمان قد عزله. والأمر الثاني الذي جغله يختار مكان الفسطاط أنه بالإسكندرية سيكون بعيدا هن المدينة المنورة عاصمة الخلافة الإسلامية مما يصعب نجدته. وكان قرار الخليفة عمر لعمرو بعدم عزل القوات بمانع مائي وهو الفيضان والنيل وعدم سكناها المدن حتي لايتقاعسوا عن مواصلة الفتح. لهذا إختار إبن العاص هذا المكان الصحراوي الذي يعتبر عسكريا موقعا إستراتيجيا شمال حصن بابليون وأقام فيه مدينة الفسطاط عام 21هجرية –641 م فوق عدة تلال يحدوها جبل المقطم شرقاوخلفه الصحراء التي يجيد فيها العرب الكر والفر والحرب والنيل غربا ومخاضة بركة الحبش جنوبا وهما مانعان طبيعيان. شيد عمرو بن العاص مدينة الفسطاط كمدينة حصن وبها حصن بابليون لتكون مدينة للجند العرب وأقام بها المسجد الجامع (مسجد عمرو بن العاص) أول مسجد أقيم بمصر الإسلامية وبجواره دار الإمارة . وكانت في تخطيطها علي غرار تخطيط الرسول صلي الله عليه وسلم للمدينة المنورة. وكانت تبدو من بعيد كأنها جبل شامخ كما وصفها الرواة والمؤرخون . وعندما إستولي العباسيون علي مدينة الفسطاط بعد سقوط الخلافة الأموية بدمشق عام 133هجرية – 750 م. دخلها العباسيون بعد قتال عنيف بقيادة القائد العباسي أبي صالح علي وأحرقها وكانت جنوده تحصد رؤوس آلاف الثوار وتعلقها في جامع عمرو. لهذا كانت جنود العباسيين يسكنون مدينة العسكر التي شيدوها كضاحية للفسطاط . ولم تهدأ الفتن ضد العباسيين طوال 110 عاما حتي مجيء أحمد بن طولون عام 860 م. وبني مدينة القطائع كأمتداد للعسكر. وكان الوالي العباسي أبو صالح علي قد واجه السرقات التي تفشت بالفسطاط ومنعها وأمر أن يغلق كل واحد بيته أو حانوته بستارة من شرائح القصب حتي لايدخلها الكلاب من الأبواب وجعل الحمامات بدون حراسة وقال : من ضاع له شيء فعلي أداؤه . ولم بقرب أحد علي الإقتراب منها. أو كما يقول الكندي : فكان الرجل يدخل الحمام فيضع ثيابه ويقول ياأبا صالح إحفظها. وكان الوالي بمصر يطلق عليه أمير مصر وأيام العباسيين صاحب إقطاع مصر لأن مصر كانت إقطاعية وكان واليها نائبا عن الخليفة أو الأمراء أو القواد في جمع خراج مصر وإرساله لهم ببغداد أيام العباسيين.وكان يطلق عليه أيضا أمير الصلاة لأنه كان ينوب عن الخليفة في إقامتها . يوليو 969م – 358 هجرية في عهد االمعز لدين الله الفاطمي بنيت مدينة القاهرة كمدينة جند وكضاحية ثالثة للفسطاط مع العسكر والقطائع. وفي نهاية حكم الفاطميين شهدت مدينة الفسطاط الحريق علي أيدي الصليبيين أيام الخليفة العاضد عندما بلغوها بمراكبهم بالنيل وأسروا ونهبوا. بقيادة الملك عموري (أمالوريك) عام 564 هجرية – 1168م. أمر وزيره بجمع العبيد وإحراق مدينة الفسطاط. ونزح الأهالي للقاهرة خوفا وهلعا. وظل الحريق بالفسطاط طيلة 45 يوما ونزلوا بالحمامات والأزقة والمساجد. واصبحت الفسطاط بعد الحريق مدينة أشباح خاوية علي عروشها عدة قرون وفقدت أهميتها كعاصمة للمال والتجارة والصناعة ولم يبق منها سوي جامع عمرو بن العاص والذي أنقذ من الحريق بإعجوبة. أو كما يقول المقريزي : أصبحت كيمان. قامت الفسطاط لتكون عاصمة ولاية تابعة للمدينة المنورة وقامت مدينة العسكر لتكون عاصمة إقطاعية مصر التابعة لبغداد وقامت مدينة القطائع لتكون عاصمة دولة مصر الطولونية. لكن قاهرة المعز قامت لتكون عاصمة خلافة مستقلة هي الخلافة الفاطمية. وهذه العواصم الأربعة قامت غرب المقطم بشرق النيل.
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.04420 seconds with 10 queries