3
خامسا :
البرهان الخامس على أن المسيح هو مِن ذات الله لأنه هو الوحيد الذي كان يغفر الخطايا والذنوب للخطاة. ترى من يغفر الخطايا إلا الله ؟ لماذا إلا الله ؟
إليك بعض الأسباب:
1- لأن المغفرة تأتي من طبيعة قداسة الله المطلقة كما في (الإنجيل بحسب يوحنا 3: 16) وفي (رسالة يوحنا الرسول الأولى 2: 12).
2- لأن المغفرة تأتي من طبيعة محبة الله المطلقة. كما ورد في العهد الجديد " الله محبة".
3- لأن المحبة تأتي من نعمة الله المجانية الغنية: وهذا ما قاله بولس في رسالته إلى الكنيسة.
4-لأن المغفرة تأتي من قوة الله وسلطانه، كما ذكر ذلك لوقا في بشارته: " فلما رأى إيمانهم قال يسوع: أيها الإنسان مغفورة لك خطاياك'.
5-لأن المغفرة تأتي من الله لمصالحة الإنسان مع الله القدوس نفسه. كما ذكر الرسول بولس في رسالته الأولى إلى أهل كورنثوس 5: 19 "إن الله كان في المسيح مصالحا العالم لنفسه غير حاسب لهم خطاياهم".
6- شهادة المسيح عن نفسه. كما ورد في الحوار الجاري بين المسيح ورجال الدين اليهود الفريسيين في الإنجيل بحسب لوقا (5: 20-26)"فلما رأى إيمانهم قال أيها الإنسان مغفورة لك خطاياك. فأبتدأ الفريسيون والكتبة يفكرون قائلين: من هذا الذي يتكلم بتجاديف ؟ من يقدر أن يغفر الخطايا إلا الله وحده ؟ فشعر يسوع بأفكارهم وأجاب قائلا: لكي تعلموا أن لابن الإنسان (أي المسيح ذاته) سلطانا على الأرض أن يغفر الخطايا.
7- شهادة العديد من الرسل ومنها شهادة التلميذ الرسول يوحنا في رسالته الأولى (1: 9) حيث يقول: " إن اعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل (أي المسيح) حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم".
والخلاصة: بما أن الله وحده الذي له القدرة والسلطان أن يغفر الخطايا، والمسيح كان له هذا السلطان، إذا فلا شك أن المسيح هو ذات الله في صورة إنسان.
سادسا :
البرهان السادس لأنه الشخص الوحيد الذي دعي بألقاب إلهية مجيدة. هذه الألقاب قد إنطلقت من أفواه جميع طبقات البشر وإعترافاتهم. و هي تعطينا دليلا ساطعا واضحا عما كان وجرى في تلك العصور السالفة وإليك شيئا منها:
1- شهادة النبي إشعياء في العهد القديم (قبل 750 سنة) حيث يقول "لأنه يولد لنا ولد و نعطى إبنا وتكون الرئاسة على كتفه ويدعى إسمه عجيبا مشيرا إلها قديرا أبا أبديا رئيس السلام".
2- شهادة المسيح عن نفسه وذلك بأنه :
- كلي القدرة والسلطان، كما ورد في إنجيل متى 28: 18 " فتقدم يسوع وكلمهم قائلا : دفع الي كل سلطان في السماء وعلى الأرض".
- كلي المعرفة، فلقد عرف المسيح تلاميذه قبل أن اختارهم كما جاء في الإنجيل بحسب يوحنا 1: 48.
وفي الأصحاح الحادي عشر عرف أن لعازر شقيق مريم قد مات. وقد تنبأ المسيح وعرف ماذا سيحدث له وما سيلاقيه من اضطهاد و عذاب بين الناس ومن ابتعاد تلاميذه عنه، كما تحدث عن موته وقيامته وصعوده إلى السماء ومن ثم عن مجيئه الثاني إلى العالم.
لقد كان عالِما دقيقا في تحليل النفوس البشرية و فهمها ودراستها ونقدها. وقد قال الرسول بولس في رسالته إلى أهل رومية 8: 29و30 "لان الذين سبق فعرفهم سبق فعينهم والذين سبق فعينهم فهؤلاء بررهم ومجدهم أيضا". وأعترف بولس مرة أخرى بعلم السيد المسيح وعمق معرفته فقال في رسالته إلى كولوسي 2: 3 " المذخر لنا فيه جميع كنوز المعرفة والعلم".
