سلتنا.. هل تلدغ من الجحر مرتين؟
»14« نادياً بدوري المحترفين.. تجربة ضاع من عمرها عام.. وانتظروا مزيداً من الآلام ؟ قلة قليلة تخشى الهبوط.. وقلة تفكر باللقب.. والغالبية تلعب رفعاً للعتب!
هل أصبح قدر سلتنا ألا تنعم بشيء من الاستقرار الفني على نمط محدد من المسابقات؟ وهل بات نصيبها أن تضيع بين الرغبات والاستراتيجيات؟ بل هل أدركت معاني وتفاصيل كلمة استراتيجيات حتى تفكر في العمل عليها؟ يا لحظها العاثر، فالتقلب أصبح من أساسيات حياتها.. وحتى عندما يفكرون لها بالاستمرار، يكون ذلك أيضاً على حساب الاستقرار.. وكلام الليل لا بد أن يمحوه النهار.. ولكن ماذا بعد؟ بعد أن تكون قد خسرت سلتنا »360« نهائياً..
احذروا التقليد
سبق لـ»الرياضية« أن حذرت في السنة الماضية من الانعكاسات السلبية لاقتراح زيادة عدد فرق دوري المحترفين لـ»14« نادياً.. وأثبتت الأيام صحة ما قلناه من كلام.. فالدوري نجح تنظيمياً وهذه واحدة تسجل لاتحاد السلة، حيث أنجز في المدة الزمنية المحددة له.. لكنه لم ينجح فنياً لعدة أسباب.. لكن الغريب أن سلتنا تعود إلى »المجرّب« مرة أخرى وبعد أن تلمست سلبية فكرة وجود »14« نادياً بدوري المحترفين فأين ذهبت الفوائد والعبر.. أم أنها مجرد مصالح معينة وإرضاء للأمزجة.. والدوري هو الضحية؟..
ولا مانع من العودة لأسباب تحذيرنا من مساوئ دوري الـ»14« نادياً والسلبيات التي يمكن أن يراكمها فوق سلبيات الموسم الماضي.
احتراف خيالي
قبل الدخول في التفاصيل الفنية والتنظيمية لدوري المحترفين علينا التأكد والتحقق من صلاحية كلمة »محترفين« لأنها تبدو غريبة وغير متناسبة مع إمكانات نصف أندية الدوري إن لم نقل أكثر..
وعندما كانت المطالبة في مؤتمر اللعبة بفرز دوري للمحترفين وآخر للهواة.. كانت الفكرة صائبة.. لكنها أصابت البعض ممن يحبون أن يعيشوا في دوري المحترفين دون أن تكون لديهم أدنى مقوماته، فلا يريدون الاعتراف بواقعهم، بل يحاولون قولبة الدوري على هواهم وهذا ما حصل..
وأسألكم وبعد أن تقرر اعتماد النظام الجديد للاحتراف والطلب من الأندية تقديم عقود احترافية للاعبيها بما لا يقل عن »8« لاعبين ولكل لاعب مقدم عقد وراتب رسمي، حسب نظام الشرائح: هل تظنون أن كل الأندية ستمتثل لهذا القرار؟ وكيف تنفذ الكلام إذا كانت بالأساس لا تملك المال؟..
وبعضهم قالها في مؤتمر اللعبة إن ناديه ليس من عادته تنظيم عقود احتراف مع لاعبيه.. لأن لاعبيه بالأساس يلعبون بالمجان.. والمثال ليس لنادٍ واحد.. وبالتالي فالخطأ سيبدأ قبل بداية الدوري.. والأندية ستقدم عقوداً وهمية سواء ممن ليست لديه القدرة على الدفع والتعاقد.. أو ممن لديه المال والرغبة في دفع المبالغ التي تفوق التصورات التي حددها مؤتمر السلة لسقوف رواتب وعقود اللاعبين..
»وكله ماشي« والمفارقات المالية الهائلة بين أندية الدرجة الواحدة ستفرز مفارقات فنية وتنظيمية.. والخطأ يعالج بالخطأ..
