وهي الجزء الاخير من رحلة هوبليس مع ابنته
ابنتي
كنت مؤمنا تماما بل وكانت هذه حقيقة لا تقبل النقاش عندي انك ستتكلمين في شهرك السادس وستسيرين على قدميك بشهرك العاشر
كنت اقول ذلك بلهجة لا يوجد بها ولو ذرة شك
ولكن ابنتي كان لها رايها
فقد قالت اول كلمة لها بشهرها الخامس وكانت بابا
اقسم لكم ان الدنيا لم تسعني عندما نطقتها شعرت انني ملك متوج بكل معنى الكلمة
نطقتها لاسبوع كامل كانت تقول بباا بابا بب لا يمكن تخيل جمال تلك الكلمة
ولكن توقفت عن نطقها لسبب ما لا ادري ربما شعرت ان اباها سيجن ويفقد عقله فرحمة به توقفت عن قول بب بباااابببببب
ولم تنطق بكلمة اخرى تقريبا لمدة شهر ثم قالت تتتااا تتتااااااا
حزنت امك لانك لم تقولي ماما ولكنك لم تتركي حزنها يطول فقد اصبحت تقولين ممممااااا ايضا
ولكنك يا ابنتي خذلت اباك ولم تتكلمي اكثر من ذلك بشهرك السادس
بشهرك السابع اصبحت تقودين دراجتك الخاصة وتتنقلين بها كالقردة في المنزل وتقفزين بداخلها قفزا وابتدأت بالتخريب اي شيء تقع يدك عليه كان يتحول مباشرة الى فمك الجميل فان كان لا يؤكل كان يرمى على الارض وكسرتي ما كسرتي وخربتي وخربتي وامك تجن وتفن وابوك يضحك ملء شدقيه
ابنتي لم احرمك يوما واحدا بحال تواجدي بالمنزل من النزهة
كنت ان اقتربت من باب المنزل وانا احملك ولم افتحه واخرج بك خارجا كنتي تقيمين الدنيا ولا تقعديها صراخا وبكاء وتنظرين بعينيكي الي نظرة لا استطيع وصفها نظرة كانت تجعلني اخرج بك خارج المنزل ولو كانت الدنيا زمهرير بالخارج لو كان الوقت منتصف الليل المهم الا اخيب رجائك ولا اخذل نظرتك الامرة الساحرة
ابنتي حين كنت اخرجك كنت تنسي اباكي
كنت تنظرين الى كل شيء باستغراب شديد واحيانا بجنون كنت لا تستطيعين ان تنظري لجميع الاشياء بوقت واحد وتنقلي راسك يمينا ويسارا بجنون تريدين ان تري كل شيء ونحن نسير اي شيء يلفت انتباهك مرات كنت تقفزين بعربانة الاطفال عند رؤيتك شيء ما اتذكرين كيف اصبح كل كلاب الحي اصدقاؤك لا ادري كيف يفهم الحيوان ان هذا طفل ويتودد للطفل ويصبح الكلب المخيف دمية بيدي الطفل اعتقد ان هناك غريزة بالحيوان تمنعه من ايذاء الطفل لمست ذلك بالقطط والكلاب
ابوك الذي يخاف الكلاب ولا يحبها اصبح لا يمانع ان يقف قليلا ليقترب منك كلب ما ويقفز حوالين عربتك وانت تقفزين معه بجنون
امك التي لا تحب القطط سمحت لقطة الجيران ان تاتي الينا لان تلك القطة الشرسة التي تهاجم اي شيء متحرك كانت فقط عندما تمدين يدك الصغيرة تصبح وديعة جدا ولا تمانع ان تضعي اصابعك بعين تلك القطة ولا تؤذيكي وتجلس بحضنك كطفلة تجالس طفلة غريب فعلا امر الحيوانات تلك القطة كنت ان مددت يدي ناحيتها تلاعبني وتهجم على يدي ولكن مع ابنتي تستكين بشكل فظيع وتتوقف عن اللعب ومشاكسة اي شيء متحرك سبحان الله
ابنتي حين كنت ادخل بك اي متجر كانت يدك الصغيرة تمتد من العربانة كيد عملاقة تختطف اي شيء وترميه على الارض كالصاروخ
ابنتي لم اسر بك يوما الا واستوقفني العشرات ليلاعبوكي والجميع يقولون انك اشبه للباربي من كونك طفلة كنت فعلا باربي صغيرة وابدعت امك بتجديل شعرك القصير وبالباسك احلا الملابس التي تظهر فتنتك
ابنتي كان بعض الناس يستاذنوني ان يقفوا وياخذوا صورة وهم يحملوكي كنت اوافق بسرور بالغ وفخر لا يوصف كنت اشعر ان الناس يعرفون الملاك الذي بين يدي واتركك تلاعبين كل البشر
في شهرك الحادي عشر يا ابنتي فعلت شيئا عجيبا
كنا بدانا نضعك بسريرك الخاص بعد ان وضعته بغرفتي
ولسبب ما تركناك بالسرير ذو القضبان الخشبية ونحن واثقون انك آمنة فانت داخل السرير