- كلي الوجود، فقد قال المسيح عن نفسه في (الإنجيل بحسب متى 18: 20) "حيثما اجتمع إثنين أو ثلاثة بإسمي فهناك أكون في وسطهم". ويذكر الإنجيل قصة نزول المسيح من السماء على تلاميذه الخائفين وهم قلقون في العلية حيث كانت الأبواب مغلقة، جاء يسوع ووقف في الوسط .
- أزلي الوجود و قد قال المسيح عن نفسه في الإنجيل بحسب يوحنا: 8: 58 " قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن". وفي الإصحاح الأول، الآية الأولى يقول:" في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله". كما قال بولس الرسول في رسالته إلى العبرانيين (9: 14) "المسيح الذي بروح أزلي قدم نفسه لله بلا عيب".
- شهادة التلميذ توما المتشكك أمام التلاميذ كما وردت في الإنجيل بحسب يوحنا (20: 2 "ربي وإلهي. وهناك أكثر من مائة لقب أعطيت فقط للسيد المسيح كما وردت في العهدين القديم و الجديد مثل: "الله معنا -المخلص - الرب- كلمة الحياة - الفادي - البار - الخالق الأزلي - الكائن والذي كان و الذي يكون - الديان للأحياء والأموات - البداية والنهاية - الله - و غيرها.
الخلاصة: بما أن هذه الألقاب العظيمة الفائقة لا تعطى إلا للرب وحده فقط وقد أعطيت للسيد المسيح فيجب أن نسلم بديهيا أن المسيح هو الله نفسه في هيئة إنسان.
سابعا:
بأن المسيح هو ذات الله لأنه كان يسجد له ولم يرفض هو هذا السجود من الناس له. وإليك ما يذكره الكتاب المقدس عن سر السجود للمسيح منذ ولادته وحتى صعوده:
1- سجد له حكماء المجوس القادمين من الشرق في مكان ولادته المتواضع. كما ورد ذلك في الإنجيل بحسب متى (2: 11) حيث يقول: "فخروا وسجدوا له ثم فتحوا كنوزهم وقدموا له هدايا ذهبا ولبانا ومرا".
2- سجد له المرضى والبرص كما جاء في (الإنجيل حسب متى 8: 2) "وإذا أبرص قد جاء وسجد له قائلا يا سيد إن أردت تقدر أن تطهرني. كما سجد له الأعمى قائلا : "أؤمن يا سيد وسجد له".
3- وسجد له التلاميذ بعد صعوده إلى السماء وظهوره لهم. كما ورد ذلك (في الإنجيل بحسب متى 28: 17) "ولما رأوه سجدوا له".
4- سجدت له النساء كما جاء في (الإنجيل بحسب متى 15: 25) " فأتت إمرأة وسجدت له قائلة يا سيد أعني".
5- سجد له الشيطان والأرواح الشريرة كما حدث ذلك في (الإنجيل بحسب مرقس 5: 1-7) "… إنسان به روح نجس. فلما رأى يسوع من بعيد ركض وسجد له".
6- ستجثو له كل ركبة في السماء وعلى الأرض كما يصرح بهذا الرسول بولس في رسالته إلى أهل فيليبي (2: 9) " لذلك رفعه الله و أعطاه اسما فوق كل إسم لكي تجثو باسم يسوع كل ركبة ممن في السماء ومن على الأرض ومن تحت الأرض ويعترف كل إنسان أن يسوع المسيح هو رب لمجد الله الآب".
الخلاصة: نستنتج من هذه البراهين والأدلة الكتابية الصادقة أن المسيح كان يُسجَد له كالإله العظيم. وبما أن السجود وأسرار العبادة هي كلها لله وحده، لذا فإننا نؤمن جازمين واثقين بأن المسيح المسجود له هو ذات الله نفسه في صورة إنسان.
ثامنا :
البرهان الثامن بأن المسيح هو ذات الله، لأنه الوحيد الجبار الذي غلب الشيطان وانتصر على الموت، و ذلك واضح في العهد الجديد عندما انتهر المسيح ذلك الشيطان الذي جرّبه، وحينما صعد المسيح من بين القبور منتصرا على شوكة الموت غالبا ظافرا.