من جرّب المجرب
كيف لهم التمسك بفكرة وجود »14« نادياً في الدرجة الأولى وهم الذين لمسوا بأيديهم فشل الفكرة قبل أن تبدأ في الموسم الماضي..
هل تذكرون كيف اعتذر تشرين عن المشاركة قبل بداية الدوري.. لينزل العدد لـ»13« وبعدها لحق به قاسيون في منتصف المشوار عندما فقد الأمل بالبقاء، فاستأذن بمغادرة دوري الأضواء قبل نهايته بعدة مباريات.. ليكمل الدوري »12« فريقاً وهو العدد الأساسي له قبل التعديل.. فهل يريدون تكرار التجربة؟ وهل يعجبهم تعزيز فكرة تفاوت المستويات؟ أم أنهم يصرون على هذه النقطة بالذات كي يضمنوا لفرقهم البقاء في الأضواء..
كارثة سلوية
في مؤتمر موسم »2004- 2005« حذّر د. فواز كيخيا من خطورة زيادة عدد فرق الدرجة الأولى لـ»14« نادياً مشيراً إلى كارثة رياضية وهو يعرف ماذا كان يعني؟..
كان يعني المساهمة في تخفيض مستوى الدرجة الأولى.. وكان يعني قتل دوري الدرجة الثانية وأثبتت الأيام ذلك مع الانخفاض الواضح سواء في عدد المشاركين أو مستواهم، لدرجة أن بعض الصاعدين للدرجة الأولى كانوا غير مفكرين بالصعود..
وقالوها بالحرف: إنهم لم يكونوا بصدد الصعود ودخول دوامة المحترفين، لكن شاءت الظروف وتعاملوا معها على مبدأ إذا هبّت رياحك فاغتنمها.. ودوري الدرجة الثانية الذي كان يذخر دوماً بـ»5-6« فرق تتصارع بقوة للصعود إلى الدرجة الأولى تم تفريغه من قوته بعد زيادة عدد فرق الدرجة الأولى لـ»12« ومن ثم لـ»14«، مما تسبب بالتباعد الهائل بين الدرجتين.. وهذا سيعيد إلينا فكرة سابقة ما لبثت سلتنا أن تخلصت منها وهي الصاعدون ثم الهابطون..
حلول مملة
طبعاً للتخلص من أعباء وجود »14« نادياً في الدرجة الأولى كانت محاولة تقسيم الدوري لمجموعتين.. وهنا كانت الضربة القاصمة للدوري.. وهي التي حرمت الفرق والجمهور من أحد أهم نكهات الدوري.. فهل يجوز لفرق ألا تقابل بعضها في دوري واحد.. قد يكون الكلام عادياً للفرق الطامحة بملاقاة كل الفرق الكبيرة واكتساب الاحتكاك والخبرة ومداخيل المباريات معها.. وهذا ما أكده عضو إدارة نادي اليرموك الذي طالب في المؤتمر بإحداث دور جديد باسم »فاينال إيت« أو دور الثمانية، وذلك بهدف تحفيز الأندية العادية على دخول هذا الدور للاستفادة من ملاقاة الفرق الكبيرة والاستفادة من مداخيل مبارياتها باعتبارها تجذب الجمهور في تغطية المشروع الاحترافي..
أجانب عند اللزوم
الغريب في سلتنا أنه بعد النجاح المتصاعد الذي حققته في تجربة اللاعبين الأجانب نجد من يحاول محاصرة هذه الفكرة وحصرها فقط بالفرق الكبيرة، متناسياً أن خطوات كهذه تكرس وتعزز قوة الكبار.. وتزيد الفوارق الفنية بينهم وبين البقية.. فهل تبنى استراتيجية السلة السورية على هؤلاء الكبار فقط؟.. وإذا كانت الفكرة كذلك فلماذا لا توضع وحدها في دوري خاص إضافة للفرق الأقرب إليها كي تنفذ دوري محترفين »بحق وحقيق« فيه الأجانب من أول الدوري لآخره.. ولا مانع من تعدد أدواره لتحقيق المزيد من المباريات القوية التي تساهم برفع المستوى، أما في النمط الحالي للدوري فلا أظن أن المتعة ستكون موجودة ولا القوة ولا الإثارة، وتجربة الموسم تؤكد إحجام الجمهور عن حضور مباريات الدور الأول لأنها خلت من اللاعبين الأجانب، أضف إلى ذلك قدرة المواهب المحلية »الفلتة« القادرة على إثبات ذاتها وجذب الجماهير..ومع احترامي للجميع، فأين أمثال ميشيل وشريف وأنور ورضوان وخالد وغيرهم؟..