وفجأة رايناك تاتين الينا بكل بساطة تمشين على رجليكي
وقف شعر راسي يا ابنتي كدت ان اجن
صرخت بامك من انزلها من السرير
كانت امك تقف كالهبلة وفمها مفتوح مترين وتنظر اليك ولا تصدق عينيها لم تسمعني اصلا
نظرت لك بعين غير مصدقة كيف مشيتي كيف نزلت من سريرك
الى اليوم لم افهم كيف استطاعت ابنتي النزول من سريرها هل تعربشت على القضبان الخشبية وتدندلت على جنب السرير ووضعت رجلها على الارض ولكنه اطول منها هل قفزت منه على الارض ولم تتالم وقامت ومشت وكان شيئا لم يكن المهم يا ابنتي انك تركت هذا السرير الاشبه بالقفص بالنسبة لك ومشيتي
لم يعلمك احد المشي ربما من عربة المشي دراجتك الخاصة لا ادري مشيتي لوحدك لم نرك الا تسيرين بيننا كالقردة
لم يتاخر كلامك كثيرا فعند بلوغك السنة كنت تقولين كل الكلمات وجمل بسيطة وسنة وشهرين كنت تردحين كامراة شامية تبلغ الخمسين من العمر
عندما مشيتي يا ابنتي جلسنا انا وامك نفكر كثيرا كيف خرجت من السرير صدقيني شيء غير مفهوم كيف وقعت منه بدون ان تصرخي كيف استطعت الخروج كيف قررت السير شيء غير مفهوم
انت عظيمة كابيك
وحين مشيت ابتدأ مشوار آخر معك مشوار صعب فقد حولت المنزل حطاما خربتي كل شيء شيء لا يصدق الطفل يحول البيت الى كركبة لا توصف لا يستطيع خمسة اشخاص ان يصلحوا ما تخربيه ابنتي لم تتركي شيئا على الاطلاق الا وخربتيه الحمام الحنفيات الكراسي التلفزيون اوقعتيه وكسرت طرفه لم تتركي شيئا على الاطلاق الاو حاولت تخريبه لم نجرؤ من يوم سيرك ان نترك شيئا زجاجيا بين يديكي ورغم حرصنا لا يمر يوم الا وتكسرين شيئا لا اعتقد ان هناك طفل بالعالم كان يملك شقاوتك فقد رايت اطفالا سواكي ورزقني الله بسواكي ولكن اقسم لك ان شقاوتك تعادل شقاوة عشرة اطفال
هل تعلمين ان طبيبا زارنا مرة وكنت تبلغين الخامسة من العمر وقد قال لنا ان هناك مرض اسمه مرض النشاط عند الاطفال واننا يجب ان نعالجك لانك لا تكفين عن الحركة لاثني عشرة ساعة متواصلة تتحركين بشكل عجيب هستيريا متحركة لقد جن ذاك الطبيب بشقاوتك وقال لنا اعانكم الله انتم بطفل واحد كالذي عنده حضانة وتكلم جديا عن ضرورة ان نريك لطبيب لنعرف لم كل هذا النشاط فقال له هوبليس تلحس طيزي انت وكل الاطباء قم افرنقع من بيتي انت اهبل لا تعرف من هو هوبليس فكيف ستعرف من هي ابنته
ابنتي انت قطعة مني انت روحي لقد ورثت كل جيناتك مني اراك اليوم انظر اليكي لا اصدق عيني وليقل هذا الكون ما يريد فهذا الكون لا يفهم ابنتي انا وحدي افهمها انا من شجعها على النشاط انا من قضى ساعات كاملة الاعبها اركض معها اقفز اكثر مما هي تقفز انا خربت منزلي اكثر مما خربته ابنتي كنت اقفز على السرير كالمجنون انا وانت وكسر السرير بنا معا كنا نتسابق داخل المنزل ونحطم كل شيء كنا نقفز على الدرج الداخلي ببيتنا لنرى من يستطيع القفز اكثر كنا نلعب بالماء بالبانيو لساعات وساعات كنا نتضارب بالمخدات واي شيء يقع بين ايدينا كنا نلعب الكرة داخل المنزل وامك تركض خلفنا كالمجنونة صارخة متوعدة ايانا بالويل كنا نتلصلص على الجيران معا كنا نفعل كل شيء معا ابوك يا ابنتي بفضلك عاش طفولته التي لم يعشها ابوك يعترف لك بالفضل انا يا ابنتي لا فضل لي عليكي بل العكس انت صاحبة الفضل انت من احيا فيي جمال الدنيا وصرت اراها بعين لم ارها من قبل انت عوضتي لي طفولتي التي ضاعت مني وستعوضين لي شبابي ايضا ابعد كل هذا التعب ياتينا هذا الطبيب الاهبل ويقول لي ان ابنتك مريضة بالنشاط تبا له ولطبه الا يعرف كم تعبت لاجعلك شعلة من النشاط انه لا يعلم اعذره فهو لا يعرف من انا ولا يعرف من هي ابنتي
|