تعتبر هذه المسرحية أول عمل عربي سياسي متكامل ناجح أعقب أحداث النكسة وقد سجل ونوس فيها نجاحاً حقيقياً ككاتب عميق له خصوصيته ورؤيته البعيدة المحكمة فقد خرج من حلقة التبرير التي سقط فيها الكثيرون من الكتاب العرب الذين تناولوا الهزيمة ولم يستطيعوا أو قل لم يرغبوا في مواجهة الحقيقة إرضاء لأصحاب القرار.
وما بين البطولة المصطنعة والملفقة وما بين صدى اإعلام الزائف وصمت المثقفين وحيرة رجل الشارع، ينسج ونوس دائرة من النقاش الساخن، الذي يشارك فيه نخبة من المتفرجين حين يصعدون إلى خشبة المسرح في إطار من أسلوب (هدم الجدار الرابع) ما بين الممثل والجمهور، لتغلق المسرحية نهايتها على أجواء من القهر والتساؤل الحائر حول الذي جرى والذي ضاع؟
وفي هذا الإطار المسرحي الفريد (حفلة سمر) وثيقة تاريخية وفنية لا تتجاوزها الظروف، وقد أسهمت فعلياً في تطوير المفهوم المسرحي والتقني لدى ونوس الذي راح يبحث من جديد عن شكل مسرحي أكثر تكاملاً، شكل فيه من (الفرجة المسرحية) وبعض (الاحتفالية) ويؤمن له في ذات الوقت فرصة ثمينة لمهاجمة (الواقع المزيف) بمزيد من إلقاء الأنوار الكاشفة عليه والنبش في خفاياه السياسية والفكرية والاجتماعية.
إذا تعبت أضع رأسي على كتف قاسيون و أستريح و لكن إذا تعب قاسيون على كتف من يضع رأسه .......... المـــــــــــــــــــــا غوط
|