ويضاف إلى ذلك ضعف حركة انتقال اللاعبين بين الأندية مما يعطي الفرق طابعاً تقليدياً وليس جديداً لتحريض الجمهور على الحضور..
صورة مخيفة
المخاوف تلف الدور الأول للأسباب التي ذكرناها وعسى أن تغير توقعاتنا وتفاجئنا بحضور جماهيري.. لكن الخوف الأكبر فيما لو توضحت صورة أحد الفرق الهابطة أو الاثنين معاً.. وعندها ستسير الأمور كتأدية واجب كما حصل في الدوري الماضي عندما حسمها تشرين باعتذاره وقاسيون بانسحابه.. فغابت الندية عن الدوري ولاسيما في مجموعة الهبوط وأصبحت مبارياته تحصيل حاصل..
والمعطيات الفنية الحالية وفوارقها تنبئ بواقع كهذا.
الحافز المفقود
الخطأ يعالج بخطأ آخر.. ومنع اللاعبين الأجانب بالدور الأول يعالج بالسماح بمشاركة في الدورين الثاني والثالث.. وهذا يعود بفرقنا إلى عدة معطيات..
أولها، التناقض ما بين مشاركة بعض أنديتنا في الدور الأول دون أجانب.. والمشاركات الخارجية بأجنبيين.. والعودة للمشاركة بالفاينالين بأجنبي واحد ثم لعب مسابقة الكأس دون أجانب..
ثانيها، إذا كانت المقتضيات الاستراتيجية للفرق الكبيرة تدفعها لاستقدام لاعبين أجانب وعلى مستوى عال أيضاً، فما الذي يدفع بقية الفرق المتأهلة للفاينال سيكس لاستقدام لاعبين أجانب؟ وإذا كانت أمور الفرق الأربعة الكبيرة شبه محسومة ببلوغها الفاينال »سيكس« و»فور« فما الحافز للفريقين الأخيرين كي يستقدما لاعبين أجانب ويتكبلا آلاف الدولارات من أجل لعب فاينال قد لا تتجاوز مدته العشرين يوماً؟ وهم بالأساس يدركان أن مسافات طويلة ما زالت تبعدهما عن حكاية التفكير بالمنافسة على البطولة..
وبعضهم يلوح منذ الآن بإمكانية عدم استقدام أجانب ما دام لا يفكر بالمنافسة..
وتعود الحكاية لنفس الخطأ.. تكريس قوة الكبار.. وضعف البقية.. وبالطبع فالحافز لدى الفرق الكبيرة سيكون غائباً في الدور الأول باعتبارها ضامنة تأهلها للفاينال ولا داعي لوضع كل ثقلها وكشف أوراقها وستؤجل كلامها للفاينال ولا سيما بعد انضمام الأجانب إليها..
أحلام وأوهام
بمختصر الكلام.. النمط الحالي للدوري لم ولن يأتي بجديد، وحتى فكرة الفاينال سيكس فلا يتوقع لها النجاح الباهر نظراً للمعطيات السابقة وبالتالي فالتوقع يشير إلى معرفة مبكرة لصورة الهبوط ومحدودية المنافسة على اللقب.. وبالتالي فإن بحدود نصف فرق الدوري ستلعب لفترات هامة من عمر الدوري بلا حافز ولا دافع مما ينعكس سلباً على المستوى، ونأمل أن تخيب التوقعات.
| مالك حمـود / الرياضية
في البدء لم يكن اول افعال الله انتشارا نحو الخارج , , بل طي , انقباض .....
في البدء لا بد ان الله انسحب , انطوى , ميسرا بذلك ولادة العالم .....
في البدء كان الكلمة .....
مملكتي ليست من هذا العالم .....
|