الموضوع: أسبوع وكاتب ...
عرض مشاركة واحدة
قديم 05/10/2006   #80
صبيّة و ست الصبايا سرسورة
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ سرسورة
سرسورة is offline
 
نورنا ب:
Nov 2005
المطرح:
syria-homs-damascus
مشاركات:
2,252

افتراضي


رواية أمين معلوف، سمرقند،تسلط الضوء على فترات وأفكار لا يجب ألاّ نغفل عنها في قراءاتنا التاريخية والسياسية والفكرية.. القصة يرويها شخص يُدعى لوساج عمر بنيامين والاسم الوسط عمر لأن أهله كانوا من دائرة المعجبين بعمر الخيام التي كانت تتسع في الغرب منذ اكتشاف أول مخطوطة لرباعيات الخيام في القرن التاسع عشر.
ودور هذا الراوي أنه من أجل الحصول على نسخة مخطوطة لرباعيات الخيام يذهب إلى إيران في عز التجربة الديمقراطية التي خنقت في البرلمان أوائل القرن العشرين، والغريب أنه ذهب من أجل الحصول على هذه المخطوطة التي كان يقول عنها إنها ستقلب حياة البشر.. وبالفعل فقد قلبت حياته. وتدخل قصة المخطوطة في مرحلتين زمنيتين يفصلهما ألف عام. المرحلة الأولى تضم ثلاث شخصيات في ذروة الخلاف السني الشيعي الذي سخر له الوزير نظام المُلك كل قوته من أجل القضاء عليه، فكتب الكتب وأصدر الأحكام ولاحق المارقين وأسس المدارس العلمية واستقدم لهذا الأمر أشهر علماء المسلمين في عصره الإمام أبو حامد الغزالي. الشخصية الثانية: حسن الصباح الذى ربط الدين بشخصه ودكتاتوريته، فهو شخصية فذة وعبقرية، إلا أن عبقريته خضعت لهدف الوصول للقمة بشتى السبل، وقد عرفه عمر الخيام على السلطان حتى أصبح ذا حظوة واستلم حسابات السلطنة فقلبت الملك عليه حيث قيل إنه دبر له مكيدة فكاد يقتل، ولكن عمر الخيام تشفع له عند نظام الملك. وقد أقسم على الانتقام فذهب إلى مصر واعتنق المذهب الفاطمي وتعلم في الأزهر (ربما كان مساهماً فى تأسيسه). وعاد إلى المنطقة مندوباً عن الفاطميين وتطرف بدعوته حتى أسس فرقة الحشاشين، وهي فرقة اشتهرت بالاغتيالات. وتمكن من قتل نظام الملك واعتصم مع أتباعه الكثر في قلعة ألْموت في حياة متقشفة ، وقد أخذ معه المخطوطة ليغري صديقه عمر الخيام باللحاق به.
أما الشخصية الثالثة فهي عمر الخيام، التي أسرت لب الشرق والغرب برباعياته، فكان صديقاً للعدوين اللدودين رغم أنه ليس ذا سلطة أو جاه، ولكنه مفكر من الدرجة الأولى، قال عنه البعض أنه ملحد سكير فيلسوف، وقال الآخرون أنه عالم وصل إلى الله بفكره. بالإضافة إلى ذلك كان محباً للعلم فأكبر هبة أخذها من السلطان طلب منه افتتاح مرصد فلكي بها، وكان عالم رياضيات أضاف إلى نظريات الخوارزمي وصحح بعضها. فكان هدفاً في صراع الشخصيتين الأوليين، نظام الملك وحسن الصباح، لكونه حكماً لا يستهان برأيه، أنقذ الصباح من الموت وبكى نظام الملك حين قتل. والمرحلة الثانية فى نص سمرقند هي التي عاشها الراوي (بعد ألف عام). وتجذب القارئ شخصية لوساج عمر بنيامين الذي جرّه انجذابه وراء الرباعيات إلى أبعد الأماكن وأعمق الأزمات من أجل الوصول إلى هدفه. فوصل إلى الحضيض فى فترات طويلة حيث أمضى أشهراً يقطع المسافات ماشياً أو على ظهر بغل فيما بعد بحثاً عن المخطوطة، التي وجدها أخيراً وأرسلها إلى نيويورك مع محبوبته إحدى أميرات عرش الشاه في إيران.
الصور المرفقة
نوع الملف : gif 26753.gif‏ (7.4 كيلو بايت, 0 قراءة)

ان الحياة كلها وقفة عز فقط.......

شآم ما المجد....أنت المجد لم يغب...
jesus loves me...

آخر تعديل butterfly يوم 27/11/2006 في 12:17.
 
 
Page generated in 0.03241 seconds with 11 queries