وإليك ما ورد في الكتاب المقدس عن انتصاره الرائع العجيب:
1- شهادة المسيح للشيطان المجرب له. كما جاء في الإنجيل بحسب متى (4: 1-11) " قال له يسوع مكتوب أيضا لا تجرّب إلهك... ومكتوب للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد".
2- شهادة الشيطان نفسه وذلك حسبما جاء في الإنجيل بحسب يوحنا (16: 33) " نعلم من أنت … أنت إبن الله الحي أتيت لتهلكنا، ثم تركه إبليس".
3- قول يسوع لتلاميذه متحديا الشر في العالم وذلك في (سفر الرؤيا 20: 10) "وإبليس الذي كان يضلهم طرح في بحيرة النار والكبريت حيث الوحش والنبي الكذاب وسيعذبون نهارا وليلا إلى أبد الآبدين".
4- الوعد للمؤمنين بالمسيح، كما قال الرسول يوحنا في رسالته الأولى 5: 5 "من هو الذي يغلب العالم إلا الذي يؤمن أن يسوع هو أبن الله".
والخلاصة: بما أن المسيح هو الذي غلب الشيطان، ولا يقدر أن يقهره ويغلبه إلا سلطان الله وحده، لذا فإن المسيح هو الله نفسه في هيئة إنسان.
تاسعا :
البرهان التاسع بأن المسيح هو ذات الله، لأنه جاء من السماء بروح الله وصعد عائدا إلى السماء بجسد إنسان. كما ورد ذلك في شهادة المسيح عن نفسه في (الإنجيل حسب يوحنا 3: 13) " ليس أحد صعد إلى السماء إلا الذي نزل من السماء، ابن الإنسان (أحد ألقاب المسيح) الذي هو في السماء". ثم قال في مكان آخر من الإنجيل حسب يوحنا 7: 33 " أنا معكم زمانا يسيرا بعد، ثم أمضي إلى الذي أرسلني". وقال أيضا " حتى حيث أكون أنا تكونون أنتم أيضا" (يوحنا 14: 1-4) وفي يوحنا 16: 5 " أنا ماض إلى الذي أرسلني و ليس أحد منكم يسألني أين تمضي؟" وفي يوحنا 16: 7 "لكني أقول لكم أنه خير لكم أن أنطلق. لأته إن لم أنطلق لا يأتيكم المعزّي (الروح القدس)".
ونذكر هنا شهادة الناس الآخرين عنه كما وردت في أعمال الرسل 1: 9-11 " ولما قال هذا إرتفع وهم ينظرون، وأخذته سحابة عن أعينهم. وفيما كانوا يشخصون إلى السماء وهو منطلق إذا رجلان وقفا بهم بلباس أبيض وقالا: …. إن يسوع هذا الذي ارتفع عنكم إلى السماء سيأتي هكذا كما رأيتموه منطلقا إلى السماء".
وفي الحقيقة نقول أن من يتأمل مليا ويطالع بدقة قصة صعود المسيح إلى السماء بعد قيامته من بين الأموات، ثم ظهوره عدة مرات لتلاميذه ونزوله عليهم فجأة، يشعر بالدهشة والاستغراب لهذه الأحداث الخارقة العجيبة، لأنها ليست من صنع إنسان بشري، بل هي من إبداع الله الخالق وعظمته وقدرته ودقة أسراره السماوية. وهنا تكمن ألوهية السيد المسيح الذي نزل من السماء وكانت الملائكة تخدمه كإله عظيم. كما كانت الشياطين ترهبه وتخشاه. وهو نفسه الذي صعد من الأرض الى السماء، وهو ذاته الذي سيعود في اليوم الأخير ليدين الأحياء والأموات.
فمن هذا إذا ؟ إنه المسيح الذي تحدث عنه الرسول بولس في رسالته الأولى لتلميذه تيموثاوس 3: 16 " الله ظهر في الجسد، تبرر في الروح، تراءى لملائكة، كُرز به بين الأمم، اومن به في العالم، رفع في المجد. انه حتما الله نفسه. الله هو المسيح، والمسيح هو الله.
كفرت بكل الأديان والرب غير موجود
ومريم ليست بعذراء ومحمد مدعٍ أفاق
ونعم للإلحاد ونعم للعقل
3/6/2007